الجامعة الأردنية: وقفة طلابية وطنية ترسخ الهوية والانتماء
تاريخ النشر :
الأحد - pm 11:42 | 2025-04-20
الأنباط -
أحمد الضرابعة
"وقل جاء الحق"، وقفة طلابية دعا لها اتحاد طلبة الجامعة الأردنية ذو الخلفية الوطنية، لدعم المؤسسات الأمنية وتقدير جهودها في الحفاظ على أمن الأردن واستقراره. منتقدو هذه الفعالية لم يتأخروا بالزعم أن أطرافًا خارج أسوار الحرم الجامعي من رتب لها، ولكن الرد على تلك المزاعم كان ميدانيًا، حيث إن حشود الطلبة التي شاركت بالفعالية، فاق ما كان متوقعًا، وهذا مؤشر على مدى عمق القاعدة الشعبية التي تتمتع بها المؤسسات الأمنية، والقوى الوطنية المؤيدة لها، وعلامة على سلامة الاتجاه الوطني الذي أخذ شكله الكتلوي بعيدًا عن الأيديولوجيات التقليدية التي تواجه مأزقًا في مواكبة تطلعات الجيل الجديد.
تمّكَّنت القوى الوطنية من إعادة فرض حضورها في الجامعة الأردنية في السنوات الأخيرة، بعد عقود طويلة من التنافس الإسلامي - اليساري على قيادة الشارع الطلابي فيها. هذا التحول في موازين القوى الطلابية جاء نتيجة لفقدان الأيديولوجيات عنصر الجاذبية الذي كان فعالًا في استقطاب الجماهير، بعد ثبوت عجزها عن تقديم حلول عملية وملموسة للتحديات التي تواجه الفئات المستهدفة ضمن مشروعها في كل سياق تحاول الانتشار فيه، إن كان في الجامعات أو النقابات أو البرلمانات.
لا يرتبط صعود القوى الوطنية في الجامعة الأردنية وغيرها من الجامعات بالعجز الذي أصاب نظرائها اليساريين والإسلاميين فحسب، وإنما تشمل أسباب ذلك أن هذه القوى نأت بنفسها عن التمترس خلف الخطب الأيديولوجية الجوفاء، وصنعت لذاتها رؤية برامجية، أنشأت من خلالها اتصال مباشر مع القواعد الطلابية، على أسس وثوابت وطنية، منبثقة عن القيم الأساسية الأردنية، وهي: الله.. الوطن.. الملك.
ما تزال الجامعة الأردنية مختبرًا للأفكار والمشاريع السياسية، ومن خلال اتجاهات الشارع الطلابي فيها، يمكن تحديد قياس الرأي العام وأوزان القوى السياسية المختلفة في المجتمع الأردني، ولطالما قلت عن الجامعة الأردنية بأنها "الأردن الصغرى".
الوقفة الوطنية الطلابية الداعمة للمؤسسات الأمنية، والحشود التي شاركت فيها، أعادت إبراز الهوية الوطنية الأردنية، وأكدت عمق الانتماء الوطني لدى الشباب الأردني، وتجذر القيم الوطنية في وجدانهم.