البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

نبيل الكوفحي يكتب:الصغائر والفتن … والصمت والحكمة

نبيل الكوفحي يكتبالصغائر والفتن … والصمت والحكمة
الأنباط -
الصغائر والفتن … والصمت والحكمة
#نبيل_الكوفحي
الطبيعة البشرية معرضة للخطأ والنسيان والضعف، والحكم على الاشخاص لا يجوز ان يرتبط بهذه الحالات. الانبياء لم يكونوا بمعصومين عن الأخطاء، لذلك نجد آيات قرانية تسجل ذلك على خير خلق الله اجمعين في أكثر من قصةً قرآنية، وحاشا لله ان ينتقص ذلك من مكانته صلى الله عليه وسلم عنده وعند المسلمين. وفي حياة الصحابة كذلك نجد بعض الاخطاء والخلافات بينهم، لكن ذلك لم يخرجهم كونهم أفضل جيل عرفته البشرية.

حينما يكون للامة او الشعوب اهداف عظيمة تسعى لتحقيقها لا تنظر إلى اخطاء لا مهرب منها او عثرات في سبيل تحقيق أهدافها، وانشغالها بما دون ذلك هو انحراف عن البوصلة والطريق اللازم لتحقيق الاهداف. والأخطاء قد تصدر عن افراد في غالبها، وقد تصدر عن مجموعات وحكومات كذلك، ولا ينبغي للمجتمعات الحية والدول المستقرة ان تلتفت إلى مثل تلك الاخطاء. فاشتغالها بها حتما على حساب أهدافها ومشاريعها الكبرى.

الأصل في قادة الفكر والسياسة واصحاب الاقلام والتأثير ان يكونوا افضل اداء وتعبيرا من عموم الناس، وهم البوابات الحصينة التي تحفظ وحدة الأوطان وتماسك المجتمعات. وعليهم ان لا ينزووا جانبا او يتراجعوا للخلف في حالة وجود انحراف طاريء في البوصلة. ان تقدمهم الصفوف وتصحيحهم الوعي بدرئهم الفتن ضرورة لا ترتبط بمقدار رضى العامة او جزء منهم، كون الكثيرون منهم ينساقون لفهم خاطيء وتهييج خطير. يقول الشاعر ابي الأسود الدؤلي:
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم.   وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا
وَالبَيتُ لا يُبتَنى إِلّا لَهُ عَمَدٌ.     وَلا عِمادَ إِذا لَم تُرسَ أَوتادُ
فَإِن تَجَمَّعَ أَوتادٌ وَأَعمِدَةٌ.   لِمَعشَرٍ بَلغوا الأَمرَ الَّذي كادوا

ان تعظيم الاخطاء الفردية او الجماعية واشعال النيران تحتها عمل خطير لن يخرج احد منه سالما، ففي اجواء الفتن الجميع خسران، الظالم والمظلوم، البريء والمذنب، المشتغل بها والمتفرج عليها. وترك المخطئين دون تدخل يحعل حديث السفينة المعروف ينطبق علينا ( فإن تركوهم وما أرادوا غرقوا جميعًا ).
ان القيام بالواجب الاصلاحي الشرعي والوطني والقيمي ضمانة ايضا لعدم الهلاك، فلا مجال للسكوت والحياد، ولا يجوز التخلي عن القيادة والتوجيه، تصديق ذلك قوله سبحانه وتعالى ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ).

ما أحوجنا في ظل سهولة النشر في الفضاء الالكتروني نشر الخير وعدم نشر اي شيء لا ينفع ان لم يضر، فالتوجيه النبوي  واضح لنا في الحديث الشريف فهو من لوازم الايمان ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت)، وخير من ذلك من تقدم على ذلك، فتوخي الحكمة شرف كبير وخير كثير؛ يقول تعالى (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب). اللهم اجعلنا منهم.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير