وزير الخارجية يزور سوريا استئناف العمل بتلفريك عجلون أسعار النفط العالمية تواصل مكاسبها وسط توقعات بتقلص الإمدادات 2365 طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي "الوطنية لشؤون المرأة": القانون الجديد لعمل اللجنة يعزز الاستقلال المالي والإداري الصين وماليزيا ترفضان التهجير وتدعوان لإقامة دولة فلسطينية مستقلة أسعار الذهب تواصل صعودها القياسي عالميا ضمن الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين الطرفين زين تُوسّع تعاونها مع مؤسسة ولي العهد من خلال برنامج "42 إربد" لماذا الأردن !!؟ "أونروا": مخازن الأغذية في غزة فارغة والقطاع على شفا مجاعة الدفاع المدني يخمد حريق هنجر في المنطقة الحره الامم المتحدة: الحكومة الموازية بالسودان تعمق تجزئة البلاد مجلس الأمن يناقش الحالة في ليبيا طقس دافئ خلال الأيام الثلاثة المقبلة العلماء يكتشفون سر اليوم المثالي عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40% المشي السريع يقي من اضطراب إيقاع دقات القلب نادي الأرينا يحتفل بيوم العلم الأردني عمان الأهلية تهنىء بيوم العلم الاردني عمان الأهلية تجدد التأييد والولاء لجلالة الملك وتستنكرمحاولات العبث بأمن الوطن

نبيل الكوفحي يكتب:الصغائر والفتن … والصمت والحكمة

نبيل الكوفحي يكتبالصغائر والفتن … والصمت والحكمة
الأنباط -
الصغائر والفتن … والصمت والحكمة
#نبيل_الكوفحي
الطبيعة البشرية معرضة للخطأ والنسيان والضعف، والحكم على الاشخاص لا يجوز ان يرتبط بهذه الحالات. الانبياء لم يكونوا بمعصومين عن الأخطاء، لذلك نجد آيات قرانية تسجل ذلك على خير خلق الله اجمعين في أكثر من قصةً قرآنية، وحاشا لله ان ينتقص ذلك من مكانته صلى الله عليه وسلم عنده وعند المسلمين. وفي حياة الصحابة كذلك نجد بعض الاخطاء والخلافات بينهم، لكن ذلك لم يخرجهم كونهم أفضل جيل عرفته البشرية.

حينما يكون للامة او الشعوب اهداف عظيمة تسعى لتحقيقها لا تنظر إلى اخطاء لا مهرب منها او عثرات في سبيل تحقيق أهدافها، وانشغالها بما دون ذلك هو انحراف عن البوصلة والطريق اللازم لتحقيق الاهداف. والأخطاء قد تصدر عن افراد في غالبها، وقد تصدر عن مجموعات وحكومات كذلك، ولا ينبغي للمجتمعات الحية والدول المستقرة ان تلتفت إلى مثل تلك الاخطاء. فاشتغالها بها حتما على حساب أهدافها ومشاريعها الكبرى.

الأصل في قادة الفكر والسياسة واصحاب الاقلام والتأثير ان يكونوا افضل اداء وتعبيرا من عموم الناس، وهم البوابات الحصينة التي تحفظ وحدة الأوطان وتماسك المجتمعات. وعليهم ان لا ينزووا جانبا او يتراجعوا للخلف في حالة وجود انحراف طاريء في البوصلة. ان تقدمهم الصفوف وتصحيحهم الوعي بدرئهم الفتن ضرورة لا ترتبط بمقدار رضى العامة او جزء منهم، كون الكثيرون منهم ينساقون لفهم خاطيء وتهييج خطير. يقول الشاعر ابي الأسود الدؤلي:
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم.   وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا
وَالبَيتُ لا يُبتَنى إِلّا لَهُ عَمَدٌ.     وَلا عِمادَ إِذا لَم تُرسَ أَوتادُ
فَإِن تَجَمَّعَ أَوتادٌ وَأَعمِدَةٌ.   لِمَعشَرٍ بَلغوا الأَمرَ الَّذي كادوا

ان تعظيم الاخطاء الفردية او الجماعية واشعال النيران تحتها عمل خطير لن يخرج احد منه سالما، ففي اجواء الفتن الجميع خسران، الظالم والمظلوم، البريء والمذنب، المشتغل بها والمتفرج عليها. وترك المخطئين دون تدخل يحعل حديث السفينة المعروف ينطبق علينا ( فإن تركوهم وما أرادوا غرقوا جميعًا ).
ان القيام بالواجب الاصلاحي الشرعي والوطني والقيمي ضمانة ايضا لعدم الهلاك، فلا مجال للسكوت والحياد، ولا يجوز التخلي عن القيادة والتوجيه، تصديق ذلك قوله سبحانه وتعالى ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ).

ما أحوجنا في ظل سهولة النشر في الفضاء الالكتروني نشر الخير وعدم نشر اي شيء لا ينفع ان لم يضر، فالتوجيه النبوي  واضح لنا في الحديث الشريف فهو من لوازم الايمان ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت)، وخير من ذلك من تقدم على ذلك، فتوخي الحكمة شرف كبير وخير كثير؛ يقول تعالى (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب). اللهم اجعلنا منهم.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير