الأمن العام يحذّر من خطورة الاقتراب من الأجسام والمسيّرات، تحت طائلة المساءلة القانونية "مهن من ذهب" تحتفل بتخريج الفوج الأول من مبادرة فرصة ‏تقديم الكندي روي رانا لقيادة مشروع تطوير شامل لكرة السلة الأردنية عملية نوعية ونادرة لجراحة الأوعية الدموية بمستشفى الحسين "السلط الجديد" الاقتصاد الرقمي تطلق الدفعة الثانية من برنامج التدريب في مكان العمل لتأهيل 562 شابًا بمهارات رقمية أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على انخفاض جماعي العيسوي يرعى احتفال أبناء قضاء ماعين في مأدبا بالمناسبات الوطنية سفير سلطنة عمان يلتقي رئيس وأعضاء اتحاد الناشرين الأردنيين وزير الخارجية يبحث مع نظيره السلوفوكي جهود إنهاء التصعيد في المنطقة وزير الأشغال يتفقد عددًا من مشاريع الطرق في عمان وإربد والبلقاء ‏شي: وقف إطلاق النار أولوية ملحة لتسوية النزاعات في الشرق الأوسط مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي عشيرة النجادا واشنطن تضرب بصمت… وإسرائيل تُطلق النار وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفيًا من نظيره الإيرلندي السماء ليست للبيع : الاردن يسقط حسابات التورط الإجباري وزير الخارجية: غزة يجب ألّا تُنسى "إقليم البترا" تبحث تداعيات وأثر الأزمة الإقليمية على القطاع السياحي إطلاق صافرات الإنذار بعد رصد أجسام طائرة في سماء المملكة إقرار الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2025-2028 وزيـــرة التنمية الإجتماعـــية ترعى ملتــقى حول الــــرعاية الوالـــديـــة

بين التظاهر والتمرد.. خط أردني فاصل

بين التظاهر والتمرد خط أردني فاصل
الأنباط -

أحمد الضرابعة

بين التظاهر السلمي الذي هو حق يكفله الدستور، والتمرد الذي يتجاوز حدود القانون والأعراف السياسية المستقرة في الأردن، خيط رفيع، لا يتخطّاه إلا من ينظرون للبلاد من نوافذ تنظيمية، لا وطنية، ومن يتبعهم، ممن يسترشدون بالعاطفة، لا العقل، ولذا فإن ما يحدث في شوارعنا الأردنية من تعدٍ على رجال ونساء الأمن العام، وكيل الاتهامات لهم، والطعن في وطنيتهم وعروبتهم، والمزايدة على القوات المسلحة، هو نتيجة حتمية للمزاوجة بين طرفين؛ أولهما سياسي انتهازي يسعى لتحقيق مكاسبه على حساب الاستقرار الوطني، وثانيهما، أفراد مدفوعون بانفعالاتهم العاطفية ولا يدركون العواقب.

التيارات السياسية التي عادت بخطة جديدة للتصعيد في الأردن تحت لافتة غزة، تستخدم أدوات ضغط استثنائية تلجأ إليها عادةً قوى التحرر الوطني عندما تكون بلدانها مُحتلة، في محاولة منها لوضع الأردن على حافة الهاوية، وهي تملك الغطاء الإعلامي والخطاب السياسي للقيام بذلك، بتوجيه خارجي.

ما لا تدركه هذه التيارات السياسية، أن السياق الأمني الذي مارست ضمنه استعراضاتها في الشهور الماضية، تغيّر، ولم تعد الدولة الأردنية التي تواجه أخطارًا محدقة، قادرة على تحمل كلفة إبقاء معرض المزايدات السياسية مفتوحًا، كما كان في السابق، وذلك استجابةً للضرورات الملحة، المتعلقة بالاستقرار الوطني وإدارة المخاطر الإقليمية.

أشرت قبل مدة إلى بدء مرحلة سياسية جديدة، عنوانها الأساسي، "الأردن أولًا"، وأن من لا يضع هذا العنوان سقفًا لخطابه وحراكه السياسيين، سيتعيّن عليه الوقوف أمام عنوان آخر، ألا وهو: "من ليس معنا، فهو ضدنا". وفي ظل رفض تيارات سياسية للتكيف مع هذا المتغير الداخلي الناتج عن التطورات الإقليمية، جاء تصريح رئيس مجلس الأعيان السيد فيصل الفايز الذي حذر فيه من التطاول على المؤسسات الوطنية، للتأكيد على أن هذه المرحلة بدأت بالفعل، وبالتالي، سيكون هناك من سيدفع ثمن إصراره على الصدام مع الأجهزة الأمنية وعدم احترام مؤسسات الدولة ورؤيتها الاستراتيجية في التعامل مع الحرب على قطاع غزة وانعكاساتها.

المظاهرات التي انحرفت عن مسارها، واضطرت الأجهزة الأمنية للتعامل معها، سرعان ما وجدت صداها الإعلامي في الصحف والقنوات التي لطالما استثمرت في الفوضى، خدمةً لأجندة مشغّليها، حيث وَظفت هذه الجهات بعض المشاهد المصورة لتشكيل رأي عام مضاد للدولة الأردنية وإجراءاتها الأمنية، مع تجاهل مقصود منها للأخطاء والإساءات التي وُجهت للمؤسسات الوطنية خلال هذه المظاهرات، وهو ما يتطلب القيام بخطوات عملية سريعة لمنع تشكُّل حالة سياسية مشوهة، تتيح لأي طرف خارجي أن يستغلها لتمرير مصالحه.

أخيرًا، تتطلب الظروف الراهنة من الجميع، التحلي بالمسؤولية الوطنية، والتوقف عن ممارسة العبثية السياسية، والترفع عن الحسابات الضيقة في هذه اللحظة الفارقة، وعدم الانزلاق إلى مسارات، نهاياتها معروفة !
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير