عمان تستعد لاستضافة أضخم حدث رياضي على المستوى العربي اعتماد إجراءات لتعزيز عمليات التنفتيش على الأعمال تعيين الدكتور جادالله الخلايلة مديراً عاماً للمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي العيسوي: الأردن بقيادته الهاشمية صخرة صلبة وحصن منيع في وجه التحديات الطيبة لا تعني السذاجة ولكنها تحتاج وعيًا وحدودًا عميقين اتفاقية تعاون لإطلاق فعالية "C8 Expo" رئيس مجلس الأعيان يلتقي القائم بأعمال السفارة الأميركية أبو عمر: النقل العام في العقبة ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي وجاذبية المدينة السياحية إنشاء منصة مشتركة لدعم الابتكار في العقبة ضمن الشراكة الممتدة بين شركة زين الأردن ومؤسسة ولي العهد الزميل جهاد ابو بيدر في ذمة الله "حين تعبر بوابة الجامعة… وتبدأ رحلة الأسئلة" البروفيسور حسين أحمد الطراونة الف مبروك قرارات مجلس الوزراء تفاصيل... وزارة الأشغال العامة والإسكان… شريان التنمية وبوصلة البنية التحتية الوطنية الأردن ينجح في الحفاظ على استمرارية تزويد التيار الكهربائي رغم الأحمال القياسية المركز الثقافي التركي "يونس أمره" يحتضن نهائي مسابقة قراءة الشعر باللغة التركية الإنسان والمواطن والسياسة . البنك الأردني الكويتي يحتفل بتخصيص كامل عوائد أول سند أخضر في الأردن وبإطلاق تقريره الأول للتمويل المستدام إصلاح القطاع الصحي يبدأ من الميدان… والعقبة على موعد مع التغيير عزم ترفع توصيات لتعزيز دور شباب الزرقاء لرئيس الوزراء

بصيرةُ الإدراك.. حين يُبصر العقلُ ما تعمى عنه العيون

بصيرةُ الإدراك حين يُبصر العقلُ ما تعمى عنه العيون
الأنباط -

في زحمة الحياة، يركض الإنسان وراء الأضواء، يتعثر ببريقها، يظنها اليقين وهي السراب، يظنها الفهم وهي الوهم، حتى إذا هدأت خطاهُ، أدرك أن العينَ لا ترى كل شيء، وأن الحقيقة ليست دائمًا فيما يُرى، بل فيما يُدرك.

"ليس العمى أن تفقدَ البصر، بل أن يفقدَ قلبُك البصيرة."
كم من مبصرٍ غارقٍ في ظلام الجهل، وكم من كفيفٍ يقرأُ بنور البديهة ما يعجز عنه أهلُ الأبصار. إن الإدراك أسمى من النظر، والوعي أعمقُ من المشاهدة، والحقيقةُ لا تُلتقطُ بالعين، بل تُلتقطُ بالعقل المستنير والفكر المتبصر.

العالم يعجُّ بالأصوات، لكن قلّ من يسمع الحقيقة، والطرقات تضجُّ بالمارة، لكن قليلًا من يسيرُ في الاتجاه الصحيح. ليس كل ما يلمعُ ذهبًا، ولا كل من تحدّثَ حكيمًا، فالمظاهر خداعة، والصوت العالي لا يعني الصواب. العاقل من أدرك بحدسه ما غاب عن بصره، وسار حيث ينبغي لا حيث ينجرف الجميع.

يقولون: "الأحمقُ يبحثُ عن السعادةِ في البعيد، بينما الحكيمُ يصنعها حيث يقف."
وهذا عينُ البصيرة.. أن تدركَ ما لديك، وتفهمَ ما حولك، فلا تنخدعُ بالمشهدِ الأول، ولا تجرفُك العاطفةُ قبل العقل، ولا تتيهُ في دروبٍ لم تخترها بنفسك.

وأنا أقول:

قد يُخدعُ العقلُ بالبريقِ فينخدعُ،
لكنّ القلبَ إن صدقَ.. لا يخيبُ النظرُ.

فلا تحكمِ الأمرَ إلا بفكرٍ عميق،
فكم من قرارٍ أعمى.. قتلهُ البصرُ!

إن أعظم ما يملكه الإنسان ليس عينين تُبصران، بل عقلاً يتأمل، وقلبًا يتدبر، ونفسًا تعرف متى تمضي ومتى تتوقف. فكم من دربٍ ظنه السائرون منفى، فإذا هو الجنة بعين البصير! وكم من قرارٍ اتُّخذ تحت ضغط العجلة، فإذا به السقوط بعينه. الحكمة ليست في سرعة الحكم، بل في سعة الرؤية، في فهم المعنى خلف الظاهر، وفي تمييز الذهب من الطلاء الزائف.

الحياةُ كتابٌ مفتوح، ولكن ليست كل العيونِ تُجيدُ قراءته. فمن امتلكَ بصيرةَ الإدراك، رأى ما وراء الكلمات، وسمع ما وراء الصمت، وعرف أن الحقيقة ليست في الأشياء، بل في المعاني التي تنبضُ بها الأرواح. فكن ممن يبصرون بالعقل، لا بمن يخدَعُهم البصر. فالإدراكُ نور، ومن استضاء به، لم يعرف الظلام أبدًا.
بقلمي 
د. عمّار محمد الرجوب
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير