البث المباشر
دراسة: التفاؤل يعزّز سلوكيات الادخار دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة دراسة تحذر .. الصيام المتقطع قد يؤدي للسكري البكالوريس في الطب و الجراحة العامة لـ مراد محمد الشوابكة 6 هوايات تجعلك أكثر سعادة.. في الشتاء الدفاع المدني يخمد حريق مقهى في محافظة إربد نمر الزيود: ضرورة توفير الدعم للمبتكرين الإعلام الأردني: بين الحقيقة والمغالطات وزير الخارجية ونظيره القطري يؤكدان الرفض المطلق لتهجير الفلسطينيين مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي الجغبير والدباس "وزراء الداخلية العرب" يعتمد خططا لمكافحة المخدرات والحماية المدنية المنتخب الوطني تحت سن 23 يبدأ تدريباته بمشاركة 27 لاعبا كتلة شديدة البرودة تقترب من المملكة وتوقعات للثلوج آخر أيام الأسبوع الدفاع المدني: الاستخدام الخاطئ للمدافئ تسبب بـ21 وفاة خلال الموسم الحالي الملك يستقبل وفدا من الكونغرس الأمريكي التنمية الاجتماعية: لن يتم إعادة كامل المنتفعين لدار الضيافة الا بعد استكمال الإجراءات المتعلقة بالكوادر اللازمة والكافية والمؤهلة وزير الداخلية يبحث ونظيره البحريني تعزيز التعاون الأمني وقفة احجاجية لصيادلة العقبة إضراباً على تعليمات التراخيص بنك الإسكان يطلق حملة "الذهب بيضل ذهب" لجوائز حسابات التوفير لعام 2025 أيهم السماوي يهنئ نجله "أمير" بحصوله على الحزام الأسود (1 دان) برياضة التاكواندو

التمييز بين استهلاك النيكوتين والآثار الضارة للتدخين ضرورة لإحداث التغيير المطلوب في سياسات مكافحة التدخين

التمييز بين استهلاك النيكوتين والآثار الضارة للتدخين ضرورة لإحداث التغيير المطلوب في سياسات مكافحة التدخين
الأنباط -

التمييز بين استهلاك النيكوتين والآثار الضارة للتدخين ضرورة لإحداث التغيير المطلوب في سياسات مكافحة التدخين

لطالما كانت مكافحة النيكوتين جزءاً من مكافحة التدخين للاعتقاد الخاطئ بانطوائه على العديد من الأضرار وبتسببه بالأمراض المرتبطة بالتدخين.

مؤيدو سياسة الحد من الضرر، يرون في تبني المنتجات البديلة خطوة صحيحة في تطوير مسار القضاء على التدخين، وهو ما يتطلب فهم أسبابهم المتعارضة مع النهج التقليدي من أجل نظرة أشمل وأدق لمستقبل أفضل. ويخوض المدافعون عن سياسة الحد من أضرار التبغ ومصنعو المنتجات البديلة جدالات كثيرة على عدة صعد، بالتوازي مع مجابهة تهديدات حظر النكهات، وفرض الضرائب، والتضليل العلمي، لا سيما شيطنة النيكوتين، وهي التحدي الأكبر؛ ذلك أنه لا يزال من الممكن ابتكار منتجات بديلة خالية من النكهات، ومن الممكن شراء المنتجات البديلة وإن ارتفع سعرها بسبب الضرائب المتتالية، لكنه من غير الممكن تطبيق هذه السياسة دون الاعتماد على النيكوتين.

هذا يعني، أنه بالرغم من صوابية معارضي النيكوتين من حيث مساوئ إدمانه والاستمرار في استهلاك التبغ، إلا أنه يلعب دوراً إيجابياً في المساعدة في تقليل معدلات التدخين، وبالتالي تخفيض الأمراض المرتبطة به عند الحصول عليه من المنتجات الخالية من التدخين، والتي لا تعتبر آمنة 100% لكنها أكثر أماناً من التبغ.

مع ذلك، فإن إقناع المشرعين والمهنيين الطبيين وخبراء الصحة العامة بهذا الدور المركب للنيكوتين، يمثل تحدياً يعيق نجاح استراتيجية الحد من أضرار التبغ، في الوقت الذي يمكن لتغير تصوراتهم على نحو إيجابي، التأثير على السياسات واللوائح المستقبلية، مما قد يؤدي إلى زيادة قبول وتبني المنتجات البديلة لخفض معدلات التدخين.

وتنبع معارضة النيكوتين لحد كبير من ارتباطه التاريخي بالسجائر والإدمان، فلفترة طويلة، كانت السجائر التقليدية الوسيلة الأساسية لاستهلاك النيكوتين. شكل هذا الارتباط تصورات عامة الناس، مما صعّب فصل النيكوتين عن مخاطر السجائر القابلة للاشتعال، حتى مع ظهور خيارات أكثر أماناً لتوصيل النيكوتين كالسجائر الإلكترونية، كما صعّب التمييز بين آثار النيكوتين بحد ذاته والآثار الضارة للسجائر التقليدية، حتى بين أولئك الذين ينبغي أن يكونوا أكثر اطلاعاً، في ظل الالتباس الحاصل والذي تعزز على مدار عقود شهدت العديد من الحملات التشويهية التي صورت النيكوتين بأنه ضار ومؤذٍ بطبيعته.

وقد وصم النيكوتين بوصمة سلبية، عبر التركيز على كونه مادة كيميائية غير موثوقة، وتسبب الإدمان. المفارقة أن فكرة الإدمان غالباً ما يتم تبسيطها بإفراط، كما يتم ربطها بالمخدرات وبالمتعاطين البائسين، ما أدى لترسيخ النظرة إلى أن أي مادة تسبب الإدمان، بما في ذلك النيكوتين، سيئة بطبيعتها وأن الإدمان بحد ذاته حالة مثيرة للشفقة.

هذا وتستخدم الجهات المناهضة للتدخين مفهوم إدمان النيكوتين لغرس الخوف منه بأساليب تأتي بنتائج عكسية وتبني تصورات مغلوطة، كما فعله الجراح العام الأمريكي السابق، جيروم آدامز، عندما قارن بشكل مضلل النيكوتين بالهيروين بالرغم من صعوبة مقارنة إدمان المواد المختلفة بدقة، ومن بث رسائل مغايرة للحقيقة العلمية؛ حيث قلل  من إدراك مخاطر الهيروين بوضعه مع النيكوتين في نفس خانة التصنيف.

وعلى أي حال، فقد تطور مفهوم الإدمان؛ إذ تنص بعض التعريفات على أنه يجب أن يكون ضاراً حتى يتم اعتباره كذلك. وعليه، فإن النيكوتين في حال استهلك بشكل منفصل عن التدخين كما في المنتجات البديلة، فقد لا يكون ضاراً بما يكفي لتصنيفه كإدمان حقيقي. لذلك، فإن إدمان النيكوتين قد لا يكون مشكلة حقيقية حتى عندما لا يكون مرتبطاً بالتدخين. ومع ذلك، لا يزال عامة الناس والعديد من صناع السياسات ينظرون إلى النيكوتين على أنه ضار ومسبب للإدمان، مما يؤثر على مواقفهم وعلى اللوائح.

التحدي الكبير الذي يواجه جهود الحد من أضرار التبغ: التغلب على التصور السلبي واسع الانتشار للنيكوتين، والذي يعد محورياً للنجاح في تطبيق سياسة الحد من أضرار التبغ التي تعتمد على التمييز بين استهلاك النيكوتين والآثار الضارة للتدخين. تتجذر هذه الفكرة في الملاحظة الشهيرة للدكتور وأستاذ الطب النفسي، مايكل راسل، والتي كان مفادها بأن الناس يدخنون للحصول على النيكوتين ولكنهم يعانون من الآثار الضارة بسبب الاحتراق.

وبالرغم من تأكيد سياسة الحد من أضرار التبغ على "استمرارية المخاطر"، في ظل استخدام المنتجات البديلة، إلا أن مستويات المخاطر التي تحملها متفاوتة، لكنها أقل بكثير منها في السجائر التقليدية المعتمدة على الحرق. هنا، تظهر أهمية التمييز المؤدية لإدراك مفهوم المخاطر وحقيقة أن السجائر التقليدية العاملة بالاحتراق هي التي تمثل الخطر الأعلى. ومع ذلك، يكمن التحدي في الإقناع بالنظر للنيكوتين بشكل منفصل عن مخاطر التدخين.

في مجال الصحة العامة، ينبغي أن ينصب التركيز المنطقي للقواعد التنظيمية على كيفية توصيل النيكوتين واستخدامه كونه لا يشكل في حد ذاته مصدر قلق رئيسي، ففي التدخين التقليدي، لا ينتج الخطر عن النيكوتين، إنما عن آلية الاحتراق. هنا يتضح الخلل في مهاجمة النيكوتين وعدم مهاجمة معادلة الاحتراق الضارة في السجائر التقليدية.

إنه من غير الواقعي أن ننتظر تجاهل المشرعين للنيكوتين تماماً، لذا، إذا تم تنظيم النيكوتين نفسه بدلاً عن التركيز فقط على كيفية توصيله أو غير ذلك من القضايا ذات الصلة مثل القيود العمرية والإعلان والاستخدام العام، فإن التساؤل حول ماهية الجوانب المحددة للنيكوتين التي يمكن تنظيمها، يظل قائماً، علماً بأن الهدف هو استكشاف مجالات التحكم في النيكوتين التي قد تكون منطقية إذا تحول التركيز من مجرد طرق استهلاكه إلى المادة نفسها.

ويمكن تنظيم النيكوتين عبر قياس محتواه من خلال القياس المطلق، أو من خلال القياس المقارن، الذي ينظر إلى تركيز النيكوتين (كمية النيكوتين نسبة إلى حجم المنتج)، والذي يعد أكثر منطقية، مما يسمح بمقارنة عادلة لمستويات النيكوتين عبر المنتجات المختلفة. كذلك، يجب النظر لتنظيم تدفق النيكوتين لاختلافه في ما بين السجائر التقليدية والإلكترونية، ولتنظيم سلامة المنتجات ذات التركيزات العالية جداً من النيكوتين لمنع التسمم العرضي. وعلى الرغم من أن المخاطر المتصورة قد تكون مبالغ بها، فإن تنفيذ تدابير السلامة كحماية الأطفال تعد فعالة لمنع الحوادث. تدعم مثل هذه اللوائح الحد من أضرار التبغ دون الانتقاص من فوائدها، مما يجعلها خياراً للعديد من البلدان.

إذا لم يتم اعتبار اعتماد البالغين على النيكوتين مشكلة بحد ذاتها، فقد لا يعالج تنظيم محتوى النيكوتين أو تركيزه أية مخاوف تتجاوز ما يتم التعامل معه بالفعل عبر اللوائح الحالية، كمنع القاصرين من الوصول إلى منتجات النيكوتين، ما يشير إلى أن تنظيم النيكوتين قد يكون زائداً عن الحاجة ما لم يكن هناك تركيز محدد على معالجة الاعتماد.

ويعتبر التعلق مشكلة محتملة قد تبرر تنظيم النيكوتين، نظراً لفكرة أن استخدام المنتجات البديلة، قد يدفع الناس إلى تجربة أشكال أكثر خطورة من استهلاك النيكوتين، كتدخين السجائر. وبالرغم من بعض الحالات الفردية في هذا السياق، فإنه لا يوجد دليل قوي على حدوث ذلك على نطاق واسع، وإن حدث، فهناك طرق أخرى لمنعه. ويشير نهج الحد من أضرار التبغ، إلى أنه بدلاً عن جعل السجائر الإلكترونية أقل جاذبية بخفض مستويات النيكوتين، يجب جعل السجائر الإلكترونية أكثر جاذبية والسجائر التقليدية أقل جاذبية عبر إجراءات معينة كالضرائب والقيود التسويقية وحظر النكهات.

ومع ذلك، فإن تأثير التعلق يشكل مصدر قلق كبير لاستغلاله للمخاوف العاطفية بشأن كون النيكوتين مادة إدمانية وقد تقود لاستهلاك مواد أكثر ضرراً، لذلك يجب فهم أن تغيير هذا التصور أمر بالغ الأهمية، وأن التغلب المخاوف وتحسين الإدراك العام سيكون أمراً صعباً، ولكنه مهم لدفع أجندة الحد من أضرار التبغ إلى الأمام.

إن جهود الحد من الضرر تتطلب التركيز على المخاطر المرتبطة بكيفية توصيل النيكوتين بدلاً عن النيكوتين نفسه فقط، مع وجود سياسات تستند إلى المخاطر الفعلية بدلاً عن مستويات النيكوتين، والتي لا ترتبط بوضوح بالمخاطر، كما يجب أن تكون المنتجات البديلة المبتكرة جذابة كالسجائر التقليدية لتكون فعالة، وهذا يعني إقناع صناع السياسات بأن الترويج لاستخدام منتجات النيكوتين الأكثر أماناً مفيد للصحة العامة، وتثقيفهم هم وأعضاء المجتمع الصحي والإعلامي والجمهور، وهذا يعني معالجة وتصحيح المعلومات المضللة.

وأخيراً، يمكن أن يكون النيكوتين جزءاً من الحل للحد من التدخين. من المهم عدم الانحراف عن المسار بمحاولة خفض مستويات النيكوتين لتعويض التركيز على الهدف الرئيسي، وهو الحد من التدخين. 

-انتهى-

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير