البث المباشر
بعثة منتخب المبارزة تغادر إلى أوزبكستان للمشاركة في كأس العالم تحت 20 عاماً مركز جامعة كولومبيا في عمّان والمركز الدولي لكبار السن التابع لمركز كولومبيا للشيخوخة يعقدان مؤتمرا بعنوان: " كبار السن النازحين بسبب النزاعات". مياه العقبة تنظم جولة ميدانية لأبرز مشاريعها الخدمية في مدينة العقبة "الهيئة العامة" لرابطة اللاعبين تصادق على التقريرين الإداري والمالي بورصة عمان تغلق على انخفاض 2,876 مليون دينار ارباح المساهمين في شركة التأمين الاسلامية لعام2024 كلنا فداء فلسطين ... وزارة الاتصال الحكومي تنظم دورة حول التربية الإعلامية والمعلوماتية طاقة الأعيان تُناقش الأحمال الكهربائية المتزايدة "الحسين التقنية" تطلق "منح المستقبل" لتمكين الشباب بمجالات التكنولوجيا "البحرية الأردنية" توقع 16 اتفاقية دولية العام الماضي عبدالله الزيود مبارك التخرج الملك …. الترخيص المتنقل في لواء بني عبيد بإربد غدا مساء رئيس جامعة البلقاء التطبيقية يتفقد سير امتحان “الشامل” ويطمئن على جاهزية المراكز الذكاء الاصطناعي الكمي: عندما تصبح الرياضيات علم بلا حدود بلدية السلط تبدأ توسعة شارع الفردوس لتحسين السلامة وتسهيل الحركة المرورية عباس: مواقف الملك صلبة وداعمة للفلسطينيين الخارجية الفلسطينية تثمن مواقف الملك الرافضة لتهجير الشعب الفلسطيني الصفدي يدعو لاستقبال شعبي للملك وولي العهد في المطار بما يليق بثبات الموقف في الدفاع عن الأردن وفلسطين

التاريخ لا يُنسى رغم الواقعية السياسية.

التاريخ لا يُنسى رغم الواقعية السياسية
الأنباط -

حاتم النعيمات

يعتقد البعض أن الدولة الأردنية "تصالحت” مع أيديولوجيا حكام سوريا الجدد بهذه السهولة، وأنا هنا لست ناطقًا باسم الدولة الأردنية، لكن المشاهدات الواقعية وتاريخنا يقولان إن الأمور لا تتم بهذه السهولة. وقد اعتمد أصحاب هذا الاعتقاد على مجموعة التحركات الدبلوماسية التي نفذتها الدبلوماسية الأردنية مؤخرًا، ويتناسى البعض أن هذه التحركات جاءت إلزامية بحكم الجغرافيا والمصالح الأردنية، وليس لقناعة بعقلية النظام السوري الجديد.

تحاول بعض التيارات الإسلامية في الأردن استجداء الاهتمام من حكام سوريا الجدد، وبدأنا نشهد مؤتمرات ومحاضرات وتصريحات تحاول تجميل تاريخ شخصيات ومعتقدات هؤلاء الحكام. ولا عجب في ذلك، فبعض أتباع هذا التيارات (الأردنية) أنفسهم يمتلكون تاريخًا أسود في محاباة الإرهاب. ولن ننسى ما حيينا أن البعض منهم ترحّم وقدم واجب العزاء لشخصيات إرهابية قتلت الأردنيين، قبل أن تبرد دماء شهدائنا بعد عدة عمليات إرهابية نفذتها ذات الأيديولوجيا التي تحكم سوريا الآن. ومن يتذكر أن هذا التيار لم يقدم يومًا معالجة فكرية حقيقية لما صدر عن الجماعات الإرهابية حتى أن أحد قيادات هذا التيار رفض ذات يوم تكفير داعش وهذا على سبيل المثال لا الحصر.

هذا التيار (الأردني)، الذي كان في حضن إيران قبل أقل من شهرين، يريد اليوم أن يعود إلى الحضن التركي عبر بوابة النظام الجديد في سوريا. ولا عجب في ذلك إذا ما قرأنا تاريخ هذا التيار وأدبياته والتي لا تتناقض مع تاريخ وأدبيات حكام سوريا الجدد الذين رأي العالم بشاعتها وإجرامها منذ سقوط نظام صدام حسين حتى وقت قريب في سوريا. وأنا هنا مصمم على مسمى "حرب”، لأن ما حدث في سوريا وليبيا واليمن لا تُعتبر ثورات، بل هي حروب راح ضحيتها الأبرياء بسبب صراع أيديولوجي بين أنظمة دموية وجماعات تكفيرية.

الثورات تقوم بها قوى تقدمية حقيقية، ولا تقوم بها قوى رجعية. وأدبيات هذه القوى يجب أن تكون مبنية على احترام التعددية وقبول الآخر، وهذا ما تفتقده هذه الجماعات مهما حاولت التظاهر والتمثيل.

إنشاء جسر أيديولوجي وعلاقة من أي نوع بين بعض التنظيمات في الأردن والمجموعات التي تحكم سوريا الآن سيكون من أخطر ما يمكن أن يحدث للأردن. فلا ننسى كيف استقوت جماعة الإخوان في الأردن عندما وصل لفرعها المصري إلى السلطة عام 2012، والتاريخ لن يحذف ما فعلوه من تجريف للوعي العام عندما أقنعوا الناس بالقتال بالنيابة عن أمريكا في أفغانستان مع أن فلسطين القريبة محتلة. هنا تكمن الخطورة، وهنا يجب التحرّك تكوُّن قبل أن تتطور الأمور وتصبح التكلفة باهظة.

قد تكون المرحلة القادمة مرحلة استنزاف للأردن بسبب مخططات اليمين الإسرائيلي الذي قد يستغل توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة في فرض واقع جديد في الضفة الغربية. بالتالي، فإن التحركات التنطيمية الداخلية باتجاه سوريا التي نراها اليوم لا يمكن فصلها عن سياق المتوقع في فلسطين.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير