وفد حكومي سوري يتوجه إلى الرياض سرقة مجوهرات وحقائب يد ونقود بأكثر من 13 مليون دولار من قصر في لندن بجهود نوعية وسرعة استجابة عثرت مرتبات مركز أمن سوف على طفل مفقود بلدة ساكب لواء المعراض غرب محافظة جرش الهطولات المطرية في الربع الأول من مربعينية شتاء 2024/2025 تحسن الموسم المطري الحالي الاردن يدين الحادث الارهابي الذي وقع في مدينة نيو أورليانز الأمريكية. المعارض السوري هيثم مناع: الشرع يريد الاستفراد بمصير البلاد والعباد قرار رفع الحد الأدنى للأجور دخل حيز التنفيذ الاحتلال يرتكب مجزرتين في غزة خلال الــ48 ساعة الماضية روسيا توقف تصدير الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا العيسوي: الأردن، بحكمة قيادته الهاشمية ووعي شعبه سيبقى أكثر منعة وتقدما رئيس ملتقى النشامى يلتقي البرماوي وأبو الرب بحضور الرئيس الفخريّ عدد سكان العالم يرتفع إلى 8.09 مليار نسمة في يوم رأس السنة الجديدة الجغبير: نتائج إيجابية حققها القطاع الصناعي في 2024 الفرق في الفرد... الذكاء الاصطناعي الكمي وتحليل الفتاوى الفقهية عبر التاريخ أمنية تفوز بجائزة أفضل مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات في الأردن لعام 2024 عن مشروعها "فرصة" مرصد أكيد: 105 إشاعات في كانون الأول الماضي وزير الكهرباء السوري : الربط الكهربائي مع الأردن لتأمين الجانب السوري يحتاج 6 اشهر من الصيانة . الارصاد : طقس بارد وتحذيرات من الصقيع والضباب في الأيام القادمة صدور نظام ترخيص شركات تزويد طالبي الخدمة بالعمال الأردنيين

أولى الحقائق القادمة من سوريا

أولى الحقائق القادمة من سوريا
الأنباط -

حاتم النعيمات

وأخيرًا، تحدث أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) عن مواعيد ومدد للانتخابات وكتابة الدستور، وذلك عبر لقائه مع قناة الحدث، حيث قال إن كتابة الدستور تحتاج إلى ثلاث سنوات، وإن تنظيم الانتخابات يتطلب أربع سنوات. هذه المدد، في العرف الانتقالي، تُعتبر طويلة جدًا وتحمل معاني يجب مناقشتها في الأردن كدولة جارة.

هذا التصريح يعني أن سوريا ستكون تحت حكم الرجل الواحد لأربع سنوات قادمة، وأن ما يُسمى "الشرعية الثورية” ستسيطر على سوريا لمدة ثلاث سنوات على الأقل. وهذا، باختصار، يُظهر ميولاً لتحويل سوريا إلى ديكتاتورية دينية بعد أن كانت ديكتاتورية باسم القومية.

إذن، نحن في الأردن أمام أول تجاهل لنتائج اجتماع العقبة، الذي أكد على سرعة إنجاز بناء المؤسسات وتسليم السلطة للشعب السوري. بالتالي، علينا أن نفهم أن القيادة الجديدة في سوريا تحاول المراوغة حتى مع المجتمع الدولي الذي اجتمع جزء واسع منه في العقبة، والمقصد هنا أن نفهم أن مبررات إطالة مدة الوضع الحالي في سوريا تعني أن السلطة هناك اختارت فرض برنامجها ولا تريد أن تكون هناك هيئة بإرادة شعبية تطبق إرادة الشعب.

تصريح الجولاني هذا هو المعلومة الحقيقية الأولى التي صدرت عنه منذ الإطاحة ببشار الأسد. فما قيل سابقًا كان للتماشي مع نشوة إسقاط نظام قمعي ظل يجثم على صدور السوريين لعقود. لذلك، أعتقد أن تجهيز خطط وسيناريوهات للتعامل مع سوريا الجديدة يجب أن يبدأ من هذا التصريح، واعتبار كل ما فات مجرد شهر عسل بدأ ينقضي.

الإعلام لا يغطي ما يحدث في سوريا بشكل كامل. فالواقع يُظهر وجود عمليات تصفية وانتقام بدون سند قانوني لا يتم تغطيتها إعلاميًا، ويمكن ملاحظتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا، بحد ذاته، قد يكون نواة لفوضى قادمة يجب أن نحسب حسابها، وللأسف يبدو أن الشعب السوري سيتعب كثيرًا قبل الوصول إلى طموحاته.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعلنها صراحةً، وقال بالحرف إن "سوريا لا تهمه”. بالتالي، نحن أمام حالة محتملة من الفراغ، وهذا باعتقادي ما شجع الجولاني على إطلاق تصريحه اللافت هذا. لذلك، لا بد من تغيير استراتيجية الدبلوماسية الأردنية في التعامل مع هذا الوضع الجديد. والأصل أن لا تكون رؤيتنا معتمدة بشكل كامل على وجهة نظر المجتمع الدولي، فهذا المجتمع هو نفسه الذي أدار قضايا أفغانستان وليبيا وغزة والسودان واليمن، وغيرها!

الوضع الذي يتحدث عنه الجولاني هو وضع اضطراب قد يستمر لسنوات. ويجب أن نأخذ الاحتياطات لمواجهته، لأنه سيؤثر علينا أمنيًا ضمن استراتيجية لا تضع كل الحِمل على كاهل المؤسسة العسكرية والأمنية الأردنية ، وقد ينتج عنه محاولات لتصدير الأيديولوجيا إلى الأردن. لذلك، لا بد من وقاية فكرية عبر الإعلام ومؤسسات التنشئة والتعليم. فالجماعات ذات الأيديولوجيا التوسعية تعمل دائمًا على تصدير الفكر كأحد ثوابتها الأساسية.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير