الحسين حاملاً لقب السوبر الثالث في تاريخه بعد انتصار مستحق على الوحدات روسيا: إمكانية لقاء بوتين وزيلينسكي في المرحلة النهائية للمفاوضات مصر وقطر تؤكدان تواصل جهودهما الحثيثة في ملف الوساطة بقطاع غزة ?What If Humanity Chose to Listen ماذا لو...؟ شهداء وجرحى بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة الذهب يتراجع ويتجه نحو تسجيل مكاسب أسبوعية طفيفة أجواء حارة نسبيا في أغلب المناطق اليوم فواكه فعّالة في خفض الكوليسترول وتحسين صحة القلب طبيب يحذر من الإفراط في غسل اليدين طبيب يوضح سبب الحكة في الأذن الأردن يرحب بإعلان الرئيس الفرنسي عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية القوات المسلحة الأردنية تشارك في إخماد حرائق الغابات في جمهورية قبرص ليلة لا تُنسى في جرش.. ناصيف زيتون بين مواويل الحزن ونبض الجماهير البنتاغون يوافق مبدئيًا على بيع منظومة صواريخ سطح-جو متطورة الى مصر رئيس الوزراء يقدم التعازي لآل البكار الدكتور أكثم علي النسور ألف مبروك التخرج الأمن يكشف جريمة قتل سيدة في إربد السفير عبدالغني يقدم أوراق اعتماده للرئيس السريلانكي مستثمرون أردنيون يعتزمون زيارة دمشق لبحث فرص استثمارية في الطاقة وإعادة الإعمار

حماية الأقليات في سوريا: بين الماضي والحاضر ومستقبل التعايش المشترك

حماية الأقليات في سوريا بين الماضي والحاضر ومستقبل التعايش المشترك
الأنباط -
حماية الأقليات في سوريا: بين الماضي والحاضر ومستقبل التعايش المشترك
إعداد: الناشط الحقوقي محمود أبوزيد
24 ديسمبر 2024

لطالما كانت سوريا موطنًا لتنوع ديني وإثني كبير، حيث تعايشت الطوائف المختلفة مثل المسلمين السنة، العلويين، المسيحيين، الدروز، والشيعة، إضافة إلى الأكراد وغيرهم. إلا أن هذا التعايش تعرض لاختبارات صعبة نتيجة السياسات القمعية والاستغلال السياسي، خاصة خلال حكم نظام الأسد، الذي استخدم الأقليات كأداة لتثبيت سلطته، بدلاً من تعزيز العدالة والمساواة بينهم.

الأقليات تحت حكم نظام الأسد

على مدار عقود، تم تهميش الأقليات واستغلالهم سياسيًا تحت شعارات زائفة، مثل حماية الطوائف والأقليات. نظام الأسد استخدم بعض الطوائف كوسيلة لبث الفرقة بين مكونات الشعب السوري، حيث سعى لخلق انطباع دولي بأنه الحامي الوحيد للأقليات في مواجهة التهديدات.

ولكن في الواقع، عانت الأقليات، مثلها مثل الأغلبية، من قمع الحريات، غياب العدالة، والتمييز الممنهج. تم تقييد حرية العبادة لبعض الطوائف، وتعرضت مناطق ذات غالبية عرقية أو دينية معينة للإهمال والتهميش الاقتصادي.

الحكومة الجديدة وحماية الأقليات

مع تشكيل الحكومة الجديدة، أصبحت قضية حماية الأقليات محورًا رئيسيًا في خطط الإصلاح السياسي والاجتماعي. تتضمن هذه الجهود:
1. قرارات صارمة لحماية دور العبادة:
* ضمان حرية ممارسة الطقوس الدينية لجميع الطوائف دون خوف أو تمييز.
* توفير حماية قانونية وأمنية لأماكن العبادة ضد أي تهديدات.
2. إصلاح القوانين لضمان المساواة:
* صياغة دستور جديد يضمن حقوق جميع المواطنين على أساس المواطنة، بغض النظر عن الدين أو العرق.
* إلغاء القوانين التي تميز بين مكونات المجتمع، خاصة تلك التي تمنح امتيازات لطوائف معينة على حساب الأخرى.
3. تعزيز التعايش المشترك:
* إطلاق حملات توعية لتعزيز قيم التعايش والاحترام المتبادل بين جميع السوريين.
* إشراك جميع المكونات في الحياة السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية دون إقصاء أو محاصصة طائفية.

التحديات التي تواجه حماية الأقليات

1. دخول أطراف تهدد السلم الأهلي

بعض الأطراف، التابعة لفلول النظام أو جهات متطرفة، تسعى لاستغلال حالة التعددية الطائفية لخلق توترات جديدة وزعزعة استقرار البلاد. هذه الأطراف تستهدف أماكن العبادة والأقليات لإثارة الخوف والكراهية.

2. تصريحات المجتمع الدولي

يشكل المجتمع الدولي ضغطًا على الحكومة السورية الجديدة لضمان حقوق الأقليات. الدول الغربية والمنظمات الحقوقية تراقب عن كثب تنفيذ القرارات المتعلقة بحماية حقوق الإنسان ومنع تكرار الانتهاكات السابقة.

3. ترميم الثقة بين المكونات

إعادة بناء الثقة بين مكونات الشعب السوري تتطلب جهودًا كبيرة. الأزمات التي شهدتها البلاد خلقت انقسامات عميقة بين الطوائف، وأصبح من الضروري العمل على مصالحة وطنية شاملة.

مستقبل حماية الأقليات في سوريا

حماية الأقليات ليست مجرد قضية إنسانية، بل هي شرط أساسي لتحقيق الاستقرار وبناء سوريا موحدة. الحل يكمن في:
* إقامة دولة مدنية ديمقراطية تقوم على مبدأ المواطنة وتضمن حقوق الجميع.
* تعزيز العدالة الانتقالية، من خلال محاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات التي طالت جميع الطوائف.
* تقديم ضمانات دولية لدعم جهود الحكومة في حماية الأقليات وتحقيق السلام.

الخلاصة

مساحة كبيرة من  مستقبل سوريا يعتمد على قدرتها على حماية أقلياتها وضمان حقوقهم كجزء لا يتجزأ من المجتمع السوري. لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار دون معالجة جذور التمييز وإزالة الآثار السلبية لسياسات النظام السابق. الحكومة الجديدة مطالبة بإثبات جديتها من خلال خطوات عملية تعزز قيم المواطنة والتعايش المشترك.

إعداد: الناشط الحقوقي محمود أبوزيد
24 ديسمبر 2024
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير