الأنباط -
مهند أبو فلاح
يسود الترقب الحذر قطاع الإسكان في الاردن خاصة لجهة اسعار ايجارات الشقق السكنية لاسيما في احياء عمّان الشرقية الشعبية و الزرقاء و إربد المكتظة على خلفية التطورات الإقليمية الأخيرة و سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد و التفاؤل بإمكانية عودة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى بلادهم .
استطلاعات الرأي التي أجريت سابقا بين أوساط اللاجئين السوريين في الاردن أكدت أن الغالبية العظمى و الساحقة من هؤلاء لا ترغب في العودة إلى موطنها الأصلي في ظل نظام الأسد الذي كان يشكل العقبة الرئيسة في وجه رجوعهم إلى ديارهم الأصلية اي القطر العربي السوري و بزوال هذه العقبة الكأداء أصبح الانطباع السائد هو بإمكانية تحقق هذا الحلم الذي راود العديد منهم و داعب خيالهم .
اليوم يتطلع العديد من المواطنين الأردنيين إلى انخفاض ايجارات الشقق السكنية وفق قاعدة العرض و الطلب في تلك المناطق الشعبية التي تركز فيها اللجوء السوري لكن يبدو أن هذا الأمر سابق لأوانه لاعتبارات متعلقة بالوضع الداخلي في الجارة الشمالية و استقراره بعد حرب طويلة طاحنة دمرت العديد من مساكن اللاجئين لاسيما في مدينة حمص و ريف دمشق و ضواحيها ( الغوطة ) .
إن انخفاض الإيجارات للشقق السكنية مرتبط بالمقام الاول بسقف توقعات أصحاب العقارات و مالكيها الذين يكثر الحديث بين اوساطهم عن أزمات إقليمية مرتقبة قد تؤدي إلى هجرات مماثلة لتلك التي نتجت عن الأزمة السورية و الحديث يدور هنا تحديدا عن الأوضاع في الضفة الغربية التي لا تخفي حكومة اليمين الفاشي الصهيوني المتطرف في تل أبيب رغبتها في ضمها إلى الدويلة العبرية المسخ و تهجير أهلها و ربما كان هذا العامل الأكثر خطورة في ضبابية الرؤيا و تاخر تراجع اسعار ايجارات الشقق السكنية في الاردن خلال المرحلة الحالية .