الأنباط -
مهند أبو فلاح
سقوط النظام الحاكم في دمشق مؤخرا يخلق فرصا مواتية لإحياء كثير من المشاريع المشتركة المتعثرة بين القطرين العربيين الشقيقيين الاردن و سورية في العديد من المجالات ليس اقلها أهمية الاستثمار في حوض نهر اليرموك المائي الحدودي الذي يشكل رافدا مهما للزراعة في سهل حوران على جانبي حدود التجزئة الإقليمية المصطنعة بين إخوة العروبة و الإسلام .
إن المشاريع المشتركة بين البلدين الجارين لا تقتصر على حوض نهر اليرموك المائي و قطاع المياه على حيويته و أهميته بل تتعدى ذلك إلى مشاريع الطاقة الكهربائية التي تشكل عصبا حيويا للصناعة لا غنى عنه من خلال تفعيل مشاريع الربط الكهربائي الخماسي إلى جانب مصر و العراق و لبنان مما يقلل بشكل مؤثر جدا من تكاليف الإنتاج الصناعي و يعزز فرص الاستثمار في هذا القطاع .
إضافةً إلى ما تقدم فإن استقرار الأوضاع الأمنية و السياسية في سورية سيشكل حافزا و دافعا قويا لتنشيط تجارة الترانزيت بين دول الخليج العربي من جهة و تركيا و لبنان من جهة أخرى عبر الأردن و سورية ناهيك عن تنشيط التبادل التجاري بين الأردن و بين تركيا و لبنان عن طريق الشحن البري هذا القطاع الذي تبدو أن لديه فرصا واعدة مبشرة بالخير في ظل التطورات الأخيرة في القطر العربي السوري .
أما على الصعيد السياسي فإن قيام نظام حكم ديمقراطي تعددي بعيداً عن المحاصصة الطائفية و العرقية قد يشكل مدخلا هاما لمزيد من الإصلاحات الديمقراطية في سائر أنحاء المشرق العربي و لا سيما في الاردن الذي يمضي قدما بهذا الاتجاه بناءً على التوجيهات الملكية السامية و التي جاءت الانتخابات النيابية الأخيرة تتويجاً لها .
اخيرا و ليس اخرا فإن استتباب الأمن و الاستقرار في الجارة الشمالية العزيزة سورية سيسهم في استقرار الأوضاع الأمنية على طول الحدود الممتدة بين البلدين و سيخفف من الأعباء الأمنية على قواتنا المسلحة - جيشنا العربي المصطفوي - في مجال مكافحة التهريب للسلاح و للمخدرات مما يسمح بتخصيص مزيد من الموارد المالية لمشاريع التنمية الاقتصادية الشاملة في إردننا الحبيب و بالتالي تنمية الموارد البشرية لدينا بعيدا عن سموم المخدرات القاتلة التي دمرت كثيرا من شبابنا .