الأنباط -
عايش: الهيدروجين الأخضر فرصة اقتصادية لتنويع مصادر الدخل للمملكة
أبو ديه: الهيدروجين الأخضر سيلعب دورًا كبيرًا في تخفيض انبعاثات الكربون
الأنباط – عمر الخطيب
في عالم يشهد تطورًا متسارعًا في العديد من المجالات، تبرز الحاجة لمواكبة هذه التغيرات حتى لا نمسي مغردين خارج السرب، وقابعين في عصر مختلف عن الذي يعيشه العالم.
أحد أبرز التطورات المتسارعة تأتي من باب قطاع الطاقة، ليتربع الهيدروجين الأخضر على قائمة هذه الإبتكارات بالطاقة المستدامة.
ويتميز الهيدروجين الأخضر بأن إنتاجه يتم عن طريق استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس، في حين أن الأردن يتمتع بإمكانيات كبيرة.
ويعتبر الهيدروجين الأخضر من الحلول الواعدة لتعزيز استدامة الطاقة وتنوعها، في ظل وجود فائض في إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في المملكة ليجعلها في وضع مميز لتطوير مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بحسب الخبراء.
ويرى الخبراء أن الهيدروجين الأخضر سيلعب دورًا كبيرًا في تخفيض انبعاثات الكربون والتخفيف من آثار تغير المناخ، وأنه يمثل فرصة استراتيجية للأردن في إطار الاقتصاد الأخضر، من خلال تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ودعم النمو الاقتصادي المستدام.
ويرى الخبير في القطاع الدكتور المهندس أيوب أبو ديه أن الأردن يمتلك إمكانات كبيرة للاستفادة من الهيدروجين الأخضر، خاصة مع توفر الطاقة الشمسية والرياح بشكل واسع، وأن الحكومة تعمل بالفعل على دراسة مشاريع لإنتاج الهيدروجين الأخضر ليعزز الاستدامة والتنوع في مصادر الطاقة ويزيد القدرة على تخزين الطاقة المتجددة ويقلل من اعتماد الأردن على واردات الطاقة ويقلل من الانبعاثات استجابةً مع نداءات الأمم المتحدة.
وأكد الدكتور أبو ديه أن فوائد الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء تمتد إلى صناعة الأسمدة، والأمونيا الخضراء تستخدم في وقود السفن، وهي مصدر للطاقة النظيفة، موضحًا أن الهيدروجين الأخضر هو بالدرجة الأولى طاقة نظيفة ويشغل محطات كهربائية ويستخدم في الصناعات الثقيلة التي تحتاج إلى طاقة كبيرة مثل صناعات الحديد والصلب.
وأشار إلى أن الأردن لديه فائض في الكهرباء حيث أن الاستهلاك السنوي يقدر بـ3000 ميجاوات وصولاً إلى الحد الأعلى 4000 ميجاوات، في حين أن الانتاج يناهز 6000 ميجاوات، أي بمعنى وجود فائض يناهز الـ50% من حجم الإنتاج، ما يؤكد ضرورة الاستفادة من هذه الإمكانات باتجاه الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.
وأوضح أن الهيدروجين الأخضر يشهد اهتمامًا عالميًا متزايدًا، حيث تضع العديد من الدول خططًا لاستخدامه كجزء من استراتيجياتها لتحقيق الحياد الكربوني، مثل الاتحاد الأوروبي، اليابان، وأستراليا، بهدف تطوير تكنولوجيا الإنتاج والبنية التحتية اللازمة، مشيرًا إلى أنه بفضل التطور التكنولوجي والمشاريع التجريبية، يُتوقع أن تنخفض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر على مدى السنوات القادمة، ما سيجعله منافسًا حقيقيًا للوقود الأحفوري ويسهم بشكل كبير في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
وشرح الدكتور أبو ديه آلية إنتاج الهيدروجين الأخضر،من خلال استخدام الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح بعملية التحليل الكهربائي التي تفصل الماء (H₂O) إلى عنصريه الأساسيين هما الهيدروجين والأكسجين، مشيرًا إلى أنه يسمى "أخضر" لأنه لا ينبعث منه أي غازات دفيئة أثناء إنتاجه ما يجعله صديقًا للبيئة، بالمقارنة مع ما يُنتَج من الهيدروجين التقليدي (الهيدروجين الرمادي) باستخدام الوقود الأحفوري مثل الغاز الطبيعي وينتج انبعاثات كربونية كبيرة.
وحول استخدامات الهيدروجين الأخضر، أوضح أبو ديه أنه يدخل في قطاع النقل ويُعتبر وقودًا نظيفًا للسيارات والحافلات والشاحنات التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية، وفي مجال الصناعة يمكن استخدامه كوقود في الصناعات الثقيلة مثل صناعة الحديد الصلب، والتي تعتمد عادة على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى تخزينه لاستخدامه في أوقات انخفاض إنتاج الطاقة المتجددة.
وأضاف أبو ديه أن المشكلة في الهيدروجين الأخضر تكمن في تكلفة الإنتاج المرتفعة، حيث لا يزال إنتاجه مكلفًا لأن التحليل الكهربائي لفصل الهيدروجين من الماء يتطلب كميات كبيرة من الكهرباء المتجددة، بالإضافة إلى البنية التحيتة اللازمة لنقل وتوزيع الهيدروجين غير المتطورة في كثير من البلدان، بالإضافة إلى مشكلة الكفاءة المنخفضة حيث أن تحويل الكهرباء إلى هيدروجين ثم استخدامه لتوليد الكهرباء مرة أخرى يكون أقل كفاءة مقارنةً بالحلول المباشرة.
ومن الجانب الاقتصادي، قال الخبير الاقتصادي حسام عايش إن الهيدروجين الأخضر هو أحد مصادر الطاقة المتجددة وهو واحدة من المصادر التي يمكن أن تلعب دورًا في تنوية الاقتصاد تنوية مصادر الطاقة واستغلال الطاقة المتجددة من أجل إنتاج طاقة الهيدروجين الأخضر.
وأشار عايش إلى أن هذه الإمكانيات متاحة في الأردن وبالذات الطاقة المتجددة التي يمكن استخدامها لاستخراج وإنتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق فصل ذرات الماء عن الهيدروجين والأكسجين.
وأضاف عايش أن الهيدروجين الأخضر سيكون أحد مصادر الدخل الإضافية للأردن سواء عبر الاستخدامات الداخلية أو عبر التصدير الخارجي وهناك أكثر من اتفاقية إطارية للأردن مع مستثمرين ومع شركات وحتى مع الدول بما فيها دولة الإمارات العربية من أجل استخراج الهيدروجين الأخضر لتنويع مصادر الطاقة في الأردن من جهة، واستخدام الطاقة المتجددة المتوفرة في الأردن وحتى بفائض أكبر من احتياجاته من أجل إنتاج هذه الطاقة.
وأوضح أن الهيدروجين الأخضر يمكن استخدامه في المنازل أو المصانع والسيارات والسفن وفي مصانع الحديد، بالإضافة للصلب والفولاذ.
وتابع أن الطلب عليه أصبح من الأمور الاعتيادية في الوقت الحاضر في الكثير من الدول، لأن الهيدروجين الأخضر أكثر كفاءة من أنواعٍ من الطاقة الأخرى وأكثر نظافة على صعيد البيئة والطلب على هذا النوع من الطاقة يزداد سنة بعد أخرى.
واتفق عايش مع سابقه بما يتعلق بالعقبات، والتي يتصدرها ارتفاع الكلف على الصعيدين، الإنتاج والتخزين.
وبين أن الهيدروجين الأخضر سيقلل من كلفة الطاقة الداخلية وسيكون بديلاً حتى عن استخدامات الغاز بما يحرر جزءًا من الغاز لغايات التصدير والاستخدامات الأخرى. مضيفًا أنه سيوفر دخلاً إضافيًا للدولة ما يعزز من الإيرادات المحلية ويقلل العجز في الموازنة ومن ثم تقليل الحاجة إلى مزيد من الديون مع كل ما يترتب على ذلك من تكاليف على مستوى الفوائد والأقساط.
وأوضح أن عايش الهيدروجين الأخضر يلعب دورًا مهمًا في التنويع الاقتصادي وفي مصادر الدخل وفي الاستخدامات المحلية والعالمية، وسيؤدي إلى زيادة تنافسية الصادرات الأردنية وإلى تحسين إمكانيات رفع مستويات التصدير.