صندوق النقد يصرف 134 مليونًا للأردن ويقر برنامجًا جديدًا بـ700 مليون دولار تمثال مسيحي قرب روما كان يذرف دما تبين أنه عائد لمحتالة إيطالية لماذا تتفاقم أعراض الصداع النصفي عند المرضى الذين لا ينامون جيدا؟ دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة ادعى امتلاكه “قدرات خارقة”.. هذا ما فعله مشعوذ بضحاياه بالصور الريش يتألق في صيف 2025… بين الفخامة والاستدامة حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مستقبل جمهور إيران في الأردن والمنطقة. ويتكوف: نعتقد أننا سنصدر إعلانات كبرى بشأن دول ستنضم إلى اتفاقيات إبراهيم وآمل في إبرام اتفاق سلام شامل مع إيران أول ظهور لأيتن عامر ومحمد عز العرب بعد الصلح تأرجح مؤشرات الأسهم الأميركية الأمم المتحدة تحذر من نفاد كميات الوقود في غزة نواب يزورون مستشفى الكرك الحكومي للوقوف على احتياجاته رئيس الوزراء يهنئ بمناسبة حلول العام الهجري الجديد ‏بني مصطفى تبحث في لقاءات وزارية آفاق التعاون المشترك عمان الأهلية تُهنّىء بعيد رأس السنة الهجرية الملك وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة بحلول العام الهجري الملك يهنئ الأمتين العربية والإسلامية بحلول العام الهجري الجديد ‏الصين ترحب بالتقييم الإيجابي لاجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بشأن العلاقات مع الصين الفوسفات والصحفيين تبحثان سبل التعاون بين الطرفين

د. أيوب أبودية يكتب :هل استطاع القمح انتاج ثقافات متشابهة في مصر والشرق الأوسط، وبلاد القوقاز؟

د أيوب أبودية يكتب هل استطاع القمح انتاج ثقافات متشابهة في مصر والشرق الأوسط، وبلاد القوقاز
الأنباط -
هل استطاع القمح انتاج ثقافات متشابهة في مصر والشرق الأوسط، وبلاد القوقاز؟
د. أيوب أبودية

لعبت الزراعة دورًا أساسيًا في تشكيل الحضارات، ومع ظهور القمح كمحصول رئيسي في مصر، الشرق الأوسط، وبلاد القوقاز، تشكلت ثقافات متشابهة نتيجة للتكيف مع الزراعة. إذ تعد هذه المناطق من أوائل الأماكن التي طورت زراعة القمح، الذي أثر بشكل كبير في التنظيم الاجتماعي، الطقوس الدينية، وتقاليد الطعام.

دور القمح في بناء المجتمعات
في مصر القديمة، اعتمد الاقتصاد على زراعة القمح على ضفاف النيل. كان الفيض السنوي للنهر يوفر الظروف المثالية لزراعة القمح، مما سمح بوجود فائض غذائي واستقرار اجتماعي. القمح لم يكن فقط غذاءً أساسياً، بل أساسًا لنمو الاقتصاد والإدارة المركزية. كانت المخازن التي تديرها الدولة أداة سياسية لضمان الأمن الغذائي وتوزيع الثروة.

في الشرق الأوسط، كانت زراعة القمح محورية منذ حضارات بلاد الرافدين. وفرت الأراضي الخصبة في الهلال الخصيب المناخ المثالي لزراعة القمح، ما أدى إلى ظهور نظم زراعية معقدة. كما في مصر، كان للقمح دور كبير في بناء السلطة السياسية والدينية، حيث ارتبطت طقوس الحصاد بالآلهة الزراعية.

في بلاد القوقاز، وعلى الرغم من تنوع التضاريس، كان القمح مهمًا أيضًا كمصدر غذائي أساسي. تطورت أنظمة زراعية متشابهة، بما في ذلك تقنيات الري وحفظ المحاصيل، لتعزيز الإنتاج. ساعد القمح في بناء مجتمعات منظمة على أساس زراعي، ما خلق تقاربًا ثقافيًا مع الشرق الأوسط ومصر.

تطلبت زراعة القمح في هذه المناطق تنظيمًا جماعيًا لضمان الري وحماية الحقول وحفظ المحاصيل من الرطوبة والسرقة والفئران، لذلك كان الفراعنة اول من دجن الكلاب والقطط. في مصر، كانت الدولة تسيطر على جميع جوانب الزراعة من تنظيم الفيضانات إلى جمع الضرائب على المحصول. وفي بلاد الرافدين والقوقاز، كانت السلطات المحلية أو النخب الزراعية مسؤولة عن تنسيق العمل وتوزيع الموارد.

ساهم هذا التنظيم في تشكيل هياكل اجتماعية متشابهة. على سبيل المثال، نشأت هياكل طبقية حيث سيطرت الطبقات الحاكمة على الإنتاج الزراعي، بينما عمل الفلاحون في زراعة الأرض. هذه الهياكل التي تعتمد على القمح كعنصر أساسي في الاقتصاد والمجتمع، أدت إلى ثقافات تشترك في مفاهيم السلطة والتقسيم الاجتماعي الطبقي. 

والقمح كان له دور رمزي في الطقوس الدينية. في مصر، كان القمح مرتبطًا بالإله أوزيريس، حيث ارتبطت دورة حياته بخصوبة الأرض ودورات الزراعة. في بلاد الرافدين، كان يُعتبر الحصاد وقتًا مقدسًا يُحتفل به بطقوس الشكر للآلهة. في القوقاز، على الرغم من تنوع الأديان، كانت هناك طقوس مرتبطة بدورات الزراعة والحصاد تشبه ما كان يحدث في مصر وبلاد الرافدين.

شكل القمح جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي في هذه المناطق. كان الخبز طعامًا رئيسيًا في مصر القديمة، ويُعتبر حتى اليوم عنصرًا مهمًا في المطبخ. كما لعب القمح دورًا مماثلاً في الشرق الأوسط والقوقاز، حيث كانت الأطعمة المصنوعة من القمح، مثل الخبز المسطح والعجين والكعك والحلوى، تُستهلك بانتظام وتشكل جزءًا من التراث الغذائي المشترك، وما زالت.

وبناء عليه، فان الاعتماد على القمح كمحصول رئيسي في مصر، الشرق الأوسط، وبلاد القوقاز أسهم في تشكل ثقافات متشابهة رغم الاختلافات الجغرافية والتاريخية، مثل التنظيم الاجتماعي، الطقوس الدينية، وتقاليد الطعام، حيث كانت انعكاسًا للاعتماد المشترك على القمح، مما جعل هذه المناطق تتقارب في أنماط حياتها وثقافاتها.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير