البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

"عندما تصالحُ ذاتكَ، يُزهرُ الكونُ بداخلكَ

عندما تصالحُ ذاتكَ، يُزهرُ الكونُ بداخلكَ
الأنباط -
بقلمي: د. عمّار محمد الرجوب

في أعماق النفس البشرية بحر لا تُدرك أطرافه، حيث تتكسر أمواج الحيرة على شواطئ الإدراك، وتتعانق الرياح الهائمة بأشرعة الأماني. تلك النفس، التي تهيم بين شغف الاكتشاف ووحشة الضياع، تحمل في طياتها سرًا قديمًا، لغزًا خالدًا لا يُحل إلا بتصالحها مع ذاتها.

كيف لنا أن نعيش ونحن غرباء عن أنفسنا؟ نركض خلف ظلال الأحلام التي لا تكاد تُمسك، ونرتدي أقنعة لا تعبر عنا، نهرب من ضعفنا كأننا مخلوقات خُلقت لتكون كاملة، مع أن النقص هو جوهر الوجود. في لحظة صدق مع الذات، حيث لا جمهور ولا تصفيق، يظهر الجمال الحقيقي للروح، ذلك الجمال الذي يتجلى حين تتوقف عن محاكمة نفسك بقسوة، وتبدأ في احتضان كل ما أنت عليه.

الحياة ليست سوى مرآة تعكس مكنونات أنفسنا. فإن كانت الروح متصالحة، رأت الجمال حتى في أقسى المحن، وإن كانت ممزقة، صارت الحياة أمامها سرابًا شاحبًا، لا معنى له. التصالح مع الذات هو الانحناء أمام عاصفة الماضي، لا ضعفًا، بل احترامًا لكل ما مضى من دروس. هو القدرة على التحديق في عينيك في المرآة، ورؤية إنسان يستحق الحب، ليس لأنه كامل، بل لأنه يحاول، لأنه يخطئ ثم يقف من جديد.

إن أعظم الفلاسفة لم يجدوا جوابًا لأسئلة الكون دون أن يتصالحوا أولًا مع تلك الفوضى التي تسكن داخلهم. أفلاطون حين بحث عن عالم المثل، لم يكن إلا هاربًا من نقص هذا العالم، بينما نيتشه أدرك أن العظمة تكمن في احتضان الضعف وتجاوزه، لا في إنكاره.

فلتجلس مع نفسك، بعيدًا عن ضجيج العالم، ولتسمح لها بأن تتحدث، أن تبوح، حتى وإن كان البوح موجعًا. دَع قلبك يتسامح مع تلك الأخطاء الصغيرة التي حملتها على عاتقك طويلًا، ودَع عقلك يهدأ من جلبة المقارنات المستمرة. أنت لست الآخر، وأنت لست الماضي، أنت الآن، وهذه اللحظة وحدها كفيلة بأن تُعيد ترتيب فوضاك الداخلية.

إن التصالح مع الذات ليس نهاية المطاف، بل هو بداية رحلة حقيقية نحو السلام. السلام الذي لا يحتاج إلى ضوء خارجي، بل ينبع كنبع صافٍ من أعماقك، يغمر حياتك ويمنحك القدرة على مواجهة كل ما هو آتٍ.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير