تراجع أسعار النفط عالميا وزير المياه والري خلال مشاركته في قمة الرياض لمكافحة التصحر يدعو لحلول خلاقة لمواجهة تحديات المياه والتصحر مدير عام الضمان الاجتماعي يتسلم جوائز التميز الدولية في الرياض- المملكة العربية السعودية مؤتمر الاستثمار الخليجي والرسالة ؛ بدء تشغيل محطة الجيزة للنقل العام ورشة حول "تعزيز فرص العمل الشاملة في القطاع الصناعي الأردني" جلسة مغلقة لمجلس الامن بشأن لبنان الجمعية العامة: حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم بالشرق الاوسط السعودية : السجاد الأرجواني بدلا من الاحمر لاستقبال كبار الضيوف البحوث الزراعية ووالمعهد الدولي لادارة المياه و ايكاردا ينظمان ورشة عمل حول" بناء القدرات في حزم الابتكار والاستعداد للتوسع" وفيات الأربعاء 4-12-2024 اجواء باردة نسبياً فوق المرتفعات العالية ولطيفة في باقي المناطق حتى السبت الخارجية: استلام جثماني المواطنين الاردنيين عامر قواس وحسام ابو غزالة فيتامين سي بجرعة عالية يطيل بقاء مرضى السرطان أغنى 10 شركات سلاح والخدمات العسكرية من حيث الايرادات "النواب" يواصل مناقشة البيان الوزاري لليوم الثاني بلدية المزار.. الصرف الصحي والبطالة والكسارات تحديات بحاجة لحلول الأمراض النفسية.. الخوف وثقافة العيب عائق ل العلاج وسبب تفاقم الحالة "العقبة الخاصة" و"جرش" يعلنان عن إنطلاق فعاليات مهرجان "أمواج العقبة 2025" 200 الف مصاب بالأردن.. الاكتئاب الموسمي.. الأسباب والعلاج

"عندما تصالحُ ذاتكَ، يُزهرُ الكونُ بداخلكَ

عندما تصالحُ ذاتكَ، يُزهرُ الكونُ بداخلكَ
الأنباط -
بقلمي: د. عمّار محمد الرجوب

في أعماق النفس البشرية بحر لا تُدرك أطرافه، حيث تتكسر أمواج الحيرة على شواطئ الإدراك، وتتعانق الرياح الهائمة بأشرعة الأماني. تلك النفس، التي تهيم بين شغف الاكتشاف ووحشة الضياع، تحمل في طياتها سرًا قديمًا، لغزًا خالدًا لا يُحل إلا بتصالحها مع ذاتها.

كيف لنا أن نعيش ونحن غرباء عن أنفسنا؟ نركض خلف ظلال الأحلام التي لا تكاد تُمسك، ونرتدي أقنعة لا تعبر عنا، نهرب من ضعفنا كأننا مخلوقات خُلقت لتكون كاملة، مع أن النقص هو جوهر الوجود. في لحظة صدق مع الذات، حيث لا جمهور ولا تصفيق، يظهر الجمال الحقيقي للروح، ذلك الجمال الذي يتجلى حين تتوقف عن محاكمة نفسك بقسوة، وتبدأ في احتضان كل ما أنت عليه.

الحياة ليست سوى مرآة تعكس مكنونات أنفسنا. فإن كانت الروح متصالحة، رأت الجمال حتى في أقسى المحن، وإن كانت ممزقة، صارت الحياة أمامها سرابًا شاحبًا، لا معنى له. التصالح مع الذات هو الانحناء أمام عاصفة الماضي، لا ضعفًا، بل احترامًا لكل ما مضى من دروس. هو القدرة على التحديق في عينيك في المرآة، ورؤية إنسان يستحق الحب، ليس لأنه كامل، بل لأنه يحاول، لأنه يخطئ ثم يقف من جديد.

إن أعظم الفلاسفة لم يجدوا جوابًا لأسئلة الكون دون أن يتصالحوا أولًا مع تلك الفوضى التي تسكن داخلهم. أفلاطون حين بحث عن عالم المثل، لم يكن إلا هاربًا من نقص هذا العالم، بينما نيتشه أدرك أن العظمة تكمن في احتضان الضعف وتجاوزه، لا في إنكاره.

فلتجلس مع نفسك، بعيدًا عن ضجيج العالم، ولتسمح لها بأن تتحدث، أن تبوح، حتى وإن كان البوح موجعًا. دَع قلبك يتسامح مع تلك الأخطاء الصغيرة التي حملتها على عاتقك طويلًا، ودَع عقلك يهدأ من جلبة المقارنات المستمرة. أنت لست الآخر، وأنت لست الماضي، أنت الآن، وهذه اللحظة وحدها كفيلة بأن تُعيد ترتيب فوضاك الداخلية.

إن التصالح مع الذات ليس نهاية المطاف، بل هو بداية رحلة حقيقية نحو السلام. السلام الذي لا يحتاج إلى ضوء خارجي، بل ينبع كنبع صافٍ من أعماقك، يغمر حياتك ويمنحك القدرة على مواجهة كل ما هو آتٍ.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير