الأنباط -
الأنباط – محمد شاهين – الاف تيسير
تصوير: رجائي البلبيسي
عقد مجلس النواب الأردني يوم الاثنين، جلسة صباحية برئاسة رئيس المجلس أحمد الصفدي، حيث بدأت المناقشات حول البيان الوزاري لحكومة الدكتور جعفر حسان. وحضر الجلسة التي خصصت لمناقشة أولويات الحكومة رئيس الوزراء وفريقه الوزاري، وقد تخللتها مداخلات من النواب الذين عبروا عن آرائهم حول التحديات الراهنة التي يواجهها الأردن، وكذلك التطلعات والمقترحات لمستقبل البلاد في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
النائب ديمة طهبوب كانت أول المتحدثين، وأثارت اهتمام الحضور عندما أكدت أنها لجأت لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الأزمات التي تواجه المملكة.
وأوضحت أن استخدام برنامج "تشات جي بي تي" أسهم في تقديم إجابات مختصرة وواضحة بشأن القضايا المحلية المعقدة، مؤكدة في الوقت نفسه على تفوق العقول الأردنية في فهم الواقع المحلي والقدرة على تقديم حلول واقعية وفعّالة.
كما تحدثت طهبوب عن رؤية حزب جبهة العمل الإسلامي التي قدمها كخطة شاملة تهدف إلى معالجة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الأردن. مبينة أن هذه الرؤية تتقاطع بشكل كبير مع خطة الحكومة المتعلقة بالتحديث الاقتصادي، مشيرة إلى أن هذا التوافق يدل على قدرة الأحزاب على المساهمة الفعّالة في صياغة السياسات الحكومية بما يحقق المصلحة العامة ويعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
النائب رند الخزوز بدورها، شددت على دور التحديث السياسي في تمكين الشباب، موضحة أن التحديث سمح لفتاة أردنية 28 عامًا بالوقوف على منبر المجلس، وهو ما يعكس تزايد طموحات الشباب. وقالت إن مطالب الشباب تبدأ بتلبية حقوقهم الأساسية في التعليم والعمل، مشيرة إلى استعدادهم للعمل في كافة القطاعات.
وركزت الخزوز على أهمية تفعيل مشاريع السيادة الوطنية مثل الناقل الوطني وغاز الريشة، كونها تعد عصب الحياة الاقتصادية، ومن الضروري أن تتمتع هذه المشاريع بالوضوح الكامل في تنفيذها وعدم تأخير مخرجاتها.
وفي مداخلته، ربط النائب محمد البستنجي بين "الثقة" وبين ضرورة وجود حوافز تنموية لا تستثني أي قطاع أو محافظة.
وأكد أن الثقة تعني تحسين الخدمات العامة وتوفير احتياجات المواطن الأساسية بشكل سريع، بحيث لا يضطر للانتظار في طوابير للحصول على حقوقه.
وأشار إلى أن الثقة تشمل أيضًا تبني سياسات مالية متوازنة تعزز من قدرة الدولة على مواجهة الضغوط الاقتصادية، دون تحميل المواطن عبئًا إضافيًا من خلال الضرائب المرتفعة أو تعقيد الإجراءات الإدارية التي تعرقل حركة المستثمرين.
من جانبها، تحدثت النائب نور أبو غوش عن التحديات الجيوسياسية والاقتصادية التي تواجهها المملكة في الوقت الراهن.
وأشارت إلى الأزمات الإقليمية المستمرة، موضحة أن الأردن، بما يمتلكه من موقع جغرافي حساس، يعد في صميم العاصفة الإقليمية.
وأكدت أن الحكومة يجب أن تتبنى سياسة اقتصادية منفتحة على القطاع الخاص، دون أن يتسبب ذلك في تحميل القطاع الخاص المسؤولية الكاملة عن الاقتصاد الوطني. وشددت على أن الخصخصة قد لا تأتي دومًا بالخير على الشعب لذا من الضروري أن تكون الحكومة حريصة على ضمان التوازن بين القطاعين العام والخاص.
من جانبه أشار النائب زهير الخشمان إلى أن التحديات التي تواجه الحكومة تتطلب تكاتفًا جماعيًا وتوحيدًا للجهود من قبل مختلف الجهات.
ولفت إلى أن الواقع الاقتصادي في الأردن يتطلب إصلاحات هيكلية جذرية لمعالجة الاختلالات الاقتصادية والحد من معدلات البطالة التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تجاوزت الـ45% عندما يتم احتساب غير المشمولين بالضمان الاجتماعي.
أما النائب محمد عقل، فقد شدد على أن الأردن في هذا الوقت العصيب بحاجة إلى حكومة ذات أداء استثنائي، تستشعر المخاطر قبل وقوعها، وتتمكن من صياغة رؤية شاملة لمواجهة التحديات.
وأضاف أن الحكومة يجب أن تعمل على تعزيز الجبهة الداخلية في ظل الظروف الإقليمية الصعبة، مشيرًا إلى أن حماية الأمن الداخلي تمثل أولوية وطنية في هذه المرحلة.
وفي هذا السياق، تحدث النائب بدر الحراحشة عن الصورة التي يتمتع بها الأردن العالم، مؤكدًا أن القيادة الأردنية تمتاز بحكمة وحنكة في الحفاظ على الاستقرار الداخلي والأمن القومي، وهو ما دفعه إلى تركيز خطابه على دعم المرتكزات الوطنية الأساسية، مثل القيادة والجيش والأجهزة الأمنية، بدلاً من الانشغال بالتفاصيل السياسية.
أما النائب هايل عايش فقد قال إن الديمقراطية في الأردن ليست مجرد تجربة، بل هي تلاحم مستمر بين الماضي والحاضر والمستقبل، مؤكدًا أن الإرادة الملكية تتكامل مع الحراك الحزبي لتفتح المجال لمرحلة جديدة من الحياة السياسية في البلاد.
وأشار إلى أن هذا التحول الديمقراطي من شأنه أن يعزز قدرة الأردن على بناء نظام صحي حديث وفعال يلبي احتياجات المواطنين، منوهًا بأهمية توسيع مظلة التأمين الصحي لتشمل كافة أفراد المجتمع.
النائب محمد السبايلة، أكد على أن الأردن يبقى عصيًا على أي تهديدات، مؤكدًا أن الشعب وجيشه قادر على التصدي لأي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار.
وأضاف أن حماية الحدود والحفاظ على الأمن الداخلي يتطلب دعمًا مستمرًا للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية.
النائب أيمن البدادوة، أكد أن التعليم يشكل أساس التغيير الحقيقي في المجتمع.
وقال إن تطوير المناهج الدراسية بما يتماشى مع متطلبات العصر يعد خطوة ضرورية نحو بناء أجيال قادرة على مواكبة تحديات المستقبل. كما أشار إلى أهمية الاستثمار في الأطفال، الذين يمثلون ركيزة التنمية المستقبلية، من خلال توفير التعليم الجيد والرعاية الصحية وحمايتهم من أي شكل من أشكال العنف.
واختتمت الجلسة بتأكيد النواب على ضرورة تعزيز دور المرأة في كافة المجالات، مؤكدين على أن الاستثمار في الأطفال والشباب هو أساس بناء مستقبل واعد للأردن.
تستمر الجلسات في إطار حوار ديمقراطي غني يعكس حرص النواب على المساهمة الفعالة في صياغة السياسات التي ستحدد مستقبل الأردن في ظل التحديات المحلية والإقليمية.