الأنباط -
بقلم الكاتب المحامي عبدالله الصمادي
إن خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني اليوم يعكس رؤية عميقة ومعقدة لقيادة الأردن نحو مستقبل مشرق ومستدام. جلالته و بحكمته المعهودة وبصيرته الثاقبة، أظهر في خطابه التزاماً لا يتزعزع تجاه قضايا الأمة وأولوياتها، مع التركيز على وحدة الصف الوطني والتقدم الاقتصادي والاجتماعي.
فكان أحد أبرز جوانب الخطاب التأكيد على أهمية الحفاظ على الهوية الأردنية الراسخة والتمسك بالإرث الهاشمي. في ظل الظروف المليئة بالتحديات والتغيرات السريعة، يُبرز هذا التركيز على الهوية الوطنية رغبة جلالته في تعزيز الانتماء الوطني والفخر بالتراث والتاريخ فهذا البعد العميق بخطابه اليوم ليس مجرد كلمات عابره بل هو دعوة للعمل على تعزيز الوحدة الوطنية والاعتزاز بالجذور الأردنية قدر المستطاع
كما وكان لجلالته اليوم موقف ثابت وواضح بشأن ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية و دعم حقوق الشعب الفلسطيني وحماية المقدسات في القدس التي تعد من الأولويات التي لم تتغير أبداً في السياسة الأردنية، الذي لم يغفل جلالته عن التأكيد عليها بصلابة ودون تردد فهذا الموقف القوي يعزز من مكانة الأردن كداعم أساسي للسلام والاستقرار في المنطقة.
و من الناحية الاقتصادية، كان تركيز جلالة الملك على التحديث والتنمية المستدامة جلياً حيث ذكر جلالته أهمية الاستفادة من الكفاءات البشرية والعلاقات الدولية كعوامل دافعة للنمو، مع التأكيد على رؤية التحديث الاقتصادي التي تهدف إلى تحقيق معدلات نمو مرتفعة خلال العقد القادم و هذا الطموح يعكس إيمان جلالته بإمكانات الأردن وقدرته على التقدم والازدهار فتأكيد جلالته على تحديث القطاع العام والوصول إلى إدارة عامة كفؤة يعكس فهمه العميق لأهمية الإدارة الفعالة في تحقيق التنمية.
وفي الختام وكما عهدناه أرسل جلالته رسالة واضحة مفادها أن الأردن سيبقى عظيماً بأهله وأرضه، داعياً الجميع للعمل سوياً لتحقيق رؤية مستقبلية تجعل الأردن نموذجاً يحتذى به فإن خطاب جلالة الملك اليوم لم يكن مجرد كلمات، بل هو دعوة ملهمة للعمل والتعاون من أجل مستقبل زاهر ومستدام للأردن، مع الحفاظ على القيم الوطنية والهوية الثقافية فلنتكاتف جميعاً خلف رؤية جلالته العميقة والشاملة فهي حجر الزاوية في تحقيق الرخاء والاستقرار في المنطقة.