المتحف المتنقل يختتم جولاته لعام 2024 بمحافظة اربد تهنئة بالتكريم الملكي للفنان نذير العوامله وزير العمل الأردني ووزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودي يبحثان أوجه التعاون المشترك بشؤون العمل وتسويق الكفاءات الأردنية د. اسعد عبد الرحمن : «الاستيطان» القومي والديني اليهودي: أحدث الخطط والتحديات مهرجان الزيتون الوطني الـ24 يسجل أرقاماً قياسية في المبيعات والزوار "بني عبيد" تدعو المواطنين لتسديد ضريبة المسقفات قبل 31 ديسمبر 55 دينارا سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية واشنطن تعلن عن أول انسحاب إسرائيلي من جنوب لبنان الملك يؤكد ضرورة وضع السوريين مصلحة بلدهم في مقدمة أولوياتهم قرعة ثمن نهائي دوري أبطال آسيا 2 تكشف عن خصمي الحسين اربد والوحدات أسعار الذهب تتراجع عالميا وزير الداخلية: إجراءات حازمة بحق المعتدين على أراضي الخربة السمراء مقتل إسرائيلي وإصابة 3 بعملية إطلاق نار تجاه حافلة جنوبي القدس استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال شمالي الضفة الغربية وزارة الصحة تستعد للمشاركة في تمرين درب الأمان 4 الأسبوع المقبل بحث سبل التعاون بين البريد الأردني والمصري بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة ( منارة الشرق ) تطلق مبادرة لتعزيز تعلم العربية لغير الناطقين بها مدير الأمن العام يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية وزير المياه والري : الحكومة تقر مشروع تحسين خدمات الصرف الصحي في جنوب العاصمة بقيمة 60 مليون يورو نائب مدير عام "العمل الدولية" تطلع على مشروع أتمتة العقد الموحد بالتعليم الخاص

كيف ستفكك حماس أيها الإمعة،،

كيف ستفكك حماس أيها الإمعة،،
الأنباط -

خليل النظامي

وقف وزير الخارجية الإسرائيلي فجر اليوم بملامحه الصارمة وتعبيراته الجامدة، يدعو إلى "تفكيك حماس” كمن يقترح تغيير ديكور غرفة في منزله، ويتحدث بلهجة المتيقن، وكأن الحركات الثورية أفكار هشة يمكن تذويبها بكلمات من خلف منصة مكيفة.

يا عزيزي الوزير ،، دعنا نُبَسّط لك المسألة، حماس ليست بضعة رجال يرتدون الفوتيك العسكري ويحملون البنادق،،،

خذ عني ،،،،
إنهم أبناء الأرض، الذين شبوا على صخرها الصلد وتحت شمسها الحارقة، فكر في طفل ولد تحت طنين الطائرات، في شاب وجد الحصار جزءاً من يومه كوجبة الإفطار، في أم تودع أولادها إلى المدارس وهم يعلمون أنهم قد لا يعودون سالمين، هؤلاء هم حماس؛ هم الفكرة التي تريد تفكيكها.

قد يكون لك يا إبن سارة طموحات سياسية وأحلام شخصية في محو حماس، وربما تستمتع بلياليك الهادئة في التفكير في استراتيجيات "التفكيك”، لكنك نسيت أمراً بسيطاً وجوهري؛ الأفكار يا إبن اللعينة لا تُحارب بالصواريخ ولا تُسجن بالجدران، وهل تعلم لماذا؟ لأن الأفكار، على عكس الجدران، لا تشيخ ولا تتهدم، الفكرة تعيش، تتكاثر، تنتقل من جيل إلى جيل، كأنها رسالة مشفّرة تتحدى كل محاولات التعتيم والقمع،، أوعيت قولي.؟

ولنفترض جدلاً أن إسرائيل بدباباتها وجيشها وتاكنولوجيا العسكرية الرقمية، قررت فعلاً "تفكيك حماس”، هل سيدخلون الأنفاق التي حُفرت بالعرق والتضحيات، أم سينقضون على فكرة المقاومة كما ينقضون على ورقة منزوعة الأهمية؟ ومن سيخبرهم أن الفكرة لا تموت بموت حامليها؟ هل سيجمعونها في أكياس محكمة الإغلاق، ويضعونها في غرفة مظلمة بانتظار أن تختفي؟ أم أنهم سيحاولون تجريد الناس من حقهم في الحلم بحرية أرضهم؟ إخبرني بكل صراحة ،، كيف ستكون العملية؟ أي عجب هذا يا إبن الساقطة،،!!!

لكي تُفكك حماس، ستحتاج إلى تفكيك عقول العرب والمسلمين وأرواحهم، إلى اقتلاع الذكريات من قلوب الأجيال خاصة الاطفال، وإلى محو التاريخ من جدران الحارات والشوارع، ولكي تُفكك فكرة المقاومة، ستحتاج إلى هندسة نسيان جماعي؛ نسيان الجراح، ونسيان الخسارات، ونسيان الإبادات الجماعية، ونسيان قصص الأمهات اللواتي يحتفظن بصور أبنائهن الشهداء تحت الوسائد في الخيم.

الإمعة الوزير،،،تعتقد أنك تستطيع القضاء على فكرة نبتت في تربتها، وترسخت في نفوس أهلها، كأنك تستطيع تجريد المحيط من أمواجه أو فصل الصحراء عن رمالها، لكن، دعني هذا الفلاح القروي الأردني الجبلي يخبرك سراً، الفكرة تعود دوماً، وتتجسد بألف شكل ولون، الفكرة التي حاول أسلافك الذين ينعمون بالجحيم الان مع أبا جهل طمسها لم تختف، بل تحولت إلى رموز، إلى أنشودة، إلى حكايات وقصص تُروى في كل بيت وفي كتب المدارس والجامعات، إلى أغنية تُنشد في ليالي الحصار، إلى عزيمة تشتعل في قلوب الصغار قبل الكبار.

حماس ليست تنظيمًا عابرًا يمكن التعامل معه بمقاييس القوة والجبروت، ولا مقاومة تنتظر الرحيل على موعد طائرة خيانة، انها جزء من نبض أرضها، ولن تفككوا نبض الأرض، كما لا يمكن تفكيك الصدى من عمق الجبل، أو العطر من زهوره.

إذن، معالي وعطوفة وسعادة الوزير التافة، دعني اسألك بكل سخرية: كيف ستفكك الفكرة ؟
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير