الأنباط -
بني ياسين : "الضغط والظروف الصعبة تولد الإبداع والنجاح "
الأنباط – شذى حتاملة
من قلب قرية كفر الماء في لواء الكورة بمحافظة إربد، حيث البساطة والأصالة، انطلقت رحلة أحمد غالب بني ياسين، الشاب الطموح الذي لم يكن ليرضى بأقل من التميز ، نشأ أحمد في أسرة بسيطة من الأسر ذوات الدخل المحدود تتكون من احد عشر فردًا ، ورغم الظروف الاقتصادية المحدودة لم تمنعه تلك التحديات من السعي نحو التميز والإبداع ، حيث يؤمن " بأن الضغط والظروف الصعبة تولد الإبداع والنجاح" .
ويروي أحمد قصته بأنه تخرج من مدرسة كفر الماء الثانوية الشاملة للبنين عام 2005، وهي مدرسة حكومية كانت تعتمد على أساليب تعليمية تقليدية كالألواح والطباشير ،دون توفر الإمكانيات المتقدمة ، مضيفًا أن عند الانتهاء من الثانوية العامة من قرية كفر الماء كان لديه طموحات كبيرة تدفعه نحو الاستقلال وبناء شخصيته الخاصة، وأحلامه الكبيرة وتطلعاته قادته للالتحاق بجامعة الحسين بن طلال "جامعة أغلى الرجال " حيث اختار دراسة الرياضيات وهو التخصص الذي طالما حلم بدراسته .
وأكمل حديثه تعتبر هذه المرحلة نقلة نوعية في حياته، حيث ساهمت في تشكيل شخصيته بشكل ملحوظ، وكان أحمد من الطلاب المتفوقين خلال مسيرته الجامعية والأول على دفعته ، حيث لم يتغيب عن أي محاضرة وحرص على تدوين جميع ملاحظاته ومتابعة دروسه بجد ومع ذلك، واجه العديد من العقبات، من أبرزها الوضع المادي الصعب، وعند تفكيره في الانتساب لاتحاد الطلبة كان أبرز التحديات التي واجهها هو الوضع المادي ، لكنه لم يتراجع أمام هذه التحديات وشارك في العديد من الأنشطة حيث مثل جامعة الحسين بن طلال في العديد من المؤتمرات واللقاءات ، وفي ذات الوقت كان يحاول التنسيق ما بين الدراسة وأداء الأنشطة الطلابية .
وبعد إنهاء دراسته الجامعية ودخوله سوق العمل اصطدم أحمد بواقع سوق العمل بسبب متطلبات سوق العمل التي تطلب وجود الخبرة العملية وهذا شكل تحديًا لديه ومع ذلك تمكن من الحصول على وظيفة كمعلم رياضيات في المدارس الدولية بعمان ، حيث بجدارته استطاع إثبات نفسه ، على الرغم من أن راتبه كان محدودًا لا يتجاوز 200 دينار مما كان يشكل ضغطًا بسبب مصاريف المواصلات والسكن والطعام .
لاحقًا، انتقل أحمد للعمل في مدارس وزارة التربية والتعليم في منطقة ناعور، مما شكل نقطة تحول في مسيرته، حيث تمكن من تحسين وضعه المالي ، هذا التقدم مكنه من تحقيق حلمه في استكمال الدراسات العليا، حيث سجل في برنامجي الماجستير والدكتوراه في مناهج الرياضيات وطرائق تدريسها ، ونجح في الموازنة بين دراسته وعمله ، وتخرج بتقدير امتياز، مستفيدًا من الدورات التي ساعدته في تطوير مهاراته وزيادة معرفته وثقته بنفسه.
وفي عام 2021 قام بتأسيس مجموعة Academy 3D التعليمية والتي جاءت الفكرة من خلال جائحة كورونا حيث انتقل التعليم بشكل مفاجئ إلى التعليم عن بعد لذا جاءت فكرة تاسيس أكاديمية والتي تعنى بتقديم الخدمات التعليمية لطلبة البرامج الدولية ، حيث بدأت الاكاديمية بطلبة من داخل الأردن ولكن بفضل قيمة المحتوى الذي تقدمه الأكاديمية تمكنت من بناء قاعدة جماهرية واسعة تشمل طلابًا من خارج الأردن ومن مختلف دول العالم ، وكان أحمد يؤكد على أهمية إعادة بوصلة التعليم نحو الأردن ، وخلال تأسيسه للأكاديمية واجه العديد من العقبات أهمها البحث عن كادر تعليمي ذو خبرة عالية ورغم هذه العقبات استطاعت الاكاديمية تجاوز كافة الصعوبات وتحقيق النجاح .
وفي عام 2022 تم تكليفيه مستشارًا لوزارة التربية والتعليم لشؤون البرامج الأجنبية ومعادلة الشهادات ، وخلال عمله كمستشار كان لديه العديد من الاسهامات في تطوير وتنظيم البرامج الأجنبية مع الوزارة ، وفي عام 2023 بدأ العمل كمحاضر غير مُتفرغ في الجامعة الأردنية .
لم تتوقف أحلام أحمد عند هذا الحد فقد شارك في العديد من المؤتمرات المحلية والعالمية التي تخص التعليم واستشراف المستقبل وكما كتب أيضًا العديد من الأبحاث المنشورة في مجال التعليم وتوظيف التكنولوجيا في التعليم وخاصة مناهج الرياضيات.
على الرغم من أن أحمد بدايته بسيطة وواجه العديد من العقبات والتحديات إلا أن أحمد تمكن من تحويل أحلامه إلى واقع، من خلال اجتهاده وحرصه على التعلم المستمر، وذلك من خلال ما حققه من نجاحات منها تأسيس Academy 3D وإسهاماته كمستشار في وزارة التربية والتعليم والتي تعكس رؤيته الطموحة لتطوير التعليم في الأردن.