الأنباط -
شذى حتاملة
انتشر ت مؤخرا ظاهرة اثارت جدلًا واسعا في القطاع التعليمي، حيث انخرط بعض المشرفين التربويون في مجال التدريس الخصوصي مستغلين سلطتهم للترويج لهذا النوع من التعليم في بعض المدارس، ويقوم هولاء المشرفين بزيارة المدارس والتدخل بسير العملية التعليمية والترويج لانفسهم لجذب الطلبة لاخذ الدروس الخصوصي لديهم، متقاعسين عن اداء وظيفتهم الاساسية وهي الاشراف والرقابة على ادء المعلمين، ان مثل هذه السلوكيات التي يقوم بها هولاء لا تعكس فقط عدم نزاهتهم بل انهم يساهمون في خلق بيئة تعليمية غير سوية .
ان هؤلاء المشرفين يبتعدون عن وظيفتهم الأساسية وبذلك يؤثرون على جودة التعليم وفي ذات الوقت يسهمون في ترك الطلاب للتعليم في مدارسهم في سبيل الالتحاق بالدروس الخصوصي، لذا من الضروري أن يتساءل الخبراء التربويون عن الدور الحقيقي للمشرفين التربويين وطريقة تأثيرهم على العملية التعليمية حيث من المفروض أن يكون المشرف التربوي قدوة يحتذى به ، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مدى استقلاليته وموضوعيته في تقييم المعلمين والطلاب.
ان وجود المشرف التربوي في مجال التدريس الخصوصي يعد تضاربا في المصالح لذا من الضروري أن تتخذ وزارة التربية والتعليم إجراءات صارمة لضمان عدم استغلال هولاء المشرفين لسلطتهم ، بحيث ينبغي أن يكون المشرف التربوي بعيدا عن منطقة نفوذه اذا كان يمارس التدريس الخصوصي .
ان مثل هذه التصرفات غير النزيهة لبعض المشرفين التربويين في التدريس الخصوصي يشكل تحدياً حقيقياً لنظام التعليم، وحتى انه لم يعد مجرد مسألة نزاهة، بل ينعكس سلبا على البيئة التعليمية بأكملها ومن أجل تحقيق بيئة تعليمية عادلة وفعالة تتطلب التعاون بين الجميع لمعالجة مثل هذه المشاكل وضمان أن يبقى التعليم مفتاحًا للابداع والتمييز وليس مصدرًا لاستغلال بعض المشرفين لتحقيق اهدافهم ومصالحهم .
لذلك فإن توفير بيئة تعليمية آمنة لجميع الطلاب المفروض أن يكون الهدف الاساسي لقطاع التعليم ، لذا من الضروري اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان عدم تأثير الأنشطة الخاصة للمشرفين على العملية التعليمية ، وأن تبقى المدارس هي المصدر الأساسي لتلقي التعليم ، بحيث يبقى الدروس الخصوصية خياراً منفصلاً وليس بديلاً ، فالحفاظ على نزاهة العملية التعليمية مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود جميع الجهات المعنية بدءًا من ادارة المدرسة والمعلمين وصولًا للاسر والمجتمع وذلك لبناء جيل قادر على مواجهة جميع المشاكل .