الأنباط -
مهند أبو فلاح
التقارير الصحفية الغربية التي تحدثت عن إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا الاتحادية للمشاركة في القتال ضد الجيش الأوكراني في مقاطعة كورسك الروسية المحتلة من قبل نظام الرئيس زيلنسكي الحاكم في كييف نُظِرَ إليها على نطاق واسع باعتبارها مقدمة لتدويل الأزمة من قبل الأوساط التي تدور في فلك حلف شمال الأطلسي الناتو الذي اعتبرته موسكو من ناحيتها متدخلا في الصراع الدائر رحاه منذ شهر شباط / فبراير 2022 .
المعلومات المتوفرة لحد الان تبدو متضاربة الى حد بعيد لجهة التقديرات حول حجم القوات الكورية الشمالية المتواجدة فعليا فوق الارضي الروسية و التي قد تصل في أقصى الحدود إلى قرابة اثنا عشر ألف رجل و هو عدد ليس ضخما على أية حال من الأحوال لكنه أكثر من كافٍ في نظر صناع القرار الغربيين لتقديم مزيد من الدعم العسكري لنظام الرئيس الأوكراني زيلنسكي على شكل شحنات أسلحة و عتاد و ذخيرة و هو الأمر الذي دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التلويح باستخدام أسلحة نووية تكتيكية ضد القوات الأوكرانية التي اجتاحت الأراضى الروسية و توغلت داخلها في مطلع شهر آب / اغسطس الماضي .
التلويح باستخدام أسلحة نووية تكتيكية من قبل سيد الكرملين ليس هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب في اوكرانيا لكنه يحمل طابعا أكثر جدية مما كان عليه الحال في الماضي على ضوء وجود القوات الأوكرانية فوق الاراضي الروسية منذ قرابة ثلاثة أشهر و هذا هو أحد الخطوط الحمراء التي تجاوزتها كييف في معرض صراعها المسلح الدامي مع موسكو مما يجعل إمكانية التصعيد العسكري واردة جدا خلال هذه الآونة .
إن استمرار العمليات الحربية بين الطرفين الأوكراني و الروسي يحمل في طياته مخاطر جسيمة تهدد الأمن و السلم العالميين و تجعل من هذه الحرب العنيفة الطاحنة ذات تكلفة عالية ليس فقط بالنسبة للبلدين الجارين بل لكافة القوى الدولية التي تبحث عن فرصة سانحة لتسعير هذه الأزمة و تسويق أسلحتها الفتاكة المدمرة على حساب أرواح البشرية جمعاء التي دفعت ثمنا باهظا لهذه الحرب العبثية .