الأنباط -
الأنباط – ليث حبش
في قلب العاصمة الأردنية النابضة بالحياة، تتشابك التحديات اليومية مع رغبة السكان في تحسين جودة الحياة. يأتي مشروع الباص السريع كحلٍّ رائدٍ يغير معادلة التنقل في عمّان. إنه ليس مجرد وسيلة نقل عامة جديدة، بل رؤية متقدمة لمستقبل أكثر حداثة واستدامة. في كل محطة يمر بها الباص السريع، تنبض عمّان بروح متجددة تجمع بين السرعة والكفاءة وتقليل الازدحام المروري. هذا المشروع الطموح يعد قفزة نوعية نحو بيئة حضرية تسهل الوصول، وتحفز التنمية، وتحسن تجربة الحياة اليومية لملايين المواطنين.
في مقابلة أجرتها "الأنباط" مع أحد سائقي باصات النقل السريع، عودة الخوالدة، عبّر عن تجربته الناجحة في قيادة الباص وكيف أثرت بشكل إيجابي على حياته العملية. أشار الخوالدة إلى أنه من محبي العمل الذي يُتيح له التفاعل اليومي مع الناس، مما يجعله يشعر بالسعادة والفخر بمهنته. كما أوضح أن الباص السريع سهل التنقل على المواطنين بشكل كبير، حيث وفر عليهم الوقت والتكاليف المرتفعة للتنقل، ما أدى إلى تحسين جودة حياتهم اليومية وتخفيف الضغط المروري عن شوارع عمّان.
نظام الباص السريع في عمّان، الذي بدأ تشغيله في عام 2021، شهد إقبالاً متزايدًا مع تجاوز عدد الركاب 20 مليون راكب بحلول عام 2023.
داخل المدينة، يتم تشغيل حوالي 100 حافلة يوميًا، بالإضافة إلى 48 حافلة تعمل على خط عمّان - الزرقاء. منذ بداية تشغيل النظام، تم تسجيل نحو 7.9 مليون راكب يوميًا في عمّان فقط، مما يعكس الاعتماد المتزايد على هذا الحل الحديث والفعال في التنقل العام.
يهدف المشروع إلى زيادة نسبة استخدام وسائل النقل العامة إلى 40% بحلول عام 2025، بالمقارنة مع نسبة 14% الحالية. وبالإضافة إلى ذلك، يُتوقع أن يخدم النظام حوالي 91,184 راكبًا يوميًا بحلول عام 2028 عبر ثلاثة مسارات جديدة، في إطار خطط توسيع الشبكة. كما يساهم المشروع في تقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 48,000 طن سنويًا.
في استطلاع رأي أجرته "الأنباط" مع المواطنين المستخدمين للباص السريع، عبّر العديد منهم عن رضاهم عن الخدمة، مشيرين إلى أنها سهلت عليهم الكثير من الأمور ووفرت عليهم الوقت. وقد أثنى المستخدمون على نظافة الحافلات ووجود مكيفات هواء، مما يجعل الرحلة أكثر راحة. ومع ذلك، طالب المواطنون بتمديد ساعات عمل الباص لتمكينهم من الاستفادة القصوى من هذه الخدمة، مما يعكس حاجة المجتمع إلى تحسينات إضافية تواكب الطلب المتزايد على وسائل النقل العامة.
مشروع الباص السريع يتجاوز كونه حلاً لمشكلة الازدحام المروري؛ إنه نموذج للتطور والتقدم الحضري الذي يسعى لتحسين حياة الناس بطرق مستدامة وعصرية. مع مرور الوقت، سيصبح جزءًا لا يتجزأ من المشهد اليومي في عمّان، حيث يوفر وسيلة نقل موثوقة وسريعة تسهم في تخفيف الضغوط اليومية وتوسيع آفاق التنقل في المدينة. إنه بداية لعصر جديد من التواصل الحضري، يلبي احتياجات الحاضر ويعد لبناء مستقبل أكثر ازدهارًا وسلاسة.