الأنباط -
محمد علي الزعبي
للأسف يعيش البعض في حالة من الكراهية والحقد والتجاوزات والتناقضات، ومحاولة فرض العضلات والاستقواء، واستغلال كل الطرق لإظهار المكون الحزبي والطفوا على السطح، ومحاولة التضليل والتشوية وخلق حالة من التشتيت الذهني لمكونات الشعب الأردني، واستغلال الظروف التي تحيط بنا والركوب على موجاتها، وإيجاد حالة الفزع والترهيب وتركيب الفزاعات التي يلوح بها الكثيرون من قادة بعض الأحزاب والكثير منها التي ظهرت في تصريحاتهم، والتي اسدلت الستار عن الغوغائية والهمجية في تلك التصريحات بطريقة التلميح والتصريح والتشتيت للمستمع والمشاهد، وزعزعة النسيج الوطني والترابط المجتمعي حيال القضايا العربية، وما يدور في فلكها من تناحرات وصراعات وحروب، الساعية من خلال ما تنشره إلى الهيمنة والنفوذ الحزبي، ولتحقيق المبتغى والأهداف لتلك الأحزاب لا بد من حمام دم في المنطقة والإقليم، ونقل الصراعات إلى الساحة الأردنية، وإدخالها في حالة من عدم الاستقرار لتحقيق غايات ومتطلبات دول إقليمية، تحت مسمى الدين والعقيدة، والإنصياع للعمائم والفكر الضلالي.
لنعود إلى محور حديثنا حول تصريحات تنظيم الإخوان المسلمين حول البيان المسحوب بحادثة البحر الميت، فالإشارات واضحة ومبطنة في المباركة بهذه الحادثة إن كانت بصفة شخصية من بعض أعضاء الحزب أو من التنظيم، التي خلقت أجواء ضبابية حول فكر تنظيم الإخوان المسلمين الجديد، بمحاولاتهم فرض القوة والظهور وإظهار وجوده على الساحة الأردنية، حتى لو أدى ذلك إلى فتح جبهات سياسية واقتصادية على الأردن وشعبه، في معترك الظروف الاستثنائية التي تواجه المنطقة، بالرغم من احتضان الدولة للتنظيم بما يزيد عن ستين عام، لم يجد التنظيم فيها أي مضايقات أو تهميش من مؤسسات الدولة المختلفة، لكن نجد بأن التنظيم خرج عن مكونات الدولة فيما يدلي به من تصريحات، والخروج عن رؤى ورسالة الدولة بما يدور من أحداث في المنطقة والية التعامل معها بعقلانية وتروي، وهذه التصرفات لم نعهدها من التنظيم سابقاً.
يقول الشيخ الألباني (ابتلينا وابتليتم بهم.. ممن يُسمون بالإخوان المسلمين بأنهم لا يفهمون من إسلامهم إلا أيضا مظاهر وهتافات لا غذاء فيها)، أهداف الإخوان المسلمين لم تتغير ولم تتبدل منذ نشأتها وتأسيسها فالمبدأ واحد، والتوجه واحد لا يمكن الخروج عنه، أوعن سلوكيات شخوصه التي تنادى بالحكم الإسلامي في الدول العربية أو الإسلامية، والسيطرة على مكونات المجتمعات بشتى الطرق والأساليب، بالطرق التي يجدون بها منفذ لتطلعاتهم وآرائهم التي تحقق أهدافهم (وهنا لا أكفر من ينتمون لهذا التنظيم أو لغيره)، ولكن اثحدث على فكرهم ومبادئهم التي لن يتغاضوا عنها، في التعاطي مع المستجدات على الساحة الأردنية والإقليمية، بما يتواءم مع مبادئ التنظيم، ولو تحمل الأردن أعباء تلك الأفكار والتصرفات، أو إيجاد ترنح في النسيج الوطني كمنفذ لرؤيتهم ورسالتهم.
دعوت أمين حزب جبهة العمل الإسلامي المهندس وائل السقا على قناة المملكة، إلى تمتين الجبهة الداخلية من خلال تفعيل التجنيد الإجباري والجيش الشعبي وتدريبهم خلف صفوف القوات المسلحة الجيش العربي ليكون الشعب جاهزا مع الجيش لمقاومة أي شيء قادم، هي بمثابة تفعيل للشُعب العسكرية في التنظيم وإعادة النظر من قبل التنظيم وجبهة العمل الى استحداث شعب عسكرية وتفعيلها، ضمن أطر قانونية وتدريب وتأهيل بعض كوادر التنظيم من خلال ما يسعون إليه من التجنيد الاجباري وبطرق مستحدثة والزج بتلك التصريحات والمطالبات على أُسس أمنية داعمة للقوات المسلحة، اعتقد بأن تنظيم الإخوان المسلمين يسعى من تلك النظرة إلى بناء قواعد عسكرية وشعب مؤهلة عسكرياً، لغايات تحقيق أهداف الحزب والتنظيم بتكاملية التنظيم، وهي من ضمن وخطط واستراتيجيات ومكونات التنظيم الأساسية وأهدافه، والجناح العسكري للإخوان المسلمين في كل الدول قائم على إعداد نخبة منتقاة من أعضاء التنظيم للقيام بمهمات خاصة ، والتدريب على العمليات العسكرية .
علينا في هذه المرحلة أن نعود إلى رشدنا وأولويتنا، وأن نحافظ على استقرار الأردن سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، ونتكاتف جميعاً تحت الراية الهاشمية، وأن لا نضع العصى في الدواليب ومحاولة تهميش الدولة بما تسعى إليه اتجاه إخوتنا في فلسطين وتحقيق العدالة التي تخدم الشعب الفلسطيني، ومحاولات النيل من النسيج الوطني وضعضعته، والتمسك بالثوابت الوطنية والسياقات السياسية التي تُرسي قواعد العمل في إلية التعامل مع الأحداث في المنطقة، وعدم الانجراف إلى المجهول فيما يتبناه البعض من سياسات وتخطيط ونظرة أحادية الجانب.