يعرف التهاب البنكرياس الحاد بأنه مرض التهابي طويل الأمد يستمر فيه المرض ولا يشفى، ويحمل معدلات وفيات وإعاقة عالية للغاية.
وحتى بالنسبة لأولئك الذين يتمكنون من التعافي، غالبا ما تتبعهم مضاعفات مزمنة، ما يؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم.
وحتى الآن، ما تزال العديد من الأسئلة المتعلقة بالعلاج الأمثل لالتهاب البنكرياس الحاد دون إجابة. والأهم من ذلك، هناك حاجة إلى عوامل دوائية يمكنها تثبيط إصابة الأعضاء المبكرة في البنكرياس.
وخلال دراسة جديدة أجراها باحثون صينيون، قام الفريق بقيادة الدكتورة تشوانوين فان، من قسم جراحة الجهاز الهضمي بمستشفى غرب الصين الرابع، التابع لجامعة سيتشوان، وقسم العلوم الطبية الحيوية والسريرية، بجامعة لينكوبينغ، بدمج علم الأوبئة الجينية البشرية ونماذج الحيوانات لاكتشاف وتأكيد دور فيتامين بي 12 في الوقاية من التهاب البنكرياس الحاد وتخفيفه.
وأوضحت الدكتورة فان أن الفريق أجرى أولا تحليلات تلوية (إحصائية) لدراسات ارتباط الجينوم (GWAS) باستخدام أكبر مجموعات البيانات الجينية المتاحة لالتهاب البنكرياس. ثم فحصوا العلاقات بين مختلف العناصر الغذائية الأيضية أحادية الكربون وخطر التهاب البنكرياس.
وكشف التحليل أن مستويات فيتامين بي 12 المرتفعة في المصل كانت مرتبطة بقوة بانخفاض خطر الإصابة بأنواع مختلفة من التهاب البنكرياس.
وحاول الباحثون تحديد ما إذا كان فيتامين بي 12 يُظهر تأثيرات وقائية وعلاجية محتملة باستخدام نماذج تجريبية لالتهاب البنكرياس في الفئران التي فقدت جين CD320، والتي تفتقر إلى جين رئيسي مسؤول عن امتصاص فيتامين بي 12.
وتم استخدام نموذجين متميزين لالتهاب البنكرياس في الدراسة: أحدهما لمراقبة استجابات إصابة البنكرياس المبكرة، والآخر لتتبع التقدم المرضي لالتهاب البنكرياس الحاد.
وأظهرت النتائج أن فيتامين بي 12 يحمي الخلايا العنيبية (acinar cells وهو تجمّع من الخلايا يشبه العنبة) بشكل مباشر من التنخر (موت الخلايا الالتهابي) أثناء المراحل المبكرة من التهاب البنكرياس الحاد، ويقلل بعد ذلك من تسلل الخلايا الليمفاوية التائية.