الأنباط -
قاسم: نركز على برامج الوقاية بتشجيع أنماط الحياة الصحية
محمد: التربية تهتم بتثقيف الطلبة عن مضار التدخين
الأنباط - فرح موسى
يُعتبر التدخين من أبرز التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات في جميع أنحاء العالم، حيث يُسجل سنويًا ملايين الوفيات المرتبطة به. إذ أن التدخين لا يؤثر فقط على المدخنين أنفسهم، بل يمتد تأثيره السلبي ليشمل المحيطين بهم، مما يجعل التوعية حول مخاطر هذه العادة ضرورة ملحة. وتشير الدراسات إلى أن التدخين يُعد أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالسرطان، وخاصة سرطان الرئة، مما يسلط الضوء على أهمية الوقاية والتثقيف حول المخاطر المرتبطة به. ووجب علينا استعراض الآثار الصحية للتدخين، وتسليط الضوء على استراتيجيات الوقاية الفعّالة، وندعو إلى اتخاذ خطوات جادة نحو مجتمع خالٍ من التدخين، حيث يمكن للجميع الاستمتاع بحياة صحية مناسبة. السيدة إسلام قاسم، وهي مثقفة صحية لدى مؤسسة الحسين للسرطان، أكدت أن جهود المؤسسة متواصلة ومستمرة من أجل مكافحة التدخين. وقالت: "نعمل على توعية المجتمع بأضرار التدخين وارتباطه الوثيق بالإصابة بالأمراض الخطيرة، وعلى رأسها السرطان." وأضافت أن المؤسسة تعتمد على برامج شاملة؛ تستهدف كافة الفئات العمرية، بدءًا من الشباب والمراهقين الذين يعتبرون من أكثر الفئات عرضة لتجربة التدخين، وصولاً إلى البالغين المدخنين. وأضافت قاسم لـ"الأنباط": "من خلال حملاتنا التوعوية، نحرص على نشر المعلومات الصحيحة حول مخاطر التدخين التقليدي والسيجارة الإلكترونية، والتأثير المدمر للنيكوتين على الصحة الجسدية والعقلية. كما تسعى المؤسسة إلى تقديم خدمات الإقلاع عن التدخين من خلال الخط الساخن الخاص، حيث نعمل على دعم المدخنين الراغبين في الإقلاع عبر تقديم النصائح والإرشادات الطبية المعتمدة." وأشارت إلى أن المؤسسة تركز على تعزيز برامج الوقاية من خلال تشجيع أنماط الحياة الصحية، مثل ممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين، فضلاً عن دعم السياسات التي تمنع التدخين في الأماكن العامة، مما يساهم في حماية المجتمع من أخطار التدخين السلبي. وأكدت أن مؤسسة الحسين للسرطان تلعب دورًا رياديًا في الأردن في مكافحة التدخين، وتسعى دومًا لجعل مجتمعاتنا أكثر وعيًا وصحة. وقالت إن التدخين يُعد أحد أخطر العوامل المؤدية للإصابة بالسرطان، إذ يعتبر السبب الرئيسي للعديد من أنواع السرطان، مثل سرطان الرئة والفم والمثانة، بالإضافة إلى أمراض أخرى خطيرة كأمراض القلب والجهاز التنفسي. وأشارت إلى أن نسبة المدخنين في الأردن تبلغ حوالي 42% من السكان، وهي نسبة تتجاوز المعدلات العالمية بكثير، مما يعكس تحديًا كبيرًا يجب أن تتكاتف الجهود لمواجهته. وللمجتمع المدني في إربد، بما في ذلك المؤسسات الصحية والجمعيات المحلية، دور هام في التوعية من مخاطر التدخين وضرورة تبني أسلوب حياة صحي للوقاية من السرطان. إذ يجب على المؤسسات المعنية بمحاربة هذه الظاهرة تنظيم حملات توعوية مكثفة حول خطورة التدخين، ودعم المدخنين في الإقلاع عن هذه العادة الضارة من خلال تقديم الدعم والمشورة.
وقال السيد محمد الدريزي مسؤول التوعية البيئية في مديرية حماية البيئة لمحافظة اربد :
"إن التدخين ضار بصحتنا وملوث لعناصر البيئة الرئيسية من خلال الغازات المنبعثة من الدخان، والنفايات ما بعد الاستهلاك، مثل أعقاب السجائر التي تُرمى في قنوات المياه والسدود والشواطئ، مما يؤدي إلى تلوث المياه. إضافةً إلى تلوث وتدمير التربة بسبب زراعة التبغ. كما أن تصنيع التبغ والسجائر يستهلك المياه والطاقة وينتج عبوات بلاستيكية وورق لف." ولمكافحة ظاهرة التدخين،
ونوه الدريزي ان وزارة البيئة استجابة لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، لمواجهة خطر التدخين وتطبيق قانون الصحة العامة رقم (47) الذي يمنع التدخين في الأماكن العامة. كما نفذت وزارة البيئة، من خلال أقسام التوعية البيئية في المحافظات، عدة برامج بيئية توعوية ومبادرات بيئية بالتعاون والتشارك مع مؤسسة الحسين للسرطان ووزارة الصحة، منها مبادرة "بيئة صحية ضد السرطان" ومحاضرات توعوية في المدارس، بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية الحد من التلوث البيئي ومحاربة التدخين بكافة أنواعه للحد من تلوث الهواء وتقليل نسبة الإصابة بأمراض السرطان وترسيخ السلوكيات البيئية والصحية الإيجابية بين الأفراد والمؤسسات.
وأضاف"نحن أكدنا على استمرار الخطة الوطنية لمكافحة التبغ والتدخين للأعوام 2024 – 2030، إضافة إلى توجيهات جلالة الملك لمواجهة خطر التدخين وتفعيل القانون رقم (47) الذي يمنع التدخين في الأماكن العامة. وقد تم تفعيل قانون الصحة العامة في الأماكن العامة والمؤسسات الرسمية والدوائر الحكومية، وخاصة في المدارس والمستشفيات، بهدف توفير بيئة صحية خالية من التدخين. كما هو حق لكل مواطن أن يتنفس هواءً نقيًا خاليًا من السموم." وأشارت إلى أن وزارة الصحة افتتحت 28 مركزًا في المملكة للإقلاع عن التدخين. وفي السياق ذاته، نفذت مديرية حماية البيئة لمحافظة إربد عدة أنشطة وبرامج بيئية من خلال قسم التوعية البيئية، استجابة للرؤى الملكية وتنفيذًا للخطة الوطنية للتوعية البيئية ورؤية وزارة البيئة.
وأفاد مرشد مدرسة السمط الأساسية، محمد عيد محمد، بأن قسم الإرشاد في وزارة التربية والتعليم يهتم بالتوعية ونشر التثقيف بين الطلبة، ويحرص على الوقاية قبل العلاج. وذكر أنه قد تواصل مع نقابة الصيادلة وبالتعاون مع وزارة التربية، وتم إعطاء محاضرة تثقيفية في مدرسة السمط الأساسية يوم الأربعاء 9/10. وقام عدد من أعضاء النقابة بذكر مضار التدخين وتطبيق أنشطة عملية للتوضيح أمام الطلبة كيف يعمل التدخين على التأثير على الرئتين والجسم للشخص المدخن، والتحدث عن التدخين السلبي الذي يؤثر على الأشخاص المحيطين بالمدخن.