الأنباط -
حسني: التجربة الحزبية الانتخابية تتطلب إندماج بعض الأحزاب أو حلها مبكرا
الأنباط – الاف تيسير
يشهد الأردن حاليا مرحلة مهمة وجديدة في جانب تطوير المنظومة السياسية والحزبية، إذ اتسمت الانتخابات البرلمانية لهذا العام بصبغة نيابية زادت من مستوى التعددية السياسية ف (الاسلامية، العشائرية، واليمينية ) خلافا لـ المجالس السابقة .
ومن أبرز أشكال التطور الذي شهدته المرحلة الجديدة عملية اندماج الاحزاب التي تدل على تطور في بنية المنظومة السياسية الأردنية، وإستجابة للقوانين الانتخابية الجديدة التي تهدف إلى تعزيز الحياة الحزبية وتشكيل كتل سياسية قادرة على التأثير في المشهد البرلماني بشكل أكثر فعالية.
في السياق، رأى الخبير في الشؤون البرلمانية الصحفي وليد حسني، أن المبدأ يصبح جيدا ومقبولا إن كانت الأحزاب المندمجة أصلا تتمتع بقوة مقبولة وبأهداف مشتركة، لافتا الى أننا في الأردن لا تبدو غالبية أحزابنا مختلفة فهي جميعها من صنف واحد باستثناء الاسلاميين واليساريين، والاحزاب بمجملها اليوم تصف نفسها بانها وسطية، وحين مراجعة أدبياتها في أنظمتها الداخلية يتبين أنها تخرج من مصدر واحد او من مصادر متوافقة ما يجعل اندماجها أكثر فائدة شريطة تخلي قياداتها عن الزعاماتية.
وأضاف في حديثه لـ"الأنباط"، اننا مررنا في مرحلة سابقة بتجربة اندماج الاحزاب الوسطية في عام 1997 حين تم اندماج تسعة احزاب وسطية ، وكانت حينها ضعيفة ومنهكة، مشيرا الى أن حزب واحد تحت إسم (الحزب الوطني الدستوري) رافقت تأسيسه دعاية اعلامية واسعة النطاق وغير مسبوقة.
وتابع، في حينها كان الحزب الوحيد الذي سيواجه حزب جبهة العمل الاسلامي وسيحل محله، إلاّ أنه ما لبث بالتلاشي حتى اختفى ولم يبقى منه غير الاسم بالرغم من ان شخصا واحدا بقي متمسكا به هو د.أحمد الشناق، ولكنه الان يختلف عن سابقه تماما .
وأوضح حسني، ان التجربة الحزبية في الانتخابات النيابية الأخيرة أثبتت ضعف العديد من الأحزاب ما يوجب إما اندماجها مع أحزاب أخرى، وإما حل نفسها مبكرا.
ويشير مهتمون ومراقبون الى أن الأردن تبنى نظاماً انتخابياً يعتمد على القوائم النسبية منذ تعديلاته الأخيرة، موضحين أن هذا النظام مل على تشجيع الأحزاب السياسية على التحالف والاندماج لتشكيل قوائم انتخابية قوية تمكنها من المنافسة على مقاعد البرلمان.
ويرون أن هذا يعتبر جزء من الإصلاحات التي تهدف إلى تقوية الدور الحزبي داخل البرلمان الأردني، والحد من تأثير الأفراد والمستقلين الذين كانوا يسيطرون على الساحة السياسية لفترات طويلة.
بـ المقابل، يرى الباحث في علم الاجتماع السياسي فارس شديفات ان تعزيز الاستقرار السياسي عندما تتحد الأحزاب، قد يزيد من قوتها ويوحد صفوفها، ما يمكن أن يساهم في تعزيز الاستقرار السياسي في البلاد، ويؤدي اندماج الأحزاب إلى توزيع السلطة والنفوذ بشكل أكثر توازناً وعدل، ما يحد من التفرد والاحتكار في الساحة السياسية لمجموعة حاكمة محددة .
وأكد في حديثه مع "الأنباط"، ضرورة اندماج الأحزاب في الساحة السياسية والاجتماعية في الأردن ، لما في ذلك من أثر إيجابي على البلاد ، لافتا الى أن اندماجها يؤدي إلى صناعة تكتلات سياسية أكبر وأكثر تأثيرًا في الساحة السياسية، ما ينتج عنها التمتع بقوة سياسية أكبر ، وتأثير أعمق .
ويؤكد خبراء، أن بعض الأحزاب تواجه صعوبات في الوصول إلى اتفاقات حول البرامج المشتركة بسبب التباين في المواقف السياسية والاقتصادية، اضافة الى التنافس الشخصي ، إذ ان بعض الشخصيات الحزبية البارزة تجد صعوبة في التخلي عن دورها القيادي، الامر الذي يصعّب عملية الاندماج، فضلا عن أن التأثيرات العشائرية والإنتماء القبائلي والمناطقي يعد عاملاً مؤثراً يمكن أن ويؤدي الى منع الوصول الى الاندماج بسبب الولاءات المحلية.
ويشددون في الوقت نفسه على ضرورة تفعيل عمليات الاندماج الحزبي نظرا لما لها من انعكاسات تعود بالنفع على القرارات السياسية والتشريعية، وبالتالي النفع على المواطن وتقوية النظام الحزبي وتحسين تمثيل الأحزاب داخل البرلمان.