الأنباط -
د.أيوب أبودية
توجد العديد من البرامج والمبادرات التي تم تنفيذها في مختلف الدول الفقيرة والنامية للحد من الهجرة من الريف إلى المدينة، وتعتبر هذه الأمثلة التي سوف نقدمها في هذه المقالة دليلًا ارشاديا لكيفية تطبيق الاستراتيجيات الوطنية في هذا المجال.
برنامج "مليون قرية" في الصين يهدف إلى تطوير البنية التحتية في القرى الصينية وتحسين جودة الحياة فيها من خلال بناء الطرق، وتوفير الكهرباء والمياه النظيفة، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية. وقد قدمت الحكومة قروض ميسرة للشروع في فتح مشاريع انتاجية وخدمية، وبذلك ساهم البرنامج في الحد من الهجرة الريفية من خلال تحسين الظروف المعيشية في القرى وتوفير فرص اقتصادية جديدة.
وهناك برنامج "ريف الحياة" في البرازيل الذي يركز على تعزيز الزراعة المستدامة ودعم المزارعين الصغار من خلال توفير التدريب والمعدات الحديثة، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية الريفية. وقد ساهم البرنامج في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين دخل المزارعين، مما قلل من الحاجة للهجرة إلى المدن.
وبرنامج "القرى الذكية" في الهند الذي يهدف إلى تحويل القرى إلى "قرى ذكية" من خلال تقديم خدمات تعليمية وصحية متقدمة، وتحسين البنية التحتية الرقمية، ودعم المشروعات الصغيرة والعمل عن بعد. وقد أدى البرنامج إلى تحسين نوعية الحياة في القرى وتوفير فرص عمل جديدة، مما ساهم في تقليل الهجرة إلى المدن.
انطلق في المغرب العربي برنامج "منطقة الجذب السياحي الريفي" الذي يهدف إلى تطوير السياحة الريفية كمصدر دخل بديل من خلال تحسين البنية التحتية السياحية ودعم المشاريع الصغيرة المتعلقة بالسياحة. وقد ساهم البرنامج في خلق فرص عمل جديدة وزيادة الدخل في المناطق الريفية، مما قلل من الهجرة إلى المدن.
وهناك برنامج "التحول الزراعي" في إثيوبيا الذي يركز على تحديث القطاع الزراعي من خلال تقديم التدريب والتكنولوجيا الحديثة للمزارعين، وتطوير شبكات الري، وتحسين الأسواق الزراعية. وكانت النتائج أن ساهم البرنامج في زيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين دخل المزارعين، مما أدى إلى تقليل الهجرة الريفية.
خلاصة القول إن الأردن بحاجة لوضع استراتيجية طويلة الأمد لتحسين أحوال الريف عبر تطوير البنية التحتية وتوطين التكنولوجيا النظيفة وتحسين الخدمات التعليمية والصحية، وخلق فرص عمل زراعية وبيئية خضراء وصناعية وسياحية وخدمية والتي من شأنها تثبيت ابن الريف والبادية في أرضه.