الأنباط -
مهند أبو فلاح
شكلت مشاريع الإدارات الأمريكية المتعاقبة على الدوام منذ أواسط القرن العشرين مقدمات لتفجير الفتنة و إشعال الأوضاع الداخلية في الاردن على غرار ما حدث في أعقاب مشروع الرئيس الأمريكي الأسبق دوايت أيزنهاور لمكافحة المد الشيوعي في خمسينيات القرن الماضي و ما تبعها من فرض الأحكام العرفية و حل الأحزاب السياسية في العام 1957 .
لم يقتصر الخلاف السياسي و النزاعات الداخلية على ما حدث في ربيع العام 1957 بل تعدى ذلك إلى مبادرة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق وليام روجرز لوقف إطلاق النار و تسوية قضية الشرق الأوسط في العام 1970 و ما تبعها من أحداث أمنية خطيرة مؤسفة كان الاردن مسرحا رئيسا لها في ذلك الحين اي في خريف ذلك العام .
اليوم ينظر الجميع بحذر شديد و توجس إلى مبادرة صفقة القرن التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتسوية أو بالأحرى تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن عبر تهجير مواطني الضفة الغربية و اقتلاعهم من أرضهم و هو امر تصاعدت الخشية منه مع إطلاق حكام تل أبيب حملة عسكرية عدوانية واسعة النطاق ضد مناطق واسعة في شمالي الضفة الغربية مؤخرا بالتزامن مع اشتداد حملات الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة المرتقبة في شهر تشرين ثاني / نوفمبر القادم .
احتمال عودة الرئيس الأمريكي السابق مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض يقض مضاجع كثيرين هنا لما يعنيه ذلك من خطر وجودي يهدد أمن الاردن استقراره على ضوء المعطيات و المؤشرات التي تؤكد أن اليمين المتطرف في الكيان الصهيوني يراهن على هذا الأمر لإكمال مخطط يهودية الدولة من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط و ما يستلزمه هذا الهدف الاستراتيجي المعلن لزعماء الدويلة العبرية المسخ و على ضوء تصريحات أطلقها ترامب نفسه أعلن من خلالها أنه يرى أن مساحة " إسرائيل" صغيرة على الخارطة مما يتطلب توسيعها !!!!!
توسيع الكيان الغاصب لفلسطين السليبة يعني بشكل ما أو بآخر مزيدا من القضم للارض العربية لمصلحة المشروع التوسعي الصهيوني الذي لا يخفي اطماعه في الاستيلاء على مزيد من الأراضي حتى في أعقاب عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي و ما تلاها من عملية تدمير منهجي منظم لكافة مناحي الحياة البشرية في قطاع غزة الباسل و هذا ما يستوجب إعداد العدة لمواجهة أطماع حكام تل أبيب و رعاتهم و داعميهم في واشنطن عبر تمتين جبهتنا الداخلية و استنفار الطاقات الكامنة لدى الجماهير العربية لإجهاض هذه المخططات الخبيثة و صياغة مشروع قومي نهضوي يوحد الموقف الرسمي العربي في عملية التصدي لأخطر تحديات القرن الحادي والعشرين حتى اللحظة الراهنة على قطرنا العربي الاصيل حامل لواء رسالة الثورة العربية الكبرى .