الأنباط – عمر الخطيب
شهد عالم الاتصالات المتنقلة تطورات ملحوظة على مدى العقود القليلة الماضية، ومع تقدمنا خلال القرن الواحد والعشرين، تقف تقنيتان في طليعة شبكاتنا الخلوية 4G و 5G، لا تمثل أجيال الشبكات هذه تحسينات تدريجية فحسب، بل تمثل قفزات كبيرة في كيفية اتصالنا وتواصلنا وتفاعلنا مع العالم الرقمي.
عضو هيئة تدريس في كلية الهندسة التكنولوجيه في جامعة البلقاء التطبيقية المتخصص في الإتصالات الاسلكية الدكتور مهدي نصيرات قال : ظهرت شبكة 4G، وهي اختصار للجيل الرابع في أواخر عام 2000 وكانت المعيار للإنترنت عبر الهاتف المحمول عالي السرعة لأكثر من عقد من الزمان، جلبت معها القدرة على بث فيديو عالي الجودة، والمشاركة في مكالمات الفيديو، والوصول إلى مجموعة واسعة من الخدمات عبر الإنترنت بسهولة مضيفا أن 4G حولت الهواتف الذكية إلى أجهزة قوية ومتصلة دائما أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
وأشار الى أن تقنية ال 5G الجيل الخامس من تكنولوجيا الشبكات الخلوية، وأنها أحدث تطور في هذه الرحلة وهي سرعات واعدة تصل إلى 100 مرة أسرع من 4G، وأن زمن الانتقال منخفض للغاية والقدرة على توصيل عدد كبير من الأجهزة في وقت واحد، تم تصميم ال 5G لإحداث ثورة ليس فقط في الاتصالات الشخصية، ولكن في الصناعات بأكملها، من المركبات المستقلة ذاتية الحركة (autonomous cars) إلى المدن الذكية، بالإضافة الى والزراعة الذكية وإنترنت الأشياء والواقع المعزز والافتراضي والمركبات المستقلة والأتمتة الصناعية والتطبيب عن بعد وكما هو واضح فان التطبيقات المحتملة ل 5G واسعة ومتنوعة .
وأكد أن الانتقال من 4G إلى 5G ليس مفتاحا بسيطا، كل تقنية لها نقاط القوة والضعف الخاصة بها وحالات الاستخدام المثالية، يمكن أن يساعد فهم هذه الأمور الأفراد والشركات على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التكنولوجيا التي تناسب احتياجاتهم بشكل أفضل، مشيرا الى أن 4G توفر نطاق واسعواتصالا موثوقا به، مع سرعات كافية لمعظم التطبيقات المستخدمة لهذه التكنولوجية وأنه ميسور التكلفة ويستهلك طاقة أقل من 5G فإنه يتمتع بسرعات بيانات أقل وزمن انتقال أعلى مقارنة ب 5G، مع سعة محدودة في المناطق المزدحمة مبينا أن 4G تتفوق في الإنترنت المحمول عريض النطاق، وتدفق الفيديو، والألعاب عبر الإنترنت ، والصوت عبر LTE (VoLTE)، كما أنه يدعم تطبيقات إنترنت الأشياء الأساسية.
وبين أن 5G توفر سرعات بيانات أسرع بكثير وزمن انتقال منخفض للغاية وسعة شبكة متزايدة، وهو يدعم عددا هائلا من الأجهزة المتصلة ويوفر إمكانات تشريح الشبكة، ومع ذلك فإن 5G لديها حاليا تغطية في كثير من دول العالم الأقل تقنية وتطورا وخاصة في المناطق الريفية، وتتطلب أجهزة أكثر تكلفة وتحتاج الى بناء واستثمار واسع في البنية التحتية، مضيفا أن 5G تتيح نطاق العريض المتنقل المحسن، والاتصالات فائقة الموثوقية بزمن انتقال منخفض، والاتصالات الضخمة من نوع الآلة، وأنه أمر بالغ الأهمية لتطوير المدن الذكية وإنترنت الأشياء والواقع المعزز والافتراضي والمركبات المستقلة والأتمتة الصناعية
الجدير ذكره هنا ؛ أننا نقف على أعتاب التوسع في استخدام 5G على نطاق واسع ، فمن الواضح أن كلا من 4G و 5G سيتعايشان في المستقبل المنظور، تستمر 4G في العمل كـ عمود فقري موثوق به لاتصالاتنا المتنقلة ، بينما تفتح 5G إمكانيات جديدة وتدفع حدود ما هو ممكن في عالمنا المتصل، و يعتمد الاختيار بين 4G و 5G في النهاية على حالات الاستخدام المحددة والتوافر والاحتياجات الفردية أو التنظيمية مع استمرار البنية التحتية ل 5G في التوسع عالميا.