بلدية السلط الكبرى تهنئ بعيد العمال المستقبل يبدأ الآن .. Visa تدشن عصراً جديداً للتجارة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي المستقبل يبدأ الآن .. Visa تدشن عصراً جديداً للتجارة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي *ابو علي يشكر المكلفين على تقديم اقرارات الدخل في موعدها القانوني.* " مواجهة الصهيونية و إعادة صياغة الهوية الوطنية السورية الجامعة " من الجامعة إلى ميادين العمل: التعليم التطبيقي دعامة للتنمية ‏الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة تهنئ العمال بعيدهم الانباط تهنئ بيوم العمال افتتاح "اللوحة المكسيكية الصغيرة" في مركز زها احتفالاً بيوم الطفل جامعة العلوم الإسلاميّة تكرّم الزميل رمضان الرواشدة عيد العمال فاصلة تاريخية ؛ بنك الإسكان يفتتح فرع النافورة مول في العقبة الأولى من نوعها.. دراسة تكشف العلاقة بين القهوة والإصابة بالوهن ما الذي تفعله الأطعمة فائقة المعالجة بجسمك؟.. تأثيرات صادمة الإيموجي تكشف تفاصيل نفسية عن المُرسل أغرب وظيفة في العالم.. مطلوب متدرب لشم أنفاس الكلاب! ارتفاع مؤشر داو جونز الأميركي الأمم المتحدة: 92% من الرضّع في غزة لا يحصلون على غذائهم الأساسي نظام غذائي يساعد على النوم الهادئ كالأطفال المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل

قصور للموتى ...

قصور للموتى
الأنباط -
هناك نشوة انتصار نعيشها في مواقع التواصل الإجتماعي ولكنها نشوة من حبة مخدرة تضر الجسد والفكر ولا تصنع شيئا على الأرض .

 هناك عناصر تساهم في بناء الأمة أهمها حسب ما أرى هو بناء الإنسان المنضبط المنفعل بتاريخه وحضارته وماضيه، والمنطلق منه لبناء واقع آخر مختلف .

 يصبح للعلم والتعلم والمعرفة والتاريخ والمجتمع والدين فيه مكان، عندها من الممكن أن تصنع هذه الأحداث حضارة ومكان تزهر فيه الشفافية والعدالة ، وبعدها من الممكن أن نتكلم عن الممكن وغير الممكن .

وهل قامت ممالك وأندثرت ممالك وقامت أمم وأندثرت أمم إلا بإنفعال من فعل وتأثر بحدث ، ولكن هناك فرق بين الحدث الناتج عن حدث وبين تلك النبوءات التي أصبحت تملأ هذا الفراغ بالفراغ ، الذي لا طائل خلفه تارة بنبوءة عن فئة معينة أو سنة معينة وتارة ، بأحداث تم إفراغها من محتواها ومعناها ، وهل تحدث النبوءة والحلم إلا بجرار السمن والعقول الفارغة .


غريب أمر الإنسان كيف ينسى سريعا ما حدث وما سطره التاريخ من أحداث ، وكيف قامت دول ونامت دول، وكيف ينسى القوي ما حدث وينسى الضعيف ما حدث أيضا ، ونعلق في أحداث وكأنها مجردة من الماضي وغير متصلة بالمستقبل بل هي حاضر فقط ، وهل كانت البشرية في يوم حاضراً فقط ، إليس كل حدث هو أبن ماضيه ورهن بمستقبله ، وما تزرعه اليوم من أحداث تحصده غدا مضاعفا مهما كانت طبيعته .

لن  يتغير واقع إلا إذا تغير واقع، ولا تَبني الأحلام ولا النبوءات إلا قصورا في الفراغ وبطولات في الخيال ، القوم يعلمون ويعملون ويدرسون ويجدون ويسهرون ليصبح الحلم التافه الخاص بهم وان كان مجرد جنون قتل حقيقة ، ويسعون بكل قوة لضرب كل صحوة أو فكرة أو نهضة أو وحدة ، هم يغيرون على الواقع ، ويطلبون منّا فقط أن نحلم بالتغيير .

 هل يحدث التغيير إلا إذا حدث التغيير في الواقع وتغير التصرف والفعل والإنفعال لتلك الأفعال التي نراها يوميا ، وهل تحدث المهرجانات والإضرابات والمظاهرات أثر في عدو كما يحدث فأس أو رصاصة أو سلاح .

وقف هتلر على أبواب موسكو وظن أن النصر قاب قوسين أو أدنى،  وأن الامبراطورية القيصريه الروسية ستخضع له ، وكيف لا وقد دانت له دول عظمى ومعظم أوروبا تحت قبضته ، وهو يزهو بنفسه وجيشه واسلحته وجنرالاته وعرقه الآري العظيم بحسب ظنه .

وكان ستالين في المقابل يحول الحجر والبشر والالة ومصانع الغذاء والزراعة وكل ما وقع تحت يده إلى مصانع سلاح،  ومدته أوروبا العدو السابق وأمريكا بكل ما يريد ، فأصبحت دولة تصنع ألاف الدبابات والمدافع والأسلحة المتنوعة .

ما فعله هتلر أنه أخرج ليس عملاقا واحدا ،  بل في حقيقة الأمر عمالقة من قمقمها ، وتقدمت آلة الحرب والأسلحة الفتاكة قرونا من الزمان في فترة محدودة،  وأصبحت آلة القتل تحصد ألافا بدل عشرات أو مئات ، أم هل من الصواب أن نقول ان فرنسا وبريطانيا هما من ايقظا العملاق الألماني في الأساس عندما فرضا عليه اتفاقية الذل الأولى. 

وهل هناك فرق عند هذه الملايين التي ماتت تحت وطئة الحرب والحصار والانسحاب والهجوم والقصف والتجويع،  لا بل ليست ملايين بل عشرات الملايين،  خمسون ألفا في هذا الهجوم وثلاثون ألفا في ذلك الإنسحاب،  ومئات الألاف من المدنيين،  ومئات الألاف في حصار ليننغراد،  ثم مئات أخرى في حصار برلين. 

هل هناك فرق فيمن ايقظ جنون القتل ، أو فيمن دفع الإنسان إلى حدود الجنون،  وأصبح القتل لأجل القتل هو الهدف ، لقد خلق العالم الغربي عالما مجنونا ينزع للانتقام والابادة والقضاء على الآخر،  وبدل أن يوظف العقل لخدمة الإنسانية يوظف العقل للقضاء على الإنسان. 

إنه جنون جنون القتل .

أيها الإنسان  خفف الوطء كما يقول المعري .

خفف الوطء ما أظن أديم الأرض.. إلا من هذه الأجساد.

صاح هذه قبورنا تملأ الرحب.. فأين القبور من عهد عاد.

كل ماض في هذا الجنون البشري القاتل .

إبراهيم أبو حويله ...
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير