القيسي يلتقي وفداً من جمهورية رواندا في عمان وزير الصحة يلغي العمل بلائحة تعرفة الأجور الطبية لعام 2024 قافلة مساعدات أردنية جديدة إلى غزة تحمل طروداً غذائية ومستلزمات طبية ومحاليل غسيل كلى القوات المسلحة تنفذ 3 إنزالات جوية لمساعدات على جنوب غزة 39 بالمئة شباب و٢٥ بالمئة نساء الميثاق يُعلن قائمته الحزبية...أسماء منتدى التواصل الحكومي يستضيف مدير عام بنك تنمية المدن والقرى توقيع اتفاقية تعاون بين الشبكة العربية للإبداع والابتكار ومعهد سي انستيتيوت في المدينة المستدامة مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي قبيلة العدوان مجالس امناء الجامعات العامه والخاصه رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدين من أبناء بيت محسير والفلاحين بالرمثا السلم المجتمعي ... وزير الخارجية يجري اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيرلندي عيد ميلاد سعيد عمر الخطيب المعايطة: لن نتهاون في تطبيق القانون على من تسول له نفسه شراء ذمم الناخبين المشاركون في الموسم الثالث من حاضنة أورنج للذكاء الاصطناعي يتعرفون على المبادئ الأساسية لمنهجية الأجايل عموتة يتعاقد مع الجزيرة الإماراتي القبض على المطرب حسام حبيب لقيامه بالتعدي على شيرين عبدالوهاب السفير النسور يقدم أوراق اعتماده إلى رئيس جمهورية صربيا شركة ميناء حاويات العقبة توسع شراكتها مع تكية أم علي طبيبان اردنيان يودعان غزة: سنرجع قريبا .. فيديو
كتّاب الأنباط

السلم المجتمعي ...

{clean_title}
الأنباط -


التكاليف التي تفرضها علينا الحياة ستبقى كبيرة ، وأحيانا أكبر من القدرة على التحمل ولكن لا بد منها ومن تحملها  من اجل المصالح العليا. 

فالعلاقات الإجتماعية في مجملها قائمة على التغافل نعم التغافل ، من حاسب حوسب ، ومن شد شُد عليه ، ومن كان أهلا للسماح تم التسامح معه ، ونحن في التعامل مع الأخر نغرق في التفاصيل والحقوق وننسى العدالة في التعامل ، فما نقوم به نتسامح به انفسنا .

وما يقوم به الأخر يقع ضمن المرفوض مع أننا من الممكن جدا ان نقوم به بدون أدنى شعور بالحرج ، ولكن من باب هذا يحق له وهذا لا يحق له . 

قُل لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ یَغۡفِرُوا۟ لِلَّذِینَ لَا یَرۡجُونَ أَیَّامَ ٱللَّهِ لِیَجۡزِیَ قَوۡمَۢا بِمَا كانوا يكسبون.. 14 الجاثية 

وقفت مع هذه الآية وما تكلم به الشيخ الفاضل ابن عاشور بانها " نزلت في ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل مكة أصابهم أذى شديد من المشركين ، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمرهم الله بالتجاوز عن ذلك لمصلحة في استبقاء الهدوء بمكة ، والمتاركة بين المسلمين والمشركين ، ففي ذلك مصالح جمّة من شيوع القرآن بين أهل مكة وبين القبائل النازلين حولها ، فإن شيوعه لا يخلو من أن يأخذ بمجامع قلوبهم ، بالرغم على ما يبدونه من إِعراض واستكبار واستهزاء ، فتتهَيَّأ نفوسهم إلى الدخول في الدين عند زوال ممانعة سادتهم بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة... " أنتهى كلامه رحمه الله . 

المصالح المرسلة هي التي تحقق مصحلة عامة للمسلمين ولا تخالف صريح القرآن و لا السنة ولا تصطدم مع اعراف وعادات المجتمع ، ويبدو أن الفقه الإسلامي وكعادته متقدم بمراحل عن غيره ، ولكن هناك تجاهل كبير للأحكام العامة في الإسلام والتي كان لها دور كبير في تقدم المجتمعات التي تعاملت مع المجتمع المسلم .

نعم بدأ الغرب حديثا يعترف بذلك الكم الكبير لأثر الحضارة الإسلامية والفقه  الإسلامي وكتب الإجتماع والتاريخ والحضارة التي ساهمت بها الحضارة الإسلامية ، هذا الكتب والمساهمات لم تكن حصرا على المسلمين في هذه الحضارة ، بل كانت مساهمات حضارية شارك فيها المجتمع بكل أطيافه وأصوله ودياناته . 

وأؤكد هنا على هذا الكلام بأن المزيج الحضاري الإسلامي ، إستطاع خلق نماذج يساهم فيها العنصر الحضاري في هذا المجتمع مهما كانت خلفيته وديانته وأصله ، وهذا ما أثرى المنتج الحضاري المسلم ، وجعل هذه الحضارة قادرة على التأثير المباشر وغير المباشر في كل من حولها .

شمولية واستيعاب وتفعيل وأنسنة الحضارة وجعلها أخلاقية ومتقلبة للأخر ومُتقبلة من الأخر هو منتج إسلامي بامتياز ، والغرب لا يعرف الأنسنة ولا الأخلاق ولا حقوق الأخر ولا احترامه وإحترام  ديانته ومعتقداته .

 إذا السلم المجتمعي أو السلم المدني أو الأمان الذي يشعر به المخالف الذي لا تكون مخالفته سببا في تهديد السلم المجتمعي ، هو في الحقيقية جزء مهم من هذه الحضارة ، وهو سبب في تفعيل وإنتماء وتجانس وتقبل وتعايش عناصر المجتمع بعضها مع بعض . 

وهو البيئة المناسبة لإزدهار الأمة وتطورها ، هو تلك البيئة التي يشعر فيها الإنسان بهامش من التسامح والحرية و القدرة على المخالفة ، تلك المخالفة التي تترك هامش للإبداع والعمل والتطور ، ولكنها لا تؤثر على مقومات المجتمع وإستقراره ، نعم قد نتوه في تلك الحدود الفاصلة .

ولكن السلم  المجتمعي والأمور التي تؤثر عليها ، يجب أن تكون هي مكان إجتماع ، حتى يكون الإتفاق عليها هو الإساس في التعامل والقبول والمحاسبة . 

إبراهيم أبو حويله ...