عيد ميلاد سعيد نبال دويدري 2391 من حملة الشهادات الجامعية والدبلوم يلتحقون بالتدريب المهني بيت النابلسي في اربد.. معلم تاريخي يجمع بين أصالة المدينة وعراقتها بعد الفرحة الإنسانية..دقت ساعة العمل لتجسيد قرار الجنائية الدولية شراكة بين مجموعة عليان والمناصير للزيوت والمحروقات لتشغيل شواحن متطورة في محطات المناصير " رؤيا متكاملة الابعاد " انطلاق الملتقى الرابع للطلبة العرب الدارسين في الجامعات الأردنية نشاط تطوعي لنادي الأرينا وقسم البصريات بجامعة عمان الأهلية في روضة ومدارس اللاتين – الفحيص عمان الاهلية تشارك بفعاليات منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأرصاد: تقرير "WMO"حول مناخ عام 2024 صافرة إنذار للعالم وفيات السبت 23-11-2024 الأشغال: البدء بإعادة إنشاء طريق محي-الأبيض بالكرك وتحويل السير لطريق بديل سعر قياسي جديد .. ارتفاع الذهب في السوق المحلية 1.20 قرشاً أجواء مشمسة ولطيفة في اغلب المناطق اليوم وانخفاض ملموس الأحد والاثنين كيف يمكن لنتنياهو الالتفاف على قرار "الجنائية الدولية"؟ خبراء يجيبون ‏‏المدير الفني لنادي العقبة يستقيل من تدريب الفريق بنك المعرفة المصري ،، دعوة لإنشاء بنك معرفة أردني مماثل الإيسيسكو تدعو لحماية التراث اللبناني من التدمير جراء العدوان الإسرائيلي منتخب الكراتيه يتصدر مجموعته ببطولة العالم آلاف المستوطنين بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي

السلم المجتمعي ...

السلم المجتمعي
الأنباط -


التكاليف التي تفرضها علينا الحياة ستبقى كبيرة ، وأحيانا أكبر من القدرة على التحمل ولكن لا بد منها ومن تحملها  من اجل المصالح العليا. 

فالعلاقات الإجتماعية في مجملها قائمة على التغافل نعم التغافل ، من حاسب حوسب ، ومن شد شُد عليه ، ومن كان أهلا للسماح تم التسامح معه ، ونحن في التعامل مع الأخر نغرق في التفاصيل والحقوق وننسى العدالة في التعامل ، فما نقوم به نتسامح به انفسنا .

وما يقوم به الأخر يقع ضمن المرفوض مع أننا من الممكن جدا ان نقوم به بدون أدنى شعور بالحرج ، ولكن من باب هذا يحق له وهذا لا يحق له . 

قُل لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ یَغۡفِرُوا۟ لِلَّذِینَ لَا یَرۡجُونَ أَیَّامَ ٱللَّهِ لِیَجۡزِیَ قَوۡمَۢا بِمَا كانوا يكسبون.. 14 الجاثية 

وقفت مع هذه الآية وما تكلم به الشيخ الفاضل ابن عاشور بانها " نزلت في ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل مكة أصابهم أذى شديد من المشركين ، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمرهم الله بالتجاوز عن ذلك لمصلحة في استبقاء الهدوء بمكة ، والمتاركة بين المسلمين والمشركين ، ففي ذلك مصالح جمّة من شيوع القرآن بين أهل مكة وبين القبائل النازلين حولها ، فإن شيوعه لا يخلو من أن يأخذ بمجامع قلوبهم ، بالرغم على ما يبدونه من إِعراض واستكبار واستهزاء ، فتتهَيَّأ نفوسهم إلى الدخول في الدين عند زوال ممانعة سادتهم بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة... " أنتهى كلامه رحمه الله . 

المصالح المرسلة هي التي تحقق مصحلة عامة للمسلمين ولا تخالف صريح القرآن و لا السنة ولا تصطدم مع اعراف وعادات المجتمع ، ويبدو أن الفقه الإسلامي وكعادته متقدم بمراحل عن غيره ، ولكن هناك تجاهل كبير للأحكام العامة في الإسلام والتي كان لها دور كبير في تقدم المجتمعات التي تعاملت مع المجتمع المسلم .

نعم بدأ الغرب حديثا يعترف بذلك الكم الكبير لأثر الحضارة الإسلامية والفقه  الإسلامي وكتب الإجتماع والتاريخ والحضارة التي ساهمت بها الحضارة الإسلامية ، هذا الكتب والمساهمات لم تكن حصرا على المسلمين في هذه الحضارة ، بل كانت مساهمات حضارية شارك فيها المجتمع بكل أطيافه وأصوله ودياناته . 

وأؤكد هنا على هذا الكلام بأن المزيج الحضاري الإسلامي ، إستطاع خلق نماذج يساهم فيها العنصر الحضاري في هذا المجتمع مهما كانت خلفيته وديانته وأصله ، وهذا ما أثرى المنتج الحضاري المسلم ، وجعل هذه الحضارة قادرة على التأثير المباشر وغير المباشر في كل من حولها .

شمولية واستيعاب وتفعيل وأنسنة الحضارة وجعلها أخلاقية ومتقلبة للأخر ومُتقبلة من الأخر هو منتج إسلامي بامتياز ، والغرب لا يعرف الأنسنة ولا الأخلاق ولا حقوق الأخر ولا احترامه وإحترام  ديانته ومعتقداته .

 إذا السلم المجتمعي أو السلم المدني أو الأمان الذي يشعر به المخالف الذي لا تكون مخالفته سببا في تهديد السلم المجتمعي ، هو في الحقيقية جزء مهم من هذه الحضارة ، وهو سبب في تفعيل وإنتماء وتجانس وتقبل وتعايش عناصر المجتمع بعضها مع بعض . 

وهو البيئة المناسبة لإزدهار الأمة وتطورها ، هو تلك البيئة التي يشعر فيها الإنسان بهامش من التسامح والحرية و القدرة على المخالفة ، تلك المخالفة التي تترك هامش للإبداع والعمل والتطور ، ولكنها لا تؤثر على مقومات المجتمع وإستقراره ، نعم قد نتوه في تلك الحدود الفاصلة .

ولكن السلم  المجتمعي والأمور التي تؤثر عليها ، يجب أن تكون هي مكان إجتماع ، حتى يكون الإتفاق عليها هو الإساس في التعامل والقبول والمحاسبة . 

إبراهيم أبو حويله ...
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير