الأنباط -
يُطلق على هذه العملية "الإنفاق الحراري"، والذي ينعكس على التكلفة الأيضية، وقد أجاب الباحثون على هذا السؤال بأن الجري يستهلك طاقة أكبر من المشي لنفس المسافة المقطوعة.
الإجابة ليست مفاجئة، ولكن بعض جوانبها يحمل مفاجآت.
بحسب "ستادي فايندز"، عندما نركض، تكون المسافة التي يتحركها الجسم لأعلى ولأسفل أكبر مما يحدث عندما نمشي.
ولإنتاج هذه الحركة الرأسية، يتعين على عضلات الأطراف السفلية توليد المزيد من القوة، وهذا يستهلك المزيد من الطاقة.
لذلك عند الجري، يتم استخدام جزء من الطاقة المبذولة لتحريك أجسامنا إلى الأعلى بدلاً من الأمام. وبالتالي فإن الطاقة اللازمة لتغطية تلك الكيلومترات الـ 3 أعلى في الجري منها في المشي.
إنفاق الطاقة
ولا يقتصر هذا الاختلاف بين المشي والجري على ما يحدث أثناء النشاط نفسه. في الواقع، يتسبب كل تمرين بدني في تأخير إنفاق الطاقة، والتي تضاف إلى الإنفاق أثناء النشاط.
وبعد الجري لمسافة 3 كم مباشرة، يستمر استهلاك الطاقة المتزايد (مقارنة بالراحة) لعدة دقائق، ويرجع ذلك أساساً إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم وتجديد احتياطيات الطاقة.
هذا الإنفاق الإضافي بعد الجري أكثر من ضعف ما لوحظ بعد المشي، بسبب الفرق في الكثافة بين التمرينين.
المشي البطيء
ينطوي الجري على إنفاق سعرات حرارية أعلى من المشي لنفس المسافة المقطوعة، لكن بشرط أن تكون سرعة المشي "طبيعية" (حوالي 5 كم / ساعة).
لذا، إذا مشي الشخص ببطء شديد، فسوف يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتغطية مسافة 3 كم، بحيث يكون إنفاق السعرات الحرارية أكبر في النهاية.
وذلك لأن الجسم ينفق قدراً معيناً من الطاقة لكل وحدة زمنية بغض النظر عن النشاط الذي يتم إجراؤه.
وينطبق الشيء نفسه إذا كانت سرعة المشي سريعة جداً (أكثر من 8 كم / ساعة). وهنا، فإن التنسيق المطلوب للمشي بهذه السرعة يعني أننا نحتاج إلى تنشيط العضلات بشكل أكبر، دون أن نتمكن من الاستفادة من مرونة الأوتار، كما هي الحال في الجري.
كما ينطبق الأمر على التمرين على جهاز المشي، فإذا ازدادت سرعته تدريجياً، فإن النقطة التي ننتقل عندها تلقائياً من المشي السريع إلى الجري تتزامن مع اللحظة التي يصبح فيها المشي أكثر استهلاكاً للطاقة من الجري.