الأنباط -
عدي ابو مرخية
لم تعد الأفكار والاتجاهات كما كانت عليه بالسابق، فالهجوم والمعارضة لإشباع رغبات الإنتصار والنرجسية للاستمتاع باللذة أصبح كاذباً، فلم تكن سوى اشباع للرغبات الشخصية ولجماهير تحب أثارة الجدل دون الوصول لحلول أو التفكير بعواقب الأمور .
بدأت رحلتي في كلية الصحافة والإعلام مليئة بالعناد والنقد لإبراز الشخصية الصحفية بصورة سريعة أمام المجتمع وذلك لتأثري ببعض كتاب المقال الناقد والساخر اللذين اغرمت بطريقة كتابتهم وسردهم للأمور وتفاعل المجتمع معهم على منصات التواصل الإجتماعي.. الاف الإعجابات والتعليقات المؤيدة لهم، بالإضافة إلى دخولي إلى بعض التطبيقات التي كانت محظورة في الأردن لسماع أفكار المعارضين وتحليلاتهم حول الداخل الأردني.. كان النقاش والاستماع ملحمياً حول تحسين الأوضاع وأنها أفكار الإرتقاء ، فكل فكرة وجدال أسقطتها على بنات أفكاري لأخرج للمجتمع واثقاً مثقفاً أجادل وأنشر من أجل مستقبل أردني أفضل، الحلم تمحور حول ذلك وأمتد في السنة الدراسية الأولى والثانية التي تشكلت فيها الشخصية التي حلمت بها .
نهاية البداية.. كانت في السنة الدراسية الثالثة والتعمق في تخصص الصحافة والوقوف عند سؤال لماذا يكتب الصحفي ومن أجل ماذا، وكان من أبرز أفكار التعمق في المجال أن الصحفي يجب أن يقف في صف الرواية الرسمية والوطن والشعب وذلك لحفظ الأمن والاستقرار وعدم تهويل الأمور وبناء تحليلات بعيدة عن الواقع ربما قد تثير فتنة او نعرات داخلية، فمن المعارضة العمياء إلى صحفي ينتقي ماذا يقول وينشر بناءاً على التفكير المعمق وماذا سيحصل بعد ذلك، هل هو حل أم كلام فقط من أجل أشباع الرغبات الشخصية بالإضافة إلى الجماهير .
يعتقد البعض من متابعي الوسائل الإعلامية ونسبة من العاملين في المجال الاعلامي والصحفي على وجوب الحدة والمعارضة في العمل لتكون شخصية صحفية مرموقة تكافح من أجل التغيير.. ودون ذلك فهو ابن للدولة او كما يقلونها بالعامية
"سحيج" دون الإلتفات إلى التأثيرات والإنعكاسات المترتبة على ذلك.
يقيم الإعلامي في الكثير من الحالات أن عدم النشر هو الخيار الأفضل ويأتي ذلك لعدم اثارة الرعب والقلق بين المجتمع ، فهنالك الكثير من جرائم القتل والسرقات التي تحدث يومياً دون إفصاحها للعيان ، تخيل معي أن كل ما يحصل ينشر ، أن تسمع يومياً عن حالات قتل وسرقات وغيرها من الأمور.. كيف ستكون حالتك النفسية. أو ما التبرير المناسب لطفلك عندما يسألك ببراءة عن الذي حصل ؟