الأنباط -
الأنباط- دينا محادين
تشهد مدينة العقبة إقبالاً خجولاً من قِبل المواطنين على طلب مستلزمات عيد الأضحى المبارك هذا العام.
وبحسب تجار فان هناك ضعف للقوة الشرائية من قبل المواطنين الذين من المفترض ان يستعدوا للاحتفال بعيد الاضحى المبارك بشراء مستلزمات العيد والاضاحي. ويعلق التجار امالا على صرف الرواتب لانعاش عجلة اسواق المحافظة التي انهكتها الظروف الاقتصادية واصبحت تعاني من حالة ركود طالت مختلف التخصصات التجارية بما في ذلك تجارة السلع الألبسة والأحذية واحتياجات الادوات المنزلية وغيرها .
وبرأي مواطنين التقتهم "الأنباط"، ان تضعضع القوة الشرائية في الاسواق تحضيرا للعيد مرده الى ارتفاع اسعار الكثير من السلع والحاجيات الاساسية الامر الذي يدفع بالاسر محدودة الدخل الى تقنين انفاقها وضغط مشترياتها الى ادنى حد ممكن بحيث تتوازن مع مداخيلهم، لذلك يتم الاستغناء عن شراء بعض السلع غير الاساسية او الاكتفاء بشراء رخيص الثمن منها وفقا للمبالغ المخصصة لذلك، في وقت تترتب على العيد نفقات اخرى تتمثل بالواجبات الاسرية بحكم العادات والتقاليد الاجتماعية.
المواطنة "ام عمر " قالت أن أجواء عيد الأضحى لهذا العام مختلفة عن الأعوام السابقة بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم لا سيما باوضاع الاشقاء في عزة ". الأمر الذي دفع الكثير من المواطنين إلى الامتناع عن شراء الملابس وحاجات العيد بسبب عدم مقدرتهم المالية واوضاعهم النفسية.
وقال تجار ل "الأنباط"، "حضر الناس وغاب الشراء " بهذه الكلمات لخص احدى تجار المدينة الوضع؛ وقال في هذه الأيام مع قرب عيد الأضحى من يشاهد حركة المواطنين وهم في الشوارع ويدخلون ويخرجون من المحال التجارية يعتقد أن الموسم جيد، ولكنها حركة مشاهدة لم تترجم إلى فعل شرائي"، ان حركة الشراء ضعيفة جدا فبعض الزبائن تدخل وتسأل عن الأسعار وتغادر .
وأشار إلى أن ازدحام الشوارع بالمواطنين قبيل حلول عيد الأضحى أصبح من طقوس العيد ولكن هذا الأمر لا يعني ان تكون حركة شرائيه.
نائب رئيس غرفة تجارة العقبة أحمد الكسواني قال، ان أسواق العقبة تشهد حالة من الركود بهذه الفترة نتيجة عدم وجود سياحة خارجيه بشكل كثيف لا سيما بعد الاوضاع الصعبة التي يعيشها الاشقاء في قطاع غزة .
وأضاف يعاني القطاع السياحي في مدينة العقبة من حالة تردٍ من السياحه الخارجيه وخاصه بعد وقف الطيران منخفض التكاليف حيث ان القطاعات تعتمد عليه بشكل مباشر على الموسم السياحي، والذي تبدأ ذروته في تشرين الأول (أكتوبر) وحتى آيار .
واضاف ان التوسع الكبير في المنشآت التجاريه يرافقه عملية ترهل تجاري مقارنة مع عدد السكان. وأشار الى ان غرفة التجارة لديها حلول وخطط حول انعاش الحركة الشرائية المرتبطة بعيد الاضحى وغيرها وذلك بفتح المعابر الحدودية مع دول الجوار بهدف انعاش السياحة والتسوق في المدينه .
من جهته قال الخبير والباحث الاقتصادي حسام عايش ل"الأنباط" أن العقبة لها خصوصية تختلف عن غيرها من المحافظات كونها أحدى أهم مصادر الجذب السياحي في المملكة لذا يجب ان تكون مميزة في ادائها الخدمي والسياحي حيث انها بحاجة إلى ضرورة فتح أسواق متنوعة في السلع وعدم التركيز فقط على نوع واحد وإضافة البهجة في الخدمات المقدمه لدى السائح المحلي والخارجي.
وأضاف ان الركود الذي تشهده المحافظه قبيل عيد الاضحى متوقع وذلك بالنظر الى ان الناس تذهب الى العقبه خلال فترة الاعياد وذلك لوجود عطلة طويلة لاسيما وان أغلب الشرائح الاجتماعية من أهالي العقبة تعاني من كثرة الأعباء المالية وأن اغلب المستهلكين من الشريحة الوسطى . وبالتالي فان الأنفاق الاستهلاكي او التجاري بالنسبة لأهالي العقبه ربما يقل عن انفاق المحافظات الاخرى. ناهيك عن ان المنشآت التجارية في العقبة تهيأ اوضاعها لاستقبال السياحة الداخلية او الخارجية وبالتالي تشهد عدم وجود تلك الفئة وربما ان المواطن الزائر يتوقع ان تكون الكلفة في السلع الشرائية أقل من باقي المحافظات ليتفاجئ ان الاسعار لا تختلف ومساوية لباقي المحافظات مما قد يؤدي الى ركود اقتصادي.
وأضاف ان نوعية المعروضات في المدينه بسيطة مقارنة مع كونها منطقة اقتصادية خاصة ومصدر جذب سياحي حيث تعتمد بشكل كبير على الصناعة الصينية المتوفرة في المحافظات الأخرى كما ان الاسواق صغيرة بحكم انها تخدم العقبه وسكانها وزوارها.
وقدم عايش حلولأ عبر "الانباط" قائلا يجب على الجهات المعنية عمل دراسة الكلف السعرية للمواطن الأردني مقارنة مع الخدمات سواء كانت الشرائيه او الخدمية وان تكون غير متكررة بمعنى ان الزائر يستشعر التغير في وتيرة الخدمات وتطورها وذلك بالتوافق مع جميع الأطراف المعنية، وان تتم مراجعتها دوريا من قبل الجهات المعنيه.
وأشار عايش انه يجب تحسين المنتج السياحي والعمل على تتطوير مجموعة من السلع والخدمات التي تقدّمها الصناعة السياحية والتي تمتلك خصائص تميّزها عن غيرها من المنتجات لجذب السيّاح إليها
منها تخفيض التكاليف النقل الجوي من والى العقبه وإقامة مطارات في بعض المحافظات أسوة بمطار الملك حسين وذلك لتخفيف على المواطنين عناء السفر ولتمتع في محافظة العقبه .