41 شهيدا و103 جرحى في غزة خلال 24 ساعة عيسى قراقع يكتب:تصفيق امريكي لدراكولا أبـو غزالـة : أفكار محمـد بـن راشـد هي بوصلة رسالة الشبكة العربية للابداع والابتكار إيجاز صحفي لوزيري السياحة والاتصال الحكومي غدا فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق بلواء بني كنانة غدا المرصد الأردني يسجل زلزالا بقوة 4.7 ريختر جنوب جدة السعودية الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 40 فلسطينيا انتخاب ديرانية رئيساً لمجلس إدارة شركة الاتصالات الأردنية تنعى عشيرة السواعير عامة والربايعة والناعور خاصة وفاة المرحومة بإذن الله تعالى الحاجة هنا عبود النافع السواعير (ام عدنان ) صندوق دعم البحث العلمي والابتكار في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يعقد ورشة متخصصة بعنوان"مبادرة حماية التنوع الحيوي والموائل الطبيعية والحفاظ عليها" افتتاح معرض "تشايناجوي 2024" في شانغهاي أمنية تغيّر مشهد خدمة قطاع الأعمال في المملكة وتطلق المرحلة الأولى لبناء واحد من أكبر مراكز البيانات Tier III نمو صادرات المملكة من محضرات الصيدلة والألبسة حي الحسين .. حكاية مصرية مزجت الماضي بالحاضر وزيرة التنمية: 235 ألف أسرة تنتفع من صندوق المعونة الوطنية دعوة الطلبة الأردنيين في مصر لاستخراج البطاقة الذكية خمسة شهداء جراء قصف الاحتلال رفح جنوب قطاع غزة أم الجمال الأثرية رمز للثراء التاريخي والثقافي وجوهرة تعكس التنوع الحضاري بالمملكة ما زلت أفكر في مضمون التصريح الحصري الذي قاله الفنان مارسيل خليفة للأنباط.. 57 % حصة قطاع الصناعات الخشبية والاثاث بالسوق المحلية
كتّاب الأنباط

الخزان

{clean_title}
الأنباط -

سعيد الصالحي

اتصل بي حارس عمارتنا واخبرني أن خزان الماء الخاص بي بحاجة إلى صمام الكرة العائمة -عوامة- وأنه يجب علي الإسراع في تبديل الصمام للحد من كميات الماء التي يتم اهدارها وكذلك لوقف معراج الحارس نحو سطح البناية كلما قمنا بتشغيل المضخة، كان الحارس يحدثني وأنا كنت في عالم آخر، لقد عرفت للتو أن جسم الانسان يحتوي هو الآخر على صمام يشبه العوامة، تمنعه من أن يطفح أو يتسرب منه أشياء كثيرة، وبات السؤال أين أجد عوامتي؟ علني أنزعها وأبطلها فيتسرب ما في داخلي من مخزون سلبي إلى السطح ثم عبر المزراب لينتهي به المطاف إلى حيث ينتمي في الأماكن المظلمة.

فمنذ عقد من الزمان وخزائننا وخزاناتنا لا تنفذ من الهموم والتعب والتردد والحيرة، كل يوم تضخ الحياة أو من ملكوا زمامها إليها المزيد من خلال شبكاتهم المتعددة، هي وهم لا يشبعون من الضخ، ونحن لا نمل من التخزين وندفع الثمن من أرواحنا وأيامنا ونصر أن نظهر قدرات تفوق قدرات البشر في استيعاب الوارد من شبكاتهم في خزاناتنا على شكل التزامات ومشاعر وأحداث وأخبار وخوازيق مكعبة، وحتى اليوم لم أعرف كيف أستخدم هذه المواد الخطرة والقابلة للاشتعال؟ أو كيف أتوقف عن تخزينها وجمعها؟ فأنا على يقين بأن الخزان قد إمتلأ منذ زمن بعيد، ومع هذا لم تحدث أي حالات غضب توشي بأن هناك تسرب ضخم في الخزان أو أن هناك خطب في العوامة، ولم أبك رغم الحزن والألم فأفرغ من الخزان ولو بقدر فنجان قهوة سادة، ولم تخرج هذه المشاعر المخزنة من منافذ الجسد والنفس على هيئة ابتسامة أو أغنية أو تنهيدة أو حتى على شكل طاقة إيجابية استثنائية، ومع هذا فما زال الخزان يستقبل الضخ اليومي ويحتفظ به بين جدرانه دون أي كلل أو ملل.

لحجم الخزان علاقة بعمر صاحبه، فكلما تقدم العمر زاد  الخزان اتساعا وتنوعت محتوياته، ومن ناحية أخرى يتناسب ضخ شبكة متاعب الحياة عكسيا مع العمر، وأدركت أخيرا أن محتويات هذا الخزان رغم تنوعها لا تصلح للشرب أو لأي استخدام آخر حتى لري الأشواك أو تنظيف مكبات القمامة، وفهمت بعد سنوات أن وظيفة هذا الخزان تقتصر على اختبار مزية التحمل لدى الإنسان، فالتحمل هو الخط الفاصل بين الفضيلة والرذيلة وبين الايجابية والسلبية وبين الحكمة والجنون.

دائما ما نقول لم أعد أحتمل، أو لم يعد فلان قادرا على الحمل، أو كان الله في عون فلان فإن حمله ثقيل، وقد لاحظت أن الحمل الزائد للخزان يؤدي إلى مضاعفات في الجسم تشبه أعراض مرض السكري، أما أعراضه النفسية فلها أشكال متعددة لم أستطع حصرها، لأن النفوس لا تشبه الأجساد.

ليتني كنت أملك معيار التحمل الذي كان لدى صديقي الحمار الذي كان يعمل في مركز المؤن طوال النهار مقابل حفنة شعير أو بعض عروق الملوخية وسطل ماء، فقد كان يرفض التحرك عندما كان يزيد الحمّار عليه الأعباء والأحمال، وكان يضطر صاحبه أن يخفف من أرطال الطحين والسمن حتى يتحرك الحمار، أما نحن فرغم ثقل الحمل نصر على مواصلة المسير، فإنه من المعيب أن يقول الرجل "أي" أو "لقد تعبت"، فهذه الكلمات تنتقص من رجولتنا وتؤكل من صورة رجولتنا الشرقية، فنمشي رغم الأعباء فتصبح الخطوات ثقيلة والرحلة طويلة والطريق شاق والروح متعبة.
 هناك بعض الأحمال تستطيع أن تنزلها عن كاهلك وتلقي بها جانبا، وهناك أحمال لن تتمكن أن تتخلص منها بدون يد من الله أو من الناس، فالأحمال التي تفرض عليك ولا تختارها ستحملها كما حمل المسيح صليبه في طريق آلامه الخاص، فهذه الأحمال لا تتعب إلا صاحبها مهما أظهر لنا الآخرون تعاطفهم وشفقتهم التي تزيد أحمالنا رطلا آخر.

عاد صوت الحارس إلى أذني من جديد قائلا: هل أحضر سباكا ليصلح العوامة؟
فقلت له: لا تقتل الخزان ودعه يتنفس قليلا، لا أريد أن أصلح العوامة ولن أغلق المحبس وسأدفع فرق الفاتورة، وهذا الماء الطافح سيجد طريقه إلى تجمع ماء جوفي في مكان آخر بعيدا عن خزاني ليعود إلى خزان أقل امتلائا من خزاني.