هل يشير الصداع دائما إلى ارتفاع مستوى ضغط الدم؟ عيد ميلاد سعيد ليث حبش سيدة العيد..... يوسف ابو النادي ابو محمد في ذمة الله ممرضة تكشف الكلمات الأخيرة للمرضى قبل الموت الارصاد : كتلة باردة ورأس سنة ماطرة باذن الله الطريقة المثلى لبلع أقراص الدواء دون معاناة مصر.. القبض على المغني حمو بيكا الأرصاد: ثاني أسوأ موسم مطري مسجل بتاريخ الأردن ديوانِ المُحاسبةِ للعام 2023 الجامعةُ الأردنيّةُ تحقّقُ أعلى نسبة استجابةٍ في الأردنّ لتصويبِ المخرجاتِ الرّقابيّةِ وإنهائها للعام الثالث على التوالي.. جيدكو بلا مخالفات في تقرير ديوان المحاسبة الضلاعين يزور بلدية بني عبيد لتعزيز التعاون وتنفيذ المشاريع التنموية "الوسطية" .. مشاريع تنموية متميزة وجوائز وطنية تعكس التزامها بخدمة المجتمع المحلي ديوان المحاسبة: سرعة استجابة الحكومة سبب لانخفاض عدد صفحات التقرير العزام عضواً في مجلس بلدية اربد الكبرى نداء عاجل من مجموعة السلام العربي لإنقاذ المتضررين من الأزمة الإنسانية في السودان الشديفات: مسارات التحديث مهدت الطريق أمام مشاركة الشباب في الحياة السياسية والاقتصادية. قرأت الأول مالية النواب تناقش موازنات سلطة العقبة وإقليم البترا وشركة تطوير العقبة الأمير الحسن يلتقي رؤساء وممثلي الكنائس الشرقية والغربية في عمان

السياسة فن المصالح والواقع ...

السياسة فن المصالح والواقع
الأنباط -
السياسة فن المصالح والواقع ...

السياسة هي فن المصلحة والواقع ، عندما تفرض عليك الظروف الإنسحاب من فيتنام تنسحب ، حتى عندما لا تستطيع تحقيق نصر عليك أن تنسحب ، بغض النظر عن النتائج ، وهكذا حسب ما يرى هذا الثعلب كيسنجر ، تستطيع أن تترك المستنقع قبل أن تغرق فيه .

لم تكن قوة الكيان يوما هي العائق في التعامل معه ، ولكن دائما هناك كلب أكبر يتولى حراسته ، في البداية كانت بريطانيا هي التي فرضت التقسيم ، وقامت بتوزيع الجوائز والمكاسب والمقاعد بناء على من يوافق يأخذ ، ومن لا يوافق لا يأخذ ، ولذلك أخذ البعض وحرم البعض في تلك التقسيمة التي قادتها بريطانيا من خلال وعد بلفور والذي كان معاد للسامية ، ولكن في هذه الخطوة وتحقيقا لمصلحة بريطانيا في إيجاد قوة متقدمة في العالم الإسلامي تمنع إتحاده ، وتخلق حالة من الفرقة والخلاف فيه ، وفي التخلص من هذه الفئة المكروهة محليا وهي اليه ود .

يعتبر هنري كسنجر ثعلب السياسة الأمريكية ، ولعب على قضية توازنات القوى بين الدول ، يجب أن تكون مستعدا للأسوء وتتوقعه ، وتتعامل مع منهج المصلحة والواقع ، وما يفرضه عليك تقبله ، لا صديق هناك ولن يكون ، مصلحة دولتك هي العليا ، وصديق اليوم من الممكن أن يكون عدو الغد . 

قال كسينجر (لن تستطيع دولة التفاوض مع سبع دول دفعة واحدة )،
 وهكذا وقعت الدول العربية ، دولة خلف دولة في فخ التفاوض مع اليه ود .

هؤلاء الذين بعد أن أنقذهم الله من فرعون وأغرقه أمام أعينهم ، سألوا نبيهم أن يجعل لهم إله يعبدونه غير الذي أنقذهم ، وعليك ان تحاول التفاوض معهم دولة دولة ، وما ستحققه من نتائج هو ورقة ورقة لا شيء على أرض الواقع ، ولذلك وصلت معهم الولايات المتحدة أكبر حليف لهم إذا لم تنفذ لن تأخذ المساعدات .

 أما الكلام والوعود ومجلس الأمن فهو كما قالت تاتشر لنا نحن العرب .

يجب أن تأخذ الممكن ونطالب بعد ذلك بالممكن حتى نصل إلى الذي لم نتفق عليه ، لا يجب أن تتوقف هنا ، وإلا ستبقى الأمور هنا على هذا الحال بدأت المفاوضات ، هذه كانت سياسة كسينجر التي أقنع بها الدول العربية ، حتى تحاول ان تحصل على حقوقك أو جزء منها ونحن ما زلنا نفاوض إلى اليوم ، منذ تلك الإتفاقية ، او منذ أوسلو إلى اليوم .

نعم لن تستطيع تجاهل الصين إلى الأبد ، لا بد من إقامة علاقات معها والإعتراف بها ، حتى وإن كنت غير راض عن الواقع . وهذا ما دفع الولايات المتحدة لتغيير سياستها مع الصين وزياراتها وتحسين العلاقات معها ، فهذا الرجل أو بالإحرى هذه الدولة لا تؤمن بالمبادىء ، ولكن تؤمن بالواقع الذي تفرضه المصالح في ستينيات القرن الماضي،  انت من يفرض على الآخر ما تريد لا ما يريد .

لا بد من أن تستعد للحرب مع الصين ، ولكن يجب أن تتجنبها ما إستطعت إلى ذلك سبيلا ، وهذا كان المنهج الذي نصح به كسنجر السياسة الإمريكية في التعامل به مع الصين .  

عندما تعادى الصين ستلجأ حتما إلى روسيا ، وعندها سيكون تحالفهما أكثر قوة وخطرا عليك ، وهذا ما لا نريده ، نعم صحيح أيها الثعلب ، ولذلك صمدت وصمدت سياستك ، وما زالت الصين حتى عندما بلغت المائة عام تستقبلك وتحترمك ، فقد جنبتها المواجهة وحققت لها المصلحة ، وهذه هي الطريقة التي يلعبون بها ، هذه هي استراتيجيتهم .

وهذا كله نراه على أرض الواقع ، هذه السياسة القائمة على هذا النوع من المصالح التي أصبحت مقدسة والتحالفات التي تسعى إلى فرض السيطرة على الواقع ، والتحكم بكل شيء .

 وفي يوم عندما كانت الدول العربية متحدة إستطاعت أن تأخذ قرارا أحدث الرعب للولايات المتحدة وحلفائها ، فقد خفضت انتاج النفط بنسبة خمسة بالمائة شهريا ، وعاقبت الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها في حرب أكتوبر ، وطالبت الكيان بالعودة إلى حدود سبعة وستين ، وسعت بريطانيا إلى التنصل من التحالف مع الولايات المتحدة وقطع الإسلحة عن الكيان خوفا من الموقف العربي ، عندما كان هناك موقف عربي . 

لقد إستطاعت السياسة الإمريكية النجاح في شق الصف العربي وخلق الصدع ، وسعي كل دولة من الدول العربية للبحث عن مصالحها والتفاوض وحدها ، والخوف من الأخر والتنازلات التي قد يقدمها .

 فعندما كانوا يتفاوضون معا ، كانت هناك قوة ، وكان من الممكن أن تحصل هذه الدول على بعض حقوقها ، ولكن مع هذه الطريق ضاعت القوة وضاعت الحقوق ، وحصل الكيان على ما يريد .

لم يكن اليه ود في يوم محل ترحيب في أوروبا فقد كانوا محل كراهية وبغض ، وكانت أخلاقهم دائما قائمة على مصالحهم ولا صديق لهم إلا تلك المصالح ، فقد كانوا إقليات تتحكم بهم السلطات الفاسدة والمال والعصابات ، وتتولى كل الأعمال القذرة من الدعارة إلى التجارة إلى الربا ، إلى عصابات تحمي هذه الفئة أو تلك الفئة ، ولذلك لم يتكاثروا إلا بعد أن دخلوا ضمن روسيا ، وشعروا بالأمن في ظل القيصر ، حيث تم التعامل معهم على أنهم مواطنون ، وبذلك تضاعفت أعددهم إضعافا في هذه الفترة وأصبحوا مشكلة حقيقية . 

 سمحت لهم بريطانيا في الإستيطان وحمتهم بالقوة والسلاح ومنحتهم السلاح  ، وحاربة أهل فلسطين ومنعتهم من الحصول على السلاح ، ولاحقتهم بالسجن والنفي والقتل ومنع التجمع ، وشيطنة مقاومة المحتل والثورات ضد البريطانيين وضد التجمعات اليهودية التي كانت تُفرض بالقوة على هذا البلد .

هذا كان الواقع فهل تغير ...

إبراهيم أبو حويله ...
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير