الأنباط - منقوع الزبيب هو عبارة عن مشروب طبيعي يتم تحضيره عن طريق نقع الزبيب في الماء لفترة من الوقت، ويُعد واحداً من أقدم وأشهر المشروبات الصحية في العالم، حيث يصنع هذا المشروب الشعبي التقليدي في العديد من البلدان، وخاصة في المناطق التي تشتهر بزراعة العنب وإنتاج الزبيب.
يتميز بطعمه اللذيذ الحلو، ويمكن تحضيره بالماء البارد أو الساخن حسب الرغبة، وفي بعض المناطق، يُضاف إليه أيضًا التوابل والأعشاب الطبيعية مثل القرفة والزنجبيل والهيل والقرنفل لنكهات إضافية، ويستهلك منقوع الزبيب على نطاق واسع كمشروب منعش ومرطب، خاصة في فصل الصيف الحار، كما يُعتقد أنه يساعد في علاج بعض المشاكل الصحية مثل الإمساك وآلام المعدة.
ويُعتبر منقوع الزبيب مشروبًا غنيًا بالفوائد الصحية، حيث يحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن الأساسية والمركبات النباتية المفيدة، فهو مصدر جيد للبوتاسيوم والنحاس والفيتامينات مثل فيتامين ب المركب وفيتامين ك، إلى جانب مضادات الأكسدة القوية.
لتحضير منقوع الزبيب، يتم وضع كمية من الزبيب سواء البني أو الأسود في إناء ويُغطى بالماء البارد أو الساخن حسب الرغبة، ويترك الخليط لعدة ساعات أو طوال الليل، وبعد فترة النقع، يصبح الماء لونًا أغمق وأكثر تركيزًا مع نكهة حلوة طبيعية من السكريات الموجودة في الزبيب، ويمكن تناوله باردًا أو ساخنًا مع أو بدون حبات الزبيب.
يستهلك منقوع الزبيب على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، خاصة في المناطق الحارة والجافة حيث يساعد على ترطيب الجسم، لاحتوائه على العديد من العناصر الغذائية المفيدة للجسم، حيث يمتلك نسبة عالية من البوتاسيوم الذي يساعد في الحفاظ على ضغط الدم وتنظيم وظائف الجسم، الألياف الغذائية التي تساعد على عملية الهضم، مضادات الأكسدة مثل البوليفينولات والفلافونويدات التي تحارب الجذور الحرة الضارة.
يحتوي أيضاً على فيتامين سي الضروري لجهاز المناعة، فيتامينات ب التي تلعب دورًا هاماً في عمليات الأيض وتنشيط الطاقة، يحتوي على كمية معتدلة من الحديد الضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء، المعادن مثل النحاس والمنغنيز والمغنيسيوم والزنك التي تساعد في العديد من العمليات الحيوية، بالإضافة إلى السكريات الطبيعية مثل الفركتوز والجلوكوز التي توفر الطاقة للجسم.
يستخدم منقوع الزبيب في العديد من الأغراض، نظرًا لفوائده الصحية المتعددة، إذ يعتبر مشروبًا منعشًا ومرطبًا بديلاً عن المشروبات الغازية، خاصة في الأيام الحارة، حيث يساعد على ترطيب الجسم، وبفضل محتواه العالي من الألياف، يساعد على تنظيم عملية الإخراج وعلاج الإمساك، ويساعد في تخفيف آلام المعدة والغازات والانتفاخ.
يحسن الأداء الرياضي، بسبب السكريات الطبيعية والالكتروليتات التي تساعد على إعادة ترطيب الجسم بعد التمارين الرياضية، ويمكن أن يساهم في علاج الأنيميا بفضل محتواه من الحديد، يمكن أن يساعد في الشعور بالشبع لفترة أطول بسبب محتواه من الألياف، ويستخدم في صناعة مستحضرات التجميل لفوائده المرطبة للبشرة.
فوائد منقوع الزبيب
تعزيز عملية الهضم
منقوع الزبيب غني بالألياف الغذائية، والتي تساعد على تنظيم عملية الإخراج وعلاج الإمساك والغازات والانتفاخ، إذ تعمل على تليين البراز وتسهيل حركة الأمعاء، ويحتوي على العديد من المركبات النباتية النشطة مثل الفينولات والفلافونويدات، والتي لها تأثيرات مضادة للالتهابات وتحسن وظائف الجهاز الهضمي.
ويساعد أيضاً على تكوين البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يحافظ على توازن بيئتها الصحية، كما أن له خصائص مضادة للتشنجات، مما يساعد على تخفيف آلام المعدة والتقلصات المرتبطة بمشاكل الهضم.
تقوية المناعة
يساعد منقوع الزبيب على تعزيز جهاز المناعة في الجسم، لاحتوائه على نسبة جيدة من فيتامين سي، والذي يلعب دورًا حيويًا في تقوية جهاز المناعة وحماية الخلايا من التلف، ويوفر كمية من الزنك، وهو معدن مهم لعمل خلايا المناعة بشكل صحيح، إذ ينظم إنتاج الخلايا المناعية ويحمي الجسم من الالتهابات والأمراض.
منقوع الزبيب غني بمضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة وتقلل من الإجهاد التأكسدي الذي يضعف جهاز المناعة، كما أن له خصائص مضادة للالتهابات والتي تساعد في الحد من الالتهابات المزمنة التي تضعف المناعة.
علاج الأنيميا
يمكن أن يساعد تناول منقوع الزبيب في علاج فقر الدم أو الأنيميا بفضل محتواه من العناصر الغذائية الهامة، مثل الحديد وهو معدن ضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين إلى جميع أنسجة الجسم، فيتامين سي الذي يساعد على زيادة امتصاص الحديد من الأمعاء، وتساهم فيتامينات ب الموجودة به في إنتاج خلايا الدم الحمراء وتكوين الهيموجلوبين.
وتحتوي المركبات النباتية فيه على مضادات أكسدة قوية تحمي خلايا الدم الحمراء من التلف بفعل الجذور الحرة، مما يحمي من الإصابة فقر الدم.
فقدان الوزن
منقوع الزبيب فعال في فقدان الوزن بشكل صحي، لاحتوائه على نسبة عالية من الألياف، والتي تساهم في الشعور بالشبع لفترة أطول بعد تناول الوجبات مما يقلل من الرغبة في تناول كميات كبيرة من الطعام، وبالتالي تقليل السعرات الحرارية اليومية، وبالتالي حرق الدهون وإنقاص الوزن.
وهو منخفض السعرات الحرارية، حيث لا يحتوي سوى على سكريات طبيعية بسيطة من الزبيب، ويساعد محتواه العالي من الماء والبوتاسيوم على زيادة إنتاج البول، مما يساهم في التخلص من السوائل والسموم الزائدة المسببة لانتفاخ الجسم، كما أنه يوفر السكريات و المغذيات للجسم، مما يساعد على الحفاظ على مستويات الطاقة خلال الرجيم.
محاربة السكري
يساهم منقوع الزبيب في تنظيم مستويات السكر في الدم، فالسكريات الموجودة فيه مثل الفركتوز تمتص ببطء في الجسم، مما يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم وتجنب الشعور بالجوع المفاجئ، مما يساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري.
ترطيب البشرة
يوفر منقوع الزبيب العديد من الفوائد الهامة للبشرة، بفضل المركبات الغذائية والمضادة للأكسدة، مثل فيتامين سي والفلافونويدات والبولي فينولات، التي تحارب الجذور الحرة وتؤخر ظهور علامات الشيخوخة، ويحتوي على نسبة عالية من الماء والسكريات البسيطة التي تعمل كمرطب طبيعي للبشرة، لذا فهو يساعد على ترطيب البشرة الجافة والمتشققة.
وتعمل الألياف الغذائية الموجودة به كمقشر طبيعي للبشرة، حيث تساعد في إزالة الخلايا الميتة وتنظيف البشرة بلطف، كما يحتوي على مركبات نباتية ذات خصائص مضادة للالتهابات، مما يساعد في علاج حب الشباب والإكزيما وغيرها من مشاكل البشرة المرتبطة بالالتهاب.
دعم صحة القلب
يحتوي منقوع الزبيب على نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة المفيدة لصحة القلب، فهو غني بالبوتاسيوم والمغنيسيوم والمركبات النباتية النشطة التي تساعد في خفض ضغط الدم، تقليل مستويات الكولسترول الضار، مما يعمل على تحسين صحة الأوعية الدموية، ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
كيف عمل منقوع الزبيب؟
يمكن تحضير منقوع الزبيب بطريقة سهلة وبسيطة عن طريق التالي:
المكونات:
كوب من الزبيب البني أو الأسود
4 أكواب من الماء
خطوات التحضير:
انقعي الزبيب لفترة من الوقت، عن طريق وضع حبات الزبيب في إناء زجاجي أو بلاستيكي نظيف، ثم أضيفي الماء البارد أو الساخن.
غطي الإناء بغطاء أو بقطعة قماش نظيفة للحفاظ على النكهة والرائحة.
اترك الزبيب ينقع لمدة 4-8 ساعات على الأقل في درجة حرارة الغرفة، وكلما طالت مدة النقع، كلما زادت تركيز النكهة والفوائد.
يفضل تحريك الخليط من وقت لآخر لمزج النكهات.
يمكن تصفية منقوع الزبيب عن طريق وضع مصفاة أو قطعة قماش نظيفة لإزالة حبات الزبيب.
بعد ذلك، يمكن تبريد منقوع الزبيب في الثلاجة لتقديمه باردًا، أو ساخنًا حسب الرغبة.
كما يمكن إضافة بعض التوابل مثل القرفة أو الهيل أو عصير الليمون للحصول على نكهات إضافية.
يفضل تحضير كمية صغيرة من منقوع الزبيب لتناولها في نفس اليوم، أو الاحتفاظ ببقايا المنقوع في الثلاجة لمدة لا تزيد عن يومين.
هل الزبيب المنقوع يسكر؟
منقوع الزبيب لا يسكر ولا يحتوي على أي نسبة من الكحول، لأن عملية تحضيره لا تتضمن أي خطوات للتخمير أو إضافة أي مصادر للكحول، بل هو عبارة عن نقع حبات الزبيب في الماء البارد أو الساخن لفترة من الوقت، مما يؤدي إلى انتشار السكريات الطبيعية والمركبات النباتية الأخرى الموجودة في الزبيب إلى الماء، مما يعطي طعمًا حلوًا ومنعشًا.
ولكي يحدث التسكير، يجب أن يتم خضوع المشروب لعملية التخمير باستخدام الخميرة وفي ظروف معينة من الحرارة والأكسجين، لذلك، فإن منقوع الزبيب هو مشروب آمن وصحي يمكن تناوله من قبل الجميع، دون القلق من احتوائه على الكحول أو التسكير.
ومن المهم عدم الإفراط في تناوله لأنه يحتوي على سكريات طبيعية عالية قد تؤثر على مستويات السكر في الدم لدى بعض الأشخاص إذا تم تناولها بكميات كبيرة.