محليات

بمشاركة خبراء وسياسيين .. مؤتمر في عمان عن استراتيجيات الدفاع والأمن البحري

{clean_title}
الأنباط - المقارنة بين الحرب الروسية الاوكرانية والعدوان على غزة غير عادلة

الأنباط – ميناس بني ياسين
استضاف وفد الاتحاد الأوروبي في الأردن ومركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، الخميس، مؤتمر "الطريق إلى شومان"، للحديث عن استراتيجيات الدفاع والأمن البحري والجريمة العابرة للحدود.
وضم المؤتمر الذي حمل عنوان "الاتحاد الأوروبي وجواره الجنوبي: حوار استراتيجي حول الدفاع والأمن البحري والجريمة العابرة للحدود"، 100 مشارك من الخبراء والممارسين في مجال الأمن والدفاع و البرلمانيين والدبلوماسيين والقوات المسلحة وأجهزة الأمن.
وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور زيد عيادات "إن الاتجاهات الأمنية الإقليمية لها تأثيرات بعيدة المدى على سياسات المنطقة، موضحا أن الحرب الحالية في غزة تحمل في طياتها إمكانية زعزعة استقرار الشرق الأوسط إذا لم يتم حلها في الوقت المناسب من خلال حل عادل ودائم يعالج الأسباب الجذرية لهذا الصراع.
من جهته، قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة بيير كريستوف إنه "مع عودة سياسات القوة على الأراضي الأوروبية وفي الشرق الأوسط وخارجه، فإن التهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن الدوليان تتطور، لافتا الى الى أننا نرى حروبًا وحشية ومفتوحة بدرجات متفاوتة تحيط بنا.

بدوره، تطرق مدير الشون الاوروبية بوزارة الخارجية فايز خوري الى التحديات التي تواجه المنطقة وأوروبا وما يتطلبه ذلك من التعاون مع الشركاء في أنحاء العالم للوقوف على التحديات التي تواجه الدفاع البحري.

ولفت إلى أن هناك العديد من الدول التي تعمل على وقف الحرب في غزة وحل الأزمة وفي طليعتها الاردن، مع التركيز على أن الحل السياسي هو الأنجح، مبينا أنه في حالة عدم نجاح ذلك فإن الأزمة الأمنية والإنسانية ستمتد للبحار، خاصة منطقة البحر الأحمر.

من جهته أشار زكي العايدي المستشار الخاص للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي الى التحديات التي تواجه أوروبا وجوارها الجنوبي ومدى الاستجابة للمشاورات.
وتحدث في الجلسة الحوارية الأولى مدير الشؤون العالمية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتور كريم حجاج، وسفير الاتحاد الأوروبي السابق لـ أوكرانيا والمدير العام السابق في الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومدير البرامج الأمنية بمجلس السياسة الخارجية هانا شيليست.
وتناولت الجلسة التأثيرات والدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا، وأهمية التحالفات الصغيرة والشراكات بين الاتحاد الأوروبي والدول المحيطة، والحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها على العديد من دول الشرق الأوسط وأوروبا، وضرورة بناء منطقة مستقرة دون أسلحة الدمار الشامل التي من شأنها زيادة المشاكل الأمنية والتعامل مع التهديدات بشكل إقليمي، إضافة إلى معايير الإنسانية في الصراعات والتي من الضروري اتباعها، والتطرق إلى المواقف التي أتخذتها بعض العواصم الأوروبية دفاعاً عن غزة وتنديداً بما قامت به إسرائيل من جرائم حرب وإنعدام الحماية للمدنيين.
وجمعت الجلسة الحوارية الثانية كلاً من مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عبدالمنعم سعيد، والمبعوث الخاص لـ الاتحاد الأوروبي إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط باتريك سيمونيه، والمستشار السياسي لقائد العمليات في عملية "EUNAVFOR ASPIDES" داليان ساري.
وتناولت الجلسة الأمن البحري والتحديات القديمة والجديدة، والتناقضات بين التاريخ والاستراتيجيات من صراعات وتحديات بين الولايات المتحدة وإيران كأكبر مثال حي وما قامت به إيران في المنطقة العربية من محاولات سيطرة كما فعلت الثورة الفرنسية في الماضي، إضافة إلى الربيع العربي وما نتج عنه كـ التحريريين الذين كانوا يسعون وراء الفتنة والفوضى، والحراك المنظم الممول والمنهجية الإيرانية حول تغيير وضع المنطقة العربية.
وكان لـ أهمية الجهود الدبلوماسية من أجل السلام وتأطير العلاقات بين الدول لتحقيق الاستقرار حصة كبيرة من الجلسة، إضافة إلى الحديث العميق والتفصيلي حول عمليات الحوثيين في البحر والحركة البحرية في منطقة رأس الرجاء الصالح، والهجوم المباشر على المصالح الدولية، والاستجابة لما تشهده تلك المنطقة البحرية ورسم عملية بحرية عسكرية بطريقة جيدة للتعامل معها، وتمشيط المنطقة لتأمين الملاحة البحرية.
وتم الحديث عن عملية "EUNAVFOR ASPIDES" وهدفها في التعامل مع تهديدات الأمن البحري مع 19 دولة متعاونة في هذه العملية، لـ حماية مصالح الدول العربية ودول الساحل الشرقي لإفريقيا بحيث تعتبرهذه العملية نشطة في خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، وبمرور 4 سفن لتمشيط المنطقة من أي تهديد بحري.
واعتبرت الجلسة الثالثة مفصلاً مهماً في الحديث عن أمن الحدود ومكافحة الجريمة العابرة للحدود الوطنية في الشرق الأوسط، والمسيرة الأردنية فيها، وتحدث فيها المدير العام السابق لمركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير محمد فرغل، وعميد كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية/ الجامعة الأردنية حسن المومني، ومديرية المخابرات العامة الأردنية العميد رياض الجريري.
وتناولت الجلسة المشهد العام للمنطقة العربية والتي لطالما كانت مسرحاً للصراعات والحروب ومحاولة الأردن الدائمة في الحفاظ على استقرار المنطقة، والحديث حول خلق هياكل من الترابط والتفاعل بين دول المنطقة لتحقيق الاستقرار والنجاح على الصعيد الدولي، وتنظيم المنافسة بين الدول لمنع الصراعات ويظل النظام فيها مستقراً، ورفع الأمور العقلانية لدى دول الشرق الأوسط، والذي أثبتت "إسرائيل" أنها لا تملكه بعد ما قامت به من جرائم حرب وانتهاكات، وسعيها نحو السيطرة.
إضافة إلى ما تشهده الأردن من تحديات كونها في بيئة صعبة ولدت كثيراً من الاختبارات كالجرائم التي تعبر الحدود ومحاولات التهريب مما دعا إلى رسم المنهجيات والاستراتيجيات للتعامل معها، لما له من أهمية تؤكد فيه سلطة الدولة على حدودها وتعزيز الأمن من أي اختراقات، لتحفظ بذلك هيبة الدولة الأردنية وتعزيز ثقة المواطن بحكومته في حماية مصالحه.

وجاء في الكلمة الختامية التي ألقاها المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لـ منطقة البحر الأبيض المتوسط باتريك سيمونيه نقاط أشار فيها على أهمية علاقات الاتحاد الأوروبي مع الأردن والتحالف معه، لبحث العديد من الأمور لا سيما وأن أوروبا ترى ما يتحمله الأردن من تحديات كبيرة، إضافة لـ الجيوسياسية.
وتابع، أنه من المهم العمل مع العديد من الأطراف في الأمور المشتركة من ناحية الأمن البحري والأمن الحدودي مع محاولة توفير دعم أكبر في الأعوام القادمة.
فيما ختم وزير الخارجية الأسبق معالي جواد العناني اللقاء بضرورة فهم العلاقات الداخلية العميقة بين الدول لتوضيح المصالح المشتركة، ومجاراة التغيرات المتسارعة في العالم والذي يشكل مهمة صعبة أمام الدول، داعياً إلى أهمية تعزيز التواصل الثقافي لفهم المصالح.
وأوضح أنه طالما أن البعض يدعي أن ما فعلته حماس في 7 أكتوبر غير مبرر وأنها جريمة؛ فالجريمة الأكبر أن تقوم "إسرائيل" بحصار غزة لسنوات كبيرة دون أي سبل للعيش والحياة، مؤكداً، تعقيباً على ما نوقش في الجلسات، أن المقارنة بين الحرب الروسية الأوكرانية وحرب إسرائيل على غزة غير عادلة أبداً، وأنه يجب حل القضية الفلسطينية والتي هي حقيقة لا يمكن إنكارها، والحذر في التعامل مع "إسرائيل".

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )