محليات

مطالب بثورة مجتمعية ضده... ارتفاع أسعار الذهب يؤجل مشاريع زواج

{clean_title}
الأنباط -
الانباط - فرح موسى
 

يقول الشاب جمال قرعاني، أنه وصل الى عُمر (30) سنة ولا يفكر حالياً بالزواج، ويعزو ذلك الى أن تكاليف الزواج مرتفعة جداً، وأن أكثر أمر يراه صعباً، ولا فائدة منه هو أمر شراء الذهب، ويتساءل عن ضرورة وجود الذهب تحت مسمى مصاغ ذهبي، بقيمة كذا وكذا، وكأن الحياة تتوقف بدونه، ويطالب بثورة مجتمعية تلغي فكرة شراء الذهب.
ورأت الشابة سمر بني هاني، ذكرت أن المهر هو تعبير رمزي لقيمة العلاقة الزوجية، والذهب هو الأساس في هذا المهر، فبالإضافة الى ذلك هو زينة، وقيمة اجتماعية أمام المجتمع.
بينما قال الشاب سعيد العابد أنه يرى في الوقت الحالي أن الذهب مرتفع جداً، ولكي تستمر الحياة، ويستطيع الشباب والبنات الزواج، يجب تخفيض الأسعار، وإلا فالأمر سيكون صعباً جداً، ولن يستطيع أحداً تحمل التكاليف الباهضة للزواج مع ارتفاع الذهب الى أسعار مرتفعة.
راضي العمري قال إن المشكلة بالذهب، يُشترى بأسعار باهضة، وهناك رسوم زيادة على السعر، بدل مصنعية، ترفع من سعر الغرام من (٤٠) دينار حتى يصل ربما الى (٤٥ أو ٥٠) دينار، وعند البيع يخسر الغرام هذه القيمة، فيما قال الشاب رامي مناصرة قال ان اسعار الذهب عرض وطلب فكلما زاد الطلب قل العرض فيرتفع السعر فلو قل الطلب لقل السعر.
وعلى الرغم من أن أسعار الذهب قد تتأثر بالعديد من العوامل إلا أنها تلعب دوراً هاماً على الاقتصاد والمجتمع، لأن ارتفاع أسعار الذهب قد يؤدي إلى زيادة الثقة، والاستثمار فيه، بينما قد يؤدي انخفاض أسعاره إلى تأثير سلبي على الاقتصاد والتجارة، بالإضافة إلى ذلك يعتبر الذهب ملاذاً آمناً للمستثمرين في فترات الاضطراب الاقتصادي.

بدوره الدكتور عاطف أبو معالي كلية الاداب - جامعة جدارا ، قال إن الارتفاع غير المسبوق للذهب، انعكس سلباً على الذين يفكرون بالزواج، و العلاقة بينهما كلما ارتفع الذهب تناقص الإقبال على الزواج، وكلما انخفض الذهب زاد الإقبال على الزواج، وهنا مع ارتفاع الذهب ستكون النتيجة العزوف عن الزواج، مما ينعكس على المجتمع والأسرة بنتائج سلبية، وتأثر على القيم والعادات في المجتمع، والذهب هو أحد العوامل المؤثرة بشكل فاعل على العزوف عن الزواج، والمبالغة في المهور.
واضاف إن البطالة، وضعف الدخل الشهري، وارتفاع أجور السكن والمواصلات، كلها تشكل عبئ على كاهل الشباب، لذا أدعو مؤسسات المجتمع المدني، الأخذ بزمام المبادرة، والإعلان عن مبادرات تساهم في خفض تكاليف الزواج، والبحث عن بدائل جديدة مع حفظ حق الزوجة بثمن الذهب، وأن تتم هذه المبادرات من خلال تيسير أمور الزواج حتى لا يؤدي ذلك إلى العزوف عن الزواج.
الى ذلك قال المرشد النفسي والتربوي محمد عيد الدهون الذهب ذاك العنصر اللامع الذي بقيت قيمته على مر العصور مقياسا للسلع وللاموال، فهو متاع الدنيا، وزينة الآخرة مستشهدا بقول الله تعالى في كتابه الحكيم : (زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالبَنينَ وَالقَناطيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالخَيلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنعامِ وَالحَرثِ ذلِكَ مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسنُ المَآبِ)
وأشار الى أن هذا دليل على قوة حب الذهب لدى النفس البشرية، ولكن لوحظ في الفترة الأخيرة ارتفاع كبير وغير مسبوق لأسعار الذهب مما ينعكس كثيراً على الحياة العامة، وأهمها الزواج الذي بات الحلم الصعب، والحلقة الأصعب في حياة الشباب، فبالاضافة الى صعوبة تأمين تكاليف تكوين الأسرة من المهر، و البيت، والأثاث، والمصروف، كان الذهب هو الأهم، فالعادات والتقاليد جعلت الذهب أهم أجزاء المهر المقبوضة، مما انعكس سلباً على الشباب لترتفع نسبة العزوف عن الزواج.
وطالب بالتخفيف على الشباب وتيسير سبل الزواج، إلا أنها كلها كلمات رنانة، أو طموحات تتناثر عندما يصبح الأمر خاصاً بنا، فمجرد أن يصبح الأمر لأنفسنا تصبح مقولتنا زيها زي غيرها من البنات، ما بدنا نكثر، وننسى ما كنا ننادي به من تيسير سبل الزواج، وترديد قول الرسول صلى الله عليه وسلم (أقلهن مهراً أكثرهن بركة).
تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )