"الأراضي" تطلق غدا خدمة الاعتراض الإلكتروني على القيمة الإدارية الملك يهنئ الرئيس المصري بذكرى ثورة 23 تموز "عائلة سيمبسون".. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس "سجل الأحزاب في المستقلة للانتخاب" يُعلن أسماء التحالفات الحزبية المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يشارك في تشييع جثمان فهد العموش رواية السراديب "رواية الصحراء" اختتام فعاليات معرض الطيران الدولي Air Tattoo تكاملية الأحزاب والعشائر الأردنية لترسيخ النهج الديموقراطي. مدير عام " الشؤون الفلسطينية " يفتتح نادي الروبتكس في مخيم البقعة وهم القيد . مدير الأمن العام يزور فريق البحث والإنقاذ الدولي، والمركز الإقليمي للحماية المدنية 37 شهيدا و120 جريحا في مجازر بخانيونس بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض طعن مستوطنين قرب مستوطنة "سديروت" في غلاف غزة الاحتلال يهدم منزلين بقرية "الولجة" في الضفة الغربية الشمالي: الحكومة عززت مشاركة المرأة الأردنية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الأعلى للسكان يطلق ورقتي سياسات حول الولادات القيصرية والمنشطات اليونيسف: 250% زيادة في عدد الأطفال الشهداء بالضفة منذ 7 تشرين الأول شركة المناشركة المناصير للباطون الجاهز تحصل على جائزة الضمان الاجتماعي للتميز في الصحة والسلامة المهنية لدورة 2022/2023 تسليم مساكن مجهزة بالكامل لـ 13 أسرة بجرش ضمن المبادرة الملكية لإسكان الأسر العفيفة
كتّاب الأنباط

مفتاح الجنة

{clean_title}
الأنباط -
مفتاح الجنة
سعيد الصالحي

منذ الممالك القديمة وحتى زماننا هذا إدعى بعض البشر بأنهم يمتلكون مفاتيحا وصكوكا وكلمات مرور تعبر بحاملها نحو الجنان والفراديس، ولكل مفتاح أو صك ثمن يجب أن يدفع قبل أن يدور المفتاح في غال باب الجنة أو قبل أن يختم الصك بتأشيرة المرور والعبور، وغالبا ما تكون هذه الأثمان باهظة وأغلى بكثير من تذكرة السفر بلا عودة نحو المريخ، ولكن لماذا نتخيل الجنة بأبواب وحرس؟ وهل مفتاح الجنة هذا قابل للاستنساخ والخراطة في محلات مواد البناء؟

الحياة هي من تحتاج إلى مفاتيح وصكوك غفران وتسامح ولكن هناك من جمع هذه المفاتيح والصكوك وألقى بها في بئر عميقة بالقرب من هاروت وماروت، لأن الحياة التي بتنا نعيشها ليست إلا روزنامة مكررة في السلوك والفكر والتصرفات، وصارت أقرب إلى الشعوذة والسحر الاسود، وكل ما يختلف في اليوم عن الأمس هو اسمه بالإضافة إلى فاتورة الالتزامات الشهرية وزيادة معدل اللعنات اليومية التي تطلقها أو تسمعها في الجوار.

كل شيء ممل ويراوح ذات المكان، ولا مكان للأمل أو للتفاؤل  ولا حتى لحسن الظن والكلمة الطيبة، هي أيام سيئة وليال موحشة ومتوحشة تكالبت علينا هي الأخرى وأطلقت كوابيسها في غفلة من نعاسنا الحذر ونومنا المتقطع.

العالم بعد كورونا ليس كسابقه، فالانسان قد تلقى مطاعيما لا نعرف هل أفادته وأهدته جرعة للحياة أم كما يقولون قد عبثت به وبموازينه؟ وهل أخذ الشجر والشارع وعمود الكهرباء وكذلك حاوية القمامة المطاعيم، فكل شيء اختلف وتغير حتى الجمادات والكائنات الحية من طيور وزواحف ومواشي، حتى  ابتسامة صندوق القمامة اختفت ولم تعد حفر الشوارع ترقصنا كما كانت من قبل، والرصيف تهتك ولم يعد قادرا على تحمل وقع أقدامنا، وحسب ما يتردد فإن إشارة المرور الضوئية تفكر في استبدال ألوانها بدرجات الرمادي والكحلي، وكذلك مشاكلنا اكتسبت صفة العصر وأصبحت سريعة التفاقم وقليلة الصبر والتفاهم.

ماذا يجب أن نفعل حتى يعيدوا لنا مفاتيحنا، فجدي مات وهو ممسك بمفتاح عودته إلى اللد، وجدتي انتقلت إلى بارئها وهي ممسكة بمفاتيح الشرف والكرامة، وانا أضعت كل المفاتيح بما في ذلك المفتاح الانجليزي الأحمر الذي لا أفتقده بقدر رسن الحمار الذي أضعته في جملة ما أضعت، فصاحب الرسن يعرف طريق الحياة ومداخلها ومخارجها أفضل مني، لم يخبرني أحد بأن المفاتيح جميعها كانت في خرج الحمار الذي خرج ولم يعد، لقد أضعت بوصلتي منذ أن راح الحمار ولم أعد أعرف طريق العودة، واليوم يجب أن أعترف بأن الحمير لا تحتاج إلى مفاتيح لأنها تعرف الطريق إلى الحقل بفطرتها ولا تخشى شيئا على مقتنياتها أو ممتلكاتها حتى تطوقها بأسوار وأبواب موصدة لا تفتح إلا بمفاتيح وكلمات ومرور معقدة يمنحها لنا من يملك بين يديه الوهم ويجد من يشتريه.