الأنباط - الصفدي: الدور الرقابي للمجالس النيابية متراجع.. والمشكلة بقضية الخدمات
الانباط
اقر رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي ان الدور الرقابي للنواب يعد متراجعا امام التقدم بالمجال التشريعي، معيدا ذلك الى ان النائب يعتمد عبر الدورات الانتخابية السابقة على فكرة تقديم الخدمات للقاعد الشعبية، "وتوفير هذه الخدمات يكون للاسف على حساب الدور الرقابي للنائب"
ومع ذلك اعرب الصفدي عن تفاؤله بان اعتماد الترشح ضمن قوائم الاحزاب من الدورة المقبلة "سيعالج مشكلة نائب الخدمات الى حد كبير، ويخفف الضغط الخدماتي على النائب ويعزز دوره السياسي الرقابي".
جاء ذلك خلال ندوة، عقدت مساء اليوم الأربعاء ، في مركز الحسين الثقافي، بعنوان "مجلس النواب التاسع عشر .. أربعة أعوام؛ انجازات وتحديات". بإدارة الزميل ماجد توبة وحضور جمع من الصحفيين والإعلاميين، وذلك ضمن أمسيات صالون الأمانة الثقافي الذي تنظمه دائرة المرافق والبرامج الثقافية في أمانة عمان الكبرى.
.
وعبر عن تفاؤله بالعمل الحزبي بالمرحلة الاصلاحية المقبلة في المملكة. وقال ان "اليوم الاحزاب تجهد باقناع الناس للانضمام للحزب.. مستقبلا سيسعى الناس نفسهم للبحث عن الحزب والانضمام له".
وقال الصفدي، الخدمات هي ما أضعفت أداء مجلس النواب، حيث ان "الكتل البرلمانية تقوم على صداقات وليس برامج، الأمر الذي يتطلب منا جميعا إنجاح العمل الحزبي والإيمان بأن الاحزاب هي القادرة على تغيير جذري في تركبية مجلس النواب، إذ أن الأحزاب هي من ترشح ممثليها في خوض الانتخابات النيابية".
الى ذلك، استعرض الصفدي خلال الامسية الموقف الاردن تجاه العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وقال إن الموقف الأردني في الدفاع عن أشقائنا في قطاع غزة، "متقدم وثابت، فلا يوجد موقف مماثل لما يقوم به الأردن الرسمي والشعبي من دعم للقضية الفلسطينية"، مشيدا بجهود جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله، ومؤكدا أن مجلس النواب والحكومة والأعيان والإعلام والأحزاب والنقابات، وكافة أبناء شعبنا في خندق واحد مساند للأشقاء.
وأضاف الصفدي، "منذ بداية العدوان الغاشم، كان جلالة الملك عبد الله الثاني يحذر من مرامي وأهداف ومخططات المحتل في السعي نحو تهجير الأشقاء، مثلما كان بإرادة وعزم وثبات يكسر الحصار المفروض على أهل غزة، ويطالب بإيصال المساعدات والإغاثات، وكان جلالته يشرف على عمليات الإنزال الجوي، كذلك الأمر سمو ولي العهد والأميرة سلمى، فهل هناك أعظم من هذا موقف؟ نتلاقى فيه بالدم والمصير مع أهلنا في فلسطين، حيث نشامى قواتنا المسلحة أيضاً ينفذون باستمرار عمليات إنزال جوي، فيما يواصل نشامى المستشفيات الميدانية تأدية دورهم الإنساني بكل تفاني وعزيمة رغم القصف والدمار".
واستنكر الصفدي، أصوات "التشكيك في الجهود الأردنية الداعمة للأشقاء في غزة"، قائلا "كانت كعادتها تحاول النيل من دورنا الطليعي في الدفاع عن فلسطين، ولكن شعبنا الواعي وإعلامنا الوطني كان في المرصاد لتلك الأصوات النشاز، وأحبط كل المساعي الخبيثة التي تطلُ برأسها دوماً عند كل منجز وطني".
وكان الصفدي استعرض ايضا انجازات مجلس النواب التاسع عشر، على المستوى التشريعي والرقابي، مبينا أن المجلس عقد (180) جلسة، أقر خلالها (79) مشروع قانون وقانون معدل، ووجه (2517) سؤالاً وردت الإجابة على (2270) منها، مشيرا إلى أن "المجلس أقر حزمة قوانين تحديث المنظومة السياسية، والتي عبدت الطريق أمام مشاركة وتمثيل أوسع للمرأة والشباب في البرلمانات المقبلة، والتي سيكون للأحزاب فيها الحضور الفاعل، هدفاً ومقصداً بالوصول إلى برلمانات برامجية حزبية".
وأضاف الصفدي، أن المجلس اسهم وعبر لجانه المختصة في حل مختلف المطالب المجتمعية، وبقي على تماس مع كافة القضايا الوطنية، وقام بدوره الدبلوماسي في المحافل الدولية، على النحو الذي يخدم مصالحنا العليا وقضايا أمتنا المركزية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن المجلس خاطب الهيئات والاتحاد البرلمانية المختلفة، من أجل اتخاذ مواقف مساندة للأشقاء، وهو واجب يحتم علينا في الداخل أن نبقى على جبهة موحدة متماسكة، فالأردن القوي هو بالضرورة قوة وسند لفلسطين.