حققت جماعة عمان لحوارات المستقبل حضورا عالميا من خلال نشاطاتها المتعددة باللغات الست المعتمدة في الأمم المتحدة؛ نصرة لقطاع غزة، والدعوة لوقف الحرب الهمجية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
وفي إطار جهودها الرامية لوقف العدوان على قطاع غزة، بعثت الجماعة برسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن عبر القنوات الدبلوماسية، دعته فيها إلى ترجيح صوت العقل والحكمة في التعاطي مع قطاع غزة والكارثة الإنسانية التي يتعرض لها القطاع.
وقالت الجماعة في الرسالة "إن الحكومات المتعاقبة في إسرائيل كانت ولا تزال تشعر براحة تامة واسترخاء في الطغيان والاستبداد والتصرف بوحشية وعنصرية، نتيجة لدعم الإدارة الأميركية اللامحدود لها، ما يسيء لصورة الولايات المتحدة الأميركية لدى شعوب منطقتنا على وجه الخصوص، وشعوب العالم عموما، ويزيد من كراهية الناس لها، ويغذي العنف في منطقة الشرق الأوسط، ما يشكل تهديدا للسلم العالمي.
وعبرت الجماعة في رسالتها عن أملها من الإدارة الأميركية عدم تجاهل الوضع الحالي، ودعوتها إلى تجميع أوراقها المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وإجراء مراجعاتها لما يحدث الآن، والتعمق في دراسة هذا الوضع المتأزم، والخروج بحل يخدم الإنسانية بالدرجة الأولى.
كما بعثتت الجماعة رسالتين للأمين العام للأمم المتحدة، دعته في الأولى إلى مساندة الأمين العام المساعد والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة الدكتورة سيما بحوث، والتي تتعرض للأذى المعنوي لقيامها بمسؤولياتها الرسمية، وواجبها الإنساني بالدفاع عن حقوق الإنسان وقضايا المرأة والطفولة في قطاع غزة، حتى لا تكون هذه المؤسسة الإنسانية والاجتماعية متناقضة مع روح القوانين الدولية وحقوق الإنسان، أو مساهمة ومؤيدة للانتهاكات القانونية والشرعية الدولية التي لا تخفى على أحد، وحتى تحافظ منظمة الأمم المتحدة على حياديتها ووقوفها الدائم إلى جانب القضايا الإنسانية بشكل عام صونا للقانون الدولي ومؤسساته من التغول عليها من أي جهة كانت.
وفي الرسالة الثانية، أشادت الجماعة بمواقف الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرتش على مواقفه الحازمة والواضحة في إدانة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمطالبة بوقف هذا العدوان.
وعبرت الجماعة في رسالتها إلى الأمين العام عبر الأطر الرسمية عن مدى الاعتزاز بالمواقف الإنسانية الجريئة الحرة، والتي عكست مقدار التزام الأمين العام الإنساني وانحيازه للحق، ورفضه للباطل الذي أصبح سائدا لدى قوى الشر والظلام في عصرنا الراهن.
وختمت الجماعة رسالتها بالمطالبة من خلال المنظمة الأممية بأخذ زمام المبادرة لحسم هذه الحرب المجرمة والحد من آثارها المدمرة وإيقافها.
وفي إطار جهودها لكشف حجم الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعدت جماعة عمان لحوارات المستقبل أول دراسة متكاملة حول انهيار النظام الصحي في قطاع غزة.
وجاءت الدراسة في ست لغات معتمدة في الأمم المتحدة، ووزعتها على المنظمات الدولية والسفارات الأجنبية المعتمدة في المملكة، مرفقة مع دراستها نداء عالميا لاحترام حياة المدنيين على الأقل في قطاع غزة؛ انطلاقا من الالتزام الأخلاقي تجاه إنسانيتنا.
ودعت إلى احترام الحق في الصحة، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني لدعم الحد الأدنى من المعايير دائما، والوصول المستمر وعلى نطاق واسع إلى المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية، وتسهيل إيصال الإمدادات الصحية، وغيرها من الإمدادات الإنسانية من خلال الممرات الإنسانية أو غيرها من الوسائل الممكنة، وتوفير الرعاية الصحية دون مخاطر لأي عامل في مجال الرعاية الصحية، وتوفير المياه النظيفة والغذاء والصرف الصحي والنظافة والمستلزمات المنزلية الأساسية والوقود لتمكين الخدمات المنقذة للحياة.
كما دعت إلى إعادة تأهيل البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المياه وشبكات الصرف الصحي ومرافق الرعاية الصحية، وإرسال المتطوعين وفرق الطوارئ الطبية والمهنيين الصحيين من جميع التخصصات لمساعدة السكان المتضررين، والاستجابة على أساس الحاجة الإنسانية المدمرة وإعطاء الأولوية للأشخاص الأكثر احتياجا للمساعدة، واتخاذ تدابير عاجلة للتمكين من إنقاذ أرواح الفلسطينيين الذين يعيشون المعاناة في قطاع غزة.
وتضمنت الدراسة أرقاما وإحصائيات حول الأوضاع الصحية في قطاع غزة الذي يشهد أوضاعا إنسانية منذ 75 عاما، وآخذة بالتدهور منذ 7 تشرين الأول الماضي، عندما اندلعت الحرب من جديد.
وكانت غزة تحت الحصار لأكثر من 15 عاما، حيث كان حوالي 80 بالمئة من سكان القطاع يعتمدون في معيشتهم على المساعدات الدولية، و 60 بالمئة على المساعدات الغذائية، ويعيش في القطاع الذي يعد من أكثر الأماكن في العالم اكتظاظا بالسكان، أكثر من مليوني شخص، من بينهم حوالي 60 بالمئة تحت سن 25، و 50 بالمئة تحت سن 18 عاما.
كما جاء في الدراسة إنه على مدى أسابيع، تعرض الآلاف للقتل، بالإضافة إلى جرح آلاف آخرين، ناهيك عن الحرمان من حقوقهم الإنسانية الأساسية، وهذا يشمل الأطفال والنساء وذوي الإعاقة وكبار السن.
وأشادت ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن بالتقرير والفيديو اللذين أعدتهما الجماعة حول الأوضاع الصحية في قطاع غزة.
وجاء ذلك في رسالة تلقتها الجماعة من ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن، استهلتها بالثناء على التقرير الذي وصفته المنظمة بالتقرير الشامل، وكذلك الفيديو الذي أعدته الجماعة الذي يظهر المأساة والوضع الصحي الذي لا يزال يتكشف في قطاع غزة.
وأكدت ممثلة منظمة الصحة العالمية في رسالتها للجماعة، عددا من الدعوات تتماشى مع القانون الإنساني الدولي، وأهمها وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، والوصول الآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية إلى أنحاء قطاع غزة كافة.
ووجهت جماعة عمان نداء باللغات المعتمدة في الأمم المتحدة إلى مندوبي وسائل الإعلام الأجنبية العاملة في الأردن والإقليم، طالبتها استغلال الهدنة الإنسانية لنقل حجم الكارثة الإنسانية التي حلت بالقطاع من أجل الضغط لوقف حمام الدم، والوصول إلى هدنة طويلة تمنع امتداد الحرب إلى الإقليم.
وأطلقت الجماعة حملة عالمية لوقف العدوان على غزة، والعمل على معالجة الأزمة الصحية الإنسانية في القطاع.
وجاءت الحملة باللغات الست المعتمدة في الأمم المتحدة، وسيتم جمع التواقيع عليها لبناء حشد عالمي لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة.
كما شهدت صفحات التواصل الاجتماعي للجماعة تفاعلا عالميا خاصة مع حملة التوقيعات العالمية على عريضة وقف اطلاق النار، والحرب على غزة التي أطلقتها الجماعة بعدة لغات.
وبلغ عدد الأشخاص الذين وصلت إليهم دعوة الجماعة حتى ظهر أمس الأحد إلى "866100" شخص، وظهرت الدعوة على "1320801" صفحة من صفحات التواصل الاجتماعي، وشارك "2263" شخصا دعوة الجماعة على صفحاتهم، ما يدل على المصداقية التي تتمتع بها الجماعة عند الجمهور في داخل المملكة وخارجها.