خلال 5 دقائق.. بيع "أغلى موزة في العالم" بمبلغ خيالي الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عنها ارتفاعات جماعية لأسواق الأسهم الأوروبية عند الإغلاق اتفاقية تعاون استراتيجية بين ليندو للتمويل و بلادور للحلول التقنية العقبة: اختتام الرحلة السنوية السابعة من “مسير درب الأردن” بريطانيا: نحترم استقلال المحكمة الجنائية الدولية ما هو معدل ضربات قلبك المثالي قياسا لعمرك؟ برنامج Jordan Source ينهي مشاركته في فعاليات منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024 لنمو الشعر في المناطق الصلعاء.. عليك بزيت إكليل الجبل أستراليا تتجه لسن قانون يمنع الأطفال من وسائل التواصل الصين والبرازيل ترتقيان بالعلاقات الثنائية من أجل صياغة مستقبل مشترك لعقل قوي.. 9 عادات سلبية عليك التخلص منها دراسة جديدة تحذر.. قلة جودة النوم تسرع من شيخوخة الدماغ الأردن يستضيف دورة الألعاب الرياضية العربية عام 2035 عروض وتخفيضات في المؤسسة الاستهلاكية العسكرية الصفدي يجري مباحثات مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي وزير الثقافة يشيد بمشاريع مكتبة الكويت الوطنية الرقمية وزير الأشغال يؤكد اهمية البدء بتنفيذ المرحلة الثانية بمشروع مركز حفظ المقتنيات الأثرية 100% نسبة الضرر السياحي في البتراء وزير الزراعة: التوسع في خطة الإقراض الزراعي العام المقبل

رمضان الرواشدة: في كل بيت أردني حكاية فلسطينية

رمضان الرواشدة في كل بيت أردني حكاية فلسطينية
الأنباط - سيرة الروائي الأردني رمضان الرواشدة (1964، إربد شمال الأردن) حافلة بالتنوع الذي شهدته، فمن يساري كادح يعمل صحافيًا في صحيفة "الرأي"، إلى رئيس مجلس إدارة هذه الصحيفة الرسمية الأولى في الأردن.
قبل ذلك، شغل منصب مدير عام وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، ومنها انتقل إلى التلفزيون الأردني مديرًا عامًا. وكان قد تبوأ أثناء مسيرته المهنية مهامًا حساسة في رئاسة الوزراء، مستشارًا لرئيس الوزراء، ثم مستشارًا في الديوان الملكي، ثم مرشحًا بقوة لمنصب وزير الثقافة، إلى أن أختار طواعية أن يعود إلى مواقعه، كاتبًا يكتب عن الأردنيين، وهموم الأردنيين. كتب فور تركه العمل الحكومي روايته "المهطوان"، التي صدرت أخيرًا بطبعتها الثانية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وهو الآن في صدد الدفع بروايته الثانية للنشر، التي سيكون عنوانها، كما قال "حكي قرايا". صدر له "انتفاضة وقصص أخرى" (دار الكرمل، عمّان، 1989)، "من حياة رجل فاقد الذاكرة"، أو "الحمراوي" (رواية، عمّان، 1992)، "تلك الليلة" (قصص، دار الينابيع، عمّان، 1995) "أغنية الرعاة" (رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، عمّان، 1998)، "النهر لن يفصلني عنكِ" (رواية، دار أزمنة للنشر والتوزيع، عمّان، 2006)، "جنوبي") (رواية، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمّان، 2019).
حين سألته عن إمكانية إجراء حوار معه وافق فورًا، وطلب أن أحدد أنا المكان والزمان، فحددت الزمان، والأهم أن يكون المكان مقهى السنترال وسط البلد، في العاصمة الأردنية عمان.
كانت الفكرة من اللقاء أن أطمئن عليه، هل ما زال كما نعرفه، أثناء دراسته للأدب الإنكليزي في جامعة اليرموك في إربد. ماذا أخذت منه السلطة، وما الذي أبقته فيه. فكان هذا الحوار(*) يحتم الظرف الراهن أن نبدأ السؤال عن فلسطين. كثيرة هي الملاحظات التي تستوقف المتابع في ما يحدث في غزة الآن، سواء من حيث غطرسة الاحتلال الإسرائيلي، واقتراف جرائمه في العلن، على نحو يبدو كأنه ليس سائلًا عن أحد، أو على مستوى الانحياز الأميركي المعلن الذي لا يضع اعتبارًا حتى للحفاظ على ماء وجه حلفائه العرب، على الصعيد الرسمي، أو.. أو.. أنت ما هو أكثر ما يستوقفك في ما يحدث في غزة الآن؟
الدرس الذي أخذه الفلسطيني، سواء من نكبة 1948، أو نكسة 1967. أقصد على صعيد التهجير. لم تحدث هجرة فلسطينية. الفلسطيني لم يهاجر. جعل الاحتلال الإسرائيلي غزة غير صالحة للحياة فيها، ومع ذلك لم يهاجر الفلسطيني. على العكس، عندما فتحوا معبر رفح، بدل أن يغادر الفلسطينيون غزة، رأينا من في مصر من الفلسطينيين يعودون إلى غزة. وهذا يدل على القناعة لدى الفلسطيني أن لا يترك أرضه. ويتخذ هذا الأمر أهميته إذا علمنا أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف منذ ستين سنة إلى تهجير الفلسطينيين، وتحقيق حلم يهودية الدولة. وهذا لا يقتصر على فلسطينيي غزة فقط، بل كل فلسطين، بما في ذلك عرب 48، الفلسطينيون الذين صمدوا على أرضهم، كان هنالك توجه إلى تهجيرهم.
"بدل أن يغادر الفلسطينيون غزة، رأينا من في مصر من الفلسطينيين يعودون إلى غزة"


وحتى تتضح الصورة أكثر، هنالك أربعة أهداف من العدوان الإسرائيلي على غزة. أولًا، تهجير سكان غزة. ثانيًا، السيطرة على قطاع غزة وإدارته إسرائيليًا. ثالثًا، تحطيم قدرة حماس على المقاومة. رابعًا، تحرير الجنود والمدنيين الإسرائيليين لدى حماس. ولم يتحقق أي هدف من هذه الأهداف الأربعة.

(*) هل تعني أن حماس قد تنتصر في هذه الحرب؟
ليس مطلوبًا منها أن تنتصر، بل أن تُوقع أكبر قدر ممكن من الخسائر في الجيش الإسرائيلي، مما يدفعهم دفعًا إلى التفاوض. ومن ثم، تحقيق مكتسبات فلسطينية عبر هذا السياق.

(*) لننتقل إلى الحديث عن الساحة الأردنية والأدب الأردني. أين الأردن في الأدب الأردني. نلاحظ أن أغلب ما يكتب له علاقة بقضايا عربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فيما يغيب الأردن، مكانًا، زمانًا، بيئة، حالة. أين الأردن في الأدب الأردني؟
يغلب على شخصية الأردني الشعور الديني والقومي، لهذا نراه دائمًا مسكونًا بالهم العربي، فالأردني ناصر كثيرًا من القضايا العربية العادلة، وهذا انعكس على الأدب، فقد تنبأ الأديب سالم النحاس بالانتفاضة الفلسطينية في روايته "أوراق عاقر".

""المهطوان"، هي الرواية الأقرب إلى قلبي، إذ تقدم رؤية للهوية الأردنية، وللنضال الفلسطيني، وصيرورته، وتدين الأحكام العرفية في الأردن"



فيما انشغلت رواية "أنت منذ اليوم" لتيسير السبول بنكسة 1967، وهي النكسة التي انتحر الكاتب بسببها، بعد أن تهاوت أحلامه التي كان يراهن عليها. وهنالك كثير من الأدباء الأردنيين الذين شغلهم الهم العربي: حسني فريز، محمود سيف الدين الإيراني، مؤنس الرزاز، وغبرهم، ممن كتبوا عن عواصم عربية. لكن، منذ التسعينيات، صار هنالك اهتمام بتثبيت القطرية الأردنية، والانطلاق منها للقضايا العربية، فكتبت روايتي "الحمراوي"، وقرأنا "العتبات" لمفلح العدوان، و"دفاتر الوراق"، و"أفاعي النار" لجلال برجس، و"تراب الغريب" لهزاع البراري، و"المحظية" لعبد السلام صالح، وغيرها من الأعمال في القصة القصيرة، والرواية، والمسرح، التي نتلمس فيها البيئة الأردنية. لكن ذلك لم يأت على حساب القضية الفلسطينية، ففي كل بيت أردني حكاية فلسطينية، وهذا له انعكاساته في الأدب الأردني.

(*) أبرز ما كتب إبداعيًا في الأردن كتب من قبل شخصيات يسارية، غالب هلسا، تيسير سبول، ربما، مصطفى وهبي التل (عرار)، في حين لم ينتج كاتب السلطة أدبًا راسخًا.
لأن اليساري مثقف، مطلع، ينتمي إلى أصول فكرية سياسية، لكن هذا الطرح ليس مطلقًا، فالروائي جلال برجس على سبيل المثال لم يأت من اليسار، بل هو نتاج البيئة الأردنية. أضف إلى ذلك، السلطة لم تنجح في إنتاج كاتبها.

(*) في رأيك، ما الفرق بين رمضان الرواشدة اليساري، الذي كتب "الحمراوي" مطلع التسعينيات، وفازت بجائزة نجيب محفوظ لأفضل رواية عربية، ورمضان الرواشدة، الخارج من السلطة، وكتب رواية "المهطوان"؟
لا فرق، لم يتغير رمضان المؤمن بالمبادئ والقيم. على ذكر "المهطوان"، فهي الرواية الأقرب إلى قلبي، إذ تقدم رؤية للهوية الأردنية، وللنضال الفلسطيني، وصيرورته، وتدين الأحكام العرفية في الأردن. وقد قدمت الرواية على المسرح بتوقيع المخرج صلاح حوراني، ولا أخفيك توقعنا حين عرضها أن نتعرض للمساءلة، بسبب حدة النقد فيها ، لكن شيئًا من هذا لم يحدث، وهذا يدل على تسامح السلطة مع المعارضة في الأردن.

(*) هل هنالك توجه لأعمال مسرحية أخرى، بالتعاون مع صلاح حوراني؟
صلاح حوراني مخرج مبدع، ونعمل حاليًا على مسرحة رواية "النهر لن يفصلني عنك"، التي صدرت عام 2006. المسرحية ستكون مناسبة جدًا لما يحدث في غزة الآن، فهي بمثابة بوح أردني تجاه فلسطين، كل فلسطين.

(*) يبدو مألوفًا في الأردن أن يتولى رموز من اليساريين، والمعارضين، والحزبيين، مناصب مهمة في السلطة، وبعضهم تولى حقائب وزارية. إلى ماذا تعيد ذلك؟
لنقل إن السلطة في الأردن يهمها "سرقة" مثل هؤلاء، وتوظيفهم في جهاز الدولة، مستفيدة من وجودهم كخلفيات تجمل المشهد السياسي الأردني في الداخل والخارج.

(*) قلت في ندوة لك في منتدى شومان إن خروجك من الحكومة سمح لك أن تكتب "المهطوان"، وهنالك رواية أخرى على الطريق. بعضهم فهم الأمر كأنك تحاول أن تجد تعزية لترك العمل الحكومي؟
لقد قدمت استقالتي طواعية مني، بعد أن وصلت إلى مرحلة عدم القدرة على التفاهم مع كثير من التحديات التي تخدم الموظفين، وترتقي بمستوى المهنة. أما كوني كتبت "المهطوان" بعد تركي للعمل الرسمي، فأحب أن أوضح أن الوظيفة الرسمية لا تحد من قدرات المبدع، لكنها قد تحد من عملية النشر، فقد يكون من الصعب تفهم ما جاء في رواية "المطهوان" التي تدين مرحلة سياسية مهمة في الأردن، وكاتبها يشغل موقعًا رسميًا. من جانب آخر، لقد قرأت كثيرًا أثناء تولي مهامي الرسمية، أي أن العمل الرسمي لم يؤثر علي كمثقف.

(*) كيف رأيت السلطة في الأردن وأنت في داخلها؟
السلطة في الأردن بالذات أقرب لنا كمثقفين، ويساريين، ومعارضين، فلا ننسى أنه منذ نشأت الدولة الأردنية لم يعدم أي معارض سياسي. وأقولها: النظام الملكي أرحم بكثير من الأنظمة الشمولية. ولنعترف بمركزية الديمقراطية ودكتاتوريتها داخل الأحزاب، والدليل كثرة الانشقاقات في هذا الحزب، أو ذاك. وقد لاحظت أن السلطة في الأردن لا تقطع رزق أحد. في بعض الحالات يتم الصبر على بعضهم حتى يبلغوا سن التقاعد، قبل اتخاذ قرار بعدم الصلاحية للاستمرار في العمل. وذلك حتى يؤمن المعني راتبًا يعينه على متطلبات الحياة.

(*) ما رأيك بمقولة أن رأي الروائي بما يكتب مضلل، وعليه أن يستعين بآراء آخرين قبل أن يدفع منشوره للطباعة والنشر؟
صحيح. يجب أن يعرض المخطوط على أصدقاء ثقة قبل انطلاقه للنشر. أنا أخذ برأي عدد لا يقل عن سبعة أصدقاء، قبل اتخاذ قرار النشر. وهنالك دور لعائلتي التي تقرأ ما أكتب، واهتم كثيرًا برأي وملاحظات زوجتي، إذ لها رؤيتها التي أهتم بها. لقد ذهبت برواية "جنوبي" إلى مختبر السرد الأردني، وتمت مناقشة العمل، وأخذت بالملاحظات التي وردت.

(*) هل اكتشفت لاحقًا أنك لو درست الأدب العربي لكان ذلك ربما أفضل؟
دراستي للأدب الإنكليزي أفادتني بحصيلة من المعارف، وسمحت لي أن أقرأ بعض الأدباء بلغتهم. فالترجمة ليست أمينة دائمًا للنص، وقد تتسبب، في حالات، في التأثير على المعنى. هنالك مترجمون استثناء، أذكر منهم، على سبيل المثال لا الحصر، عبد الواحد لؤلؤة من العراق، ومحمود السمرة من الأردن.

(*) ماذا عن عملك المقبل؟
"حكي القرايا"، هذا هو عنوان الرواية المقبلة، التي أتريث قبل نشرها، بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة. الرواية تستعرض مفاصل تاريخية من عمر الدولة الأردنية، منذ عام 1921، وهي تسرد الشفوي الأردني وليس الرسمي. استندت في كتابتها على قراءات تاريخية، ومقابلات مع رواة شفويين، إضافة إلى اعتمادي على المخيلة التي تجعل المكتوب رواية وليس تاريخًا.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير