الأنباط - بقلم: سعد فهد العشوش
إن العمل التطوعي بحد ذاته يعد سلوكا حضاريا يعزز من وجود الفرد داخل مجتمعه، ويساعده على تقديم الخير ومد يد العون والمساعدة لمن يستحقها، كما انه يساهم في تعزيز قيم التعاون والتضامن والتكافل بين أفراد المجتمع الواحد.
ولأن مجتمعنا الأردني هو مجتمع فتي ويشكل فيه الشباب السواد الأعظم، ويمتلك العقل والطموح والطاقة التي تحتاج الى من يفجرها ويحسن استثمارها، فإن مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والمؤسسات الأهلية والأحزاب السياسية، معنية بغرس وتعزيز قيم العمل التطوعي في نفوس الشباب، وتحفيزهم على المشاركة والانخراط به، وتشجيعهم على اطلاق المبادرات بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، والتي تنعكس إيجابا على الفرد والمجتمع.
فإذا ما ذكرنا العمل التطوعي فإننا نذكر القيم الإنسانية الراقية، والتي اذا ما تم التخطيط لها بعناية فإنها تعد مصنعا لجيل فاعل قادر على مواجهة التحديات وتحويل المحن الى منح والتحديات إلى فرص، حيث ينعكس ذلك إيجابا على الشخص المتطوع قبل ان ينعكس على غيره، فالتطوع يعمل على تراكم الخبرات لدى الفرد الذي يعمل في هذا المجال، ويساهم في زيادة معرفته واكتساب مهارات جديدة تجعله يتقدم عمليا في الحياة، ويضيف مدماكا جديدا في بناء مجتمعه ووطنه.
والتطوع لا يقتصر على تقديم الخدمة للمحتاجين والفقراء داخل المجتمع الضيق، وانما قد يتعدى ذلك حدود الوطن ليصبح عالميا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فقد يكون التطوع في مساعدة الدول والشعوب المنكوبة والمهشة، وقد يكون في مجال القضاء على الأمية العالمية، وقد يكون في مجال القضاء على الأمراض والتلوث والبطالة وتحقيق أهداف التنمية بكل أشكالها.