"همم": ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي جريمة حرب .. ومفوضية حقوق الإنسان موقفها خجولاً ولا يليق بدورها
قالت هيئة تنسيق مؤسسات المجتمع المدني "همم" أن ما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة جريمة حرب مكتملة الأركان، وخرق لمواثيق حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، مؤكدة أنه رغم كل هذه الفظائع، والجرائم، وتوثيق وسائل الإعلام لها بالصوت والصورة، إلا أن صوت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بدا خجولاً، وملتبساً، ووصفته "همم" بأنه لا يليق، ولا يتفق مع دور المفوضية، وولايتها.
ودعت "همم" في مذكرة سلّمتها للمفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بعد اجتماعها معه في عمان الجمعة إلى دحض حجج الاحتلال بحقه في الدفاع عن نفسه، مشيرة بالاتجاه الآخر بحق الشعب بمقاومة المحتل، وحق تقرير المصير.
وطالبت "همم" المفوضية السامية لحقوق الإنسان في رصد الانتهاكات، والجرائم التي يرتكبها الاحتلال، ومساءلته، ومنع إفلاته من العقاب.
وفيما يلي نص الرسالة :-
سعادة السيد فولكر تورك
المفوض السامي لحقوق الانسان في الامم المتحدة
الموضوع : مذكرة من هيئة تنسيق مؤسسات المجتمع المدني "همم" حول الجرائم الاسرائيلية في غزة وموقف المفوضية
تحية وبعد؛
مضى أكثر من شهر على بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وحتى كتابة هذة المذكرة فإن حرب إبادة يشنها جيش الاحتلال ذهب ضحيتها أكثر من 10 آلاف شهيدًا من المدنيين، منهم ما يزيد عن 4 آلاف طفل ، هذا عدا عن التدمير الشامل لكل البنى التحتية ، واستهداف وحشي للمستشفيات، والمدارس تحت ذرائع كاذبة، وواهية، وقطع للكهرباء ، والماء، والاتصالات في عقاب جماعي للسكان، ومحاولة لارتكاب الجرائم في الظلام، بالتزامن مع قتل ممنهج، ومتعمد للصحفيين.
كل ما قام، ويقوم به الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب مكتملة الأركان، وخرق لكل القانون الدولي الانساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان ، فإسرائيل حتى اللحظة تتعمد التهجير القسري بشكل مكشوف ودون مواربة، فقد نزح ما يزيد عن مليون ونصف المليون من أهالي غزة المدنيين ، وتواصل أيضًا حرب إبادة بعد قصف بكل أنواع الأسلحة دون توقف، بما فيها الأسلحة المحظورة دوليًا، ولم يتحرك المجتمع الدولي الذي اشبعنا حديثًا عن القيم الإنسانية وحقوق الإنسان لوضع حد لهذه الجريمة المستمرة.
رغم كل هذه الفظائع، والجرائم التي يرتكبها الاحتلال، وتوثقها وسائل الإعلام في الصوت والصورة فإن صوت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بدى خجولاً، ملتبسا، وبصراحة يمكن القول :- موقفكم لا يليق ، ولا يتفق مع دوركم ، وولايتكم.
سعادة المفوض السامي ؛
إن هيئة تنسيق مؤسسات المجتمع المدني "همم" يسجل الملاحظات التالية على موقف وتحركات المفوضية على النحو التالي :-
المفوض السامي ؛
آن الأوان للمفوضية السامية لحقوق الإنسان أن تتخذ موقفا يتعدى التعاطف الإنساني مع الشعب الفلسطيني ، وتذهب بقوة لحماية حقوق الإنسان من الجرائم التي ترتكبها دولة الفصل العنصري إسرائيل، ولهذا نطالبكم بالتالي:-
المفوض السامي ،
نحرص على العمل مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان بقدر ما تكون وفية، وإمنية على مبادئ حقوق الإنسان ، وحين لا تلتزم بانفاذها والدفاع عنها ، فهي لا تمثل ضمير العالم ، وإحراره ، ولن نكون أبدًا في مركبها.
ننتظر أن تتجاوبوا مع مذكرتنا .
هديل عبدالعزيز
المنسقة العام لـ هيئة تنسيق مؤسسات المجتمع المدني "همم"