الأنباط -
عندما ينشط الجسم جهاز المناعة فإنه يرسل خلايا التهابية تهاجم البكتيريا أو تشفي الأنسجة التالفة. وإذا أرسل الجسم هذه الخلايا عندما لا تكون مريضا أو مصابا، فقد يكون لديك التهاب مزمن.
وهناك ضجة كبيرة حول مصطلح "الالتهاب" في الوقت الحالي. ويبدو أن الجميع يتحدث عن هذه العملية الجسدية المهمة وتأثيرها المحتمل على صحتنا، من الاكتشافات العلمية الجديدة إلى المشاهير والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
ما هو الالتهاب؟
عندما يصاب جسمنا بجروح أو يواجه عدوى، فإنه ينشط آليات الدفاع لحماية نفسه. ويقوم بذلك عن طريق توجيه خلايانا لمحاربة الكائن الغازي. وتسبب عملية القتال هذه التهابا يظهر غالبا على شكل تورم واحمرار وألم.
وعلى المدى القصير، يعد الالتهاب علامة على أن جسمك يتعافى. وإذا استمر الالتهاب لفترة أطول يطلق عليه اسم "الالتهاب المزمن". ويمكن أن يشير ذلك إلى مشكلة صحية مثل التهاب المفاصل وأمراض القلب والسكري والخرف أو غيرها من اضطرابات المناعة الذاتية.
وقد تظهر علامات وأعراض الالتهاب المزمن من عدة أشهر إلى سنوات وتشمل:
- الألم المستمر
- التعب المزمن أو الأرق
- تصلب المفاصل
- مشاكل البشرة
- علامات الدم المرتفعة (مثل بروتين سي التفاعلي)
- المشاكل في الجهاز الهضمي (إمساك، إسهال، ارتجاع المريء)
- الاكتئاب والقلق واضطرابات المزاج
- الزيادة أو الخسارة في الوزن غير المقصودة
- نزلات البرد المتكررة أو الانفلونزا
ما الدور الذي يلعبه النظام الغذائي؟
العلاقة بين الغذاء والالتهاب معترف بها جيدا. وبشكل عام، قد تنشّط بعض مكونات الطعام جهاز المناعة عن طريق إنتاج السيتوكينات المؤيدة للالتهابات (بروتينات صغيرة مهمة في إشارات الخلية) أو تقليل إنتاج السيتوكينات المضادة للالتهابات.
وقد يؤدي اتباع "نظام غذائي مؤيد للالتهابات" إلى زيادة الالتهاب في الجسم على المدى الطويل. وعادة ما تكون هذه الحميات منخفضة في المنتجات الطازجة مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، ومرتفعة في المخبوزات التجارية والأطعمة المقلية والسكريات المضافة واللحوم الحمراء والمعالجة.
وفي المقابل، يرتبط النظام الغذائي "المضاد للالتهابات" بتقليل الالتهاب في الجسم. ولا يوجد نظام غذائي واحد مضاد للالتهابات، إلا أن هناك مثالان معترف بهما ومدعومان بالأدلة هما نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي والنُهج الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم (DASH).
وتشمل الأنظمة الغذائية المضادة للالتهابات عادة العناصر التالية:
1. نسبة عالية من مضادات الأكسدة: تساعد هذه المركبات الجسم على محاربة الجذور الحرة أو الذرات غير المستقرة، والتي ترتبط بكميات كبيرة بأمراض مثل السرطان وأمراض القلب. وأفضل طريقة لاستهلاك مضادات الأكسدة هي تناول الكثير من الفواكه والخضروات.
وتظهر الأبحاث أن الفواكه والخضروات المجمدة والمجففة والمعلبة يمكن أن تكون جيدة مثل الطازجة.
2. نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة "الصحية": توجد الدهون الأحادية غير المشبعة وأحماض أوميغا 3 الدهنية في الأسماك (السردين والماكريل والسلمون والتونة) والبذور والمكسرات والزيوت النباتية (زيت الزيتون وزيت بذور الكتان)
3. نسبة عالية من الألياف والبريبيوتكس: يعد الجزر والقرنبيط والبروكلي والخضراوات الورقية مصادر جيدة للألياف. وتعزز البريبايوتكس (الأطعمة أو المكملات الغذائية التي تحتوي على المِكروبات الحية) نمو الكائنات الحية الدقيقة المفيدة في أمعائنا ويمكن أن تأتي من البصل والكراث والهليون والثوم والموز والعدس والبقوليات
4. نسبة منخفضة في الأطعمة المصنعة: تحتوي على الكربوهيدرات المكررة (المعجنات والفطائر والمشروبات المحلاة بالسكر والأطعمة المقلية واللحوم المصنعة).
التهاب المفاصل الروماتويدي والخرف والاكتئاب
هناك أدلة مختلطة على دور الأنظمة الغذائية المضادة للالتهابات في إدارة آلام التهاب المفاصل الروماتويدي. ووجدت مراجعة منهجية حديثة عام 2021 (حيث قام الباحثون بتجميع الأدلة المتاحة وفحصها بعناية حول موضوع ما) أن تناول نظام غذائي مضاد للالتهابات يؤدي على الأرجح إلى تقليل الألم بشكل ملحوظ لدى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي عند مقارنته بالأنظمة الغذائية الأخرى.
وللالتهاب دور كبير في تطور الأمراض العصبية التنكسية مثل ألزهايمر وأمراض الخرف الأخرى، وتشير الدلائل إلى أن الأنظمة الغذائية المضادة للالتهابات قد تساعد في حماية الدماغ.
وأظهرت مراجعة تعود لعام 2016 أن اتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات قد يكون وقائيا من الضعف الإدراكي والخرف، ولكن هناك حاجة لمزيد من التجارب العشوائية ذات الشواهد الكبيرة.
وتم ربط الالتهاب أيضا بالصحة العقلية، حيث أبلغ الذين يتبعون نظاما غذائيا معززا للالتهابات عن المزيد من أعراض الاكتئاب. وبالتالي فإن النظام الغذائي هو العنصر الأساسي لنهج أسلوب الحياة لإدارة القلق والصحة العقلية.
ويعد تناول الطعام حسب نظام غذائي مضاد للالتهابات آمن، ومن المرجح أن يدعم الصحة ويمنع الأمراض المزمنة في المستقبل. وإذا كنت تبحث عن نصائح غذائية مخصصة أو خطة وجبات مضادة للالتهابات، فمن الأفضل التحدث مع اختصاصي تغذية ممارس معتمد.