الأنباط -
الأنباط – زينة البربور
بعد العمل الغير إنساني الذي قامت به روسيا حسب ما وصفته السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة بقرارها بعدم تمديد اتفاق الحبوب في البحر الأسود باتت التخوفات عالمية خاصة وأنها كانت تسمح بمرور المواد الغذائية إلى مناطق كثيرة حول العالم.
تساؤلات كثيرة طرحت حاول عن مدى تأثر الأردن بهذه الازمة العالمية كان للخبير الاقتصادي حسام عايش رأيه فيها حيث تحدث لـ " الأنباط " أنه لن يكون له تأثير صريح على الأردن لكن تأثيراته ستكون على المعروض من الحبوب في الأسواق العالمية لافتا أنه كلما انخفض هذا المعروض كلما ارتفعت الأسعار وبالتالي عندما يذهب الأردن لمزيد من المشتريات الخارجية ستكون الأسعار مرتفعة وهذا ما سينعكس على ارتفاع الأسعار في الأردن، مشيراً إلى المخزون الاستراتيجي للحبوب في الأردن كالقمح وغيره من المنتجات الغذائية الرئيسية فبعضها يكفي لسنة وغيرها يكفي لأكثر من ذلك مبينا أن التأثر بهذه الأزمة لن يكون فوريا.
وأضاف، أنه بالنظر إلى أن أسعار الحبوب والمواد الغذائية التي انخفضت في الفترة الماضية فقد شكلت فرصة للمستوردين الأردنيين في تخزين كميات احتياطية يفترض أن تبدأ آثارها السعرية المنخفضة بالظهور اعتبارا من الشهر القادم والشهر الذي يليه، لافتا اعتقاده أن قرار روسيا بوقف تمديد اتفاقية الحبوب مع أوكرانيا له تداعيات معنوية على القطاعات الأخرى وبالتالي تراجع الأسعار الذي وعدت به الجهات المعنية في الأردن في شهر أيلول ربما يكون أقل مما هو متوقع وربما لن ينخفض على خلفية أن الأسعار العالمية التي ارتفعت في الفترة الماضية وبالتالي الأسعار لن ترتفع في الأردن لكنها لن تنخفض هذا على الأقل في الأشهر القادمة.
وأكد، أن الإشكالية الأخطر في حالة نفذت أوكرانيا كما تقول بفتح خطوط تصدير بالاتفاق مع الحلف الأطلسي مبينا أن الازمة ستكون انتقلت من أزمة روسيا الى ازمة اشتباكات في البحر الأسود وهذه ربما تؤثر على مستوردات دول أخرى كرومانيا، لافتاً أن الآثار الفورية لهذه الازمة ليست موجودة بينما الاثار المتوسطة قائمة ونتائج انتفاض المعروض العالمي من الحبوب والقمح ربما تتواصل في الفترة القادمة يعززها ان دول مثل الهند او الصين لديها موسم انتاج اقل بسبب الامطارالغزيرة التي أتلفت الكثير من الحقول وبالتالي حين تتحول الهند والصين إلى دول مستوردة او توقف صادراتها فهذا يكفي لأن توقف التأثير على السوق العالمية وبالتالي على الأردن في مرحلة لاحقة.
من جانبه أكد الخبير الاقتصادي وجدي مخامرة أنه وفقا للتوجيهات الملكية فإن الأردن يمتلك مخزون حبوب لغاية 9 أشهر لافتا أنه على المدى المتوسط لن يكون هناك تأثير ولكن على المدى الطويل سيكون بالتأكيد له انعكاس واضح على الأسعار عالميا ومن ضمنها الأردن.
وبين، أنه في حال تفاقمت المشكلة ستلجأ الأردن بالتأكيد إلى أسواق بديلة تعوض النقص إضافة الى تعزيز فكرة التقشف لدى المواطن الأردني وتحديد أولويات للاستهلاك.
ووفقا لتصريح الناطق الإعلامي باسم وزارة الصناعة والتجارة والتموين ينال البرماوي، فقد أكد توفر مخزون استراتيجي كاف وآمن من مادتي القمح والشعير، يكفي للاستهلاك المحلي لمدة 12 شهرا لكل منهما، مبيناً أن توفر هذا المخزون يجعل المملكة في منأى على المدى القريب من التأثر بانسحاب روسيا من اتفاق الحبوب.
وتابع، إذا طالت الأزمة بالتأكيد سيكون لها انعكاسات سلبية على الأسواق العالمية وإمدادات الحبوب وخاصة القمح، ما قد يؤدي لارتفاع الأسعار وتأثر البلدان المستوردة، موضحاً أن الأردن يستورد القمح والشعير من مناشئ مختلفة وأن الوزارة لديها خطة لزيادة الاستطاعة التخزينية للمملكة من القمح والشعير لحوالي 2.5 مليون طن مع نهاية العام الحالي، من خلال إنشاء المزيد من المستوعبات.
وأشار البرماوي، إلى أن وزارة الصناعة والتجارة والتموين تطرح باستمرار مناقصات لشراء مزيد من الكميات، لإبقاء المخزون في مستويات مرتفعة، مبينا أن الاستهلاك الشهري للأردن من القمح يبلغ 90 ألف طن.
من الجدير ذكره أن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أتهمت موسكو بـ"احتجاز الإنسانية رهينة" كما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن "نتيجة ما قامت به روسيا اليوم من استخدام الغذاء كسلاح.. سيكون جعل وصول الغذاء إلى الأمكنة التي في حاجة ماسة إليه أكثر صعوبة، إضافة الى زيادة الأسعار"، مضيفا "خلاصة القول إن (ما حصل) غير مقبول".