الأنباط -
أثر الأزمة السودانية على الاقتصاد الأردني
الأنباط-عمر الكعابنة
بعد الأزمة الأوكرانية الروسية التي أثرت على الاقتصاد العالمي والأردني بشكل خاص، تتوجه الأنظار في الشارع الأردني نحو الأزمة السودانية ومدى تأثيرها على الاقتصاد الأردني وماهية الاستعدادات الأردنية لمثل هذه الأزمات.
أوضح الخبير الاقتصادي حسام عايش لـ"الأنباط" أن حجم التبادل بين الأردن والسودان حوالي 100 إلى 120 مليون دينار وهو حجم منخفض لكن مع ذلك فإن أي تراجع في التبادلات التجارية بين البلدين تؤثر على الأردن وغيرها من الدول، وبالذات عندما تكون مرتبطة ببعض الاحتياجات الغذائية حيث تقدر مستوردات الأردن من لحوم العجول الحية والمبردة من السودان بـ 10% من احتياجاتها، واستيراد 750 طن من اللحوم المبردة بنسبة 15% من إجمالي مستوردات من هذه اللحوم ونحو 1800 رأس من الأغنام الحية أيضا.
وأضاف أنه تم توقيع أكثر من 18 اتفاقية ومذكرات تفاهم بين الأردن و السودان منذ عام 2006 لكن التبادل التجاري يراوح مكانه منذ 2010-2011 بحوالي 100 إلى 120 مليون دينار ، معتقدا أنه مازال عند هذا المستوى لحد هذه اللحظة ما يعني أن الإجراءات المتعلقة بتحسين العلاقات التجارية بين البلدين بقي معظمها حبراً على الورق، مشيرا إلى أن حجم التضخم في السودان مرتفع للغاية حيث بلغ في شهر شباط الماضي 63% من وفي شهر كانون الثاني الماضي 83% ما يعني أن الأوضاع الاقتصادية صعبة في السودان.
وتابع أن أمام هذه الظروف ربما سيصبح هناك تحول للبحث عن مصادر أخرى لتلبية احتياجات الأردن وبالذات عندما نتحدث عن السلع الغذائية ، مبينا أن تأثير الاستثمارات السودانية في الأردن أو حجمها منخفض للغاية في سوقها المالي ويقدر بـ 200 ألف دينار لجميع الاستثمارات وحجم الصادرات الأردنية للسودان حوالي 62 مليون دينار والواردات حوالي 47 مليون دينار بقيمة 110 مليون دينار من التبادل التجاري وهذا الرقم يكاد يكون مستقرًا.
وبين أن الاقتصاد السوداني تأثّر كثيراً بالأزمة الحاصلة فيه ، موضحاً أن حجم التبادل التجاري السوداني يقدر بـ حوالي 15 مليار دولار وهذا حجم منخفض لدولة مثل السودان لكن يعكس الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة، لافتاً أن هناك مشكلة في تأثر 2 مليار دولار مع عائدات صادرات الذهب السوداني الذي حل محل النفط الذي ذهب في معظمه إلى دولة جنوب السودان.
وأشار أن الأردن يستورد من السودان إلى جانب اللحوم والبذور السمسم بقيمة 33 مليون دينار تقريباً والفحم الخشبي ويصدر إلىيه أدوية ومكيفات وفولاذ وأسمدة ، ما معناه أن القطاعات المعنية لربما يتأثر نشاطها لكن بالإجمال حجم تأثر الاقتصاد الأردني بما يحدث في السودان منخفض.
وزاد أن الحالات التي يتأثر بها الأردن جزئيا من توترات في مناطق مختلفة في العالم ربما يؤدي في حصيلته النهائية إلى تأثيرات أكبر على الاقتصاد الأردني ، منوهاً أنه من الممكن أن يؤثر الصراع السوداني على دول أخرى في القارة الإفريقية لديها تبادل تجاري مع الأردن أو يسعى لزيادة حجم التبادل التجاري معها وبالذات الصادرات، مشددا أن على الأردن التحوّط من الآن لإيجاد بدائل أو أسواق بديلة يمكن التعامل معها في حال جرّت الأزمة السودانية دولاً أخرى للإنخراط فيها مع كل الآثار السلبية المترتبة على الأوضاع الاقتصادية في السودان وفي تلك الدول.
واختتم عايش حديثه لـ"الأنباط" أن الأزمة السودانية نموذج لما يفترض أن يكون سبباً لوضع سيناريوهات في التعامل مع دول هشة في أفريقيا وآسيا وغيرها من الدول نتبادل معها تجارياً وبالذات على مستوى الصادرات الأمر الذي يعني أن علينا إيجاد بدائل للتعامل السريع أو الانتقال السريع إذا ما حدث أزمات في هذه الدول.
من ناحيته أشار مساعد الأمين العام للتسويق والجودة في وزارة الزراعة حازم الصمادي في تصريحات صحفية سابقة أن الوزارة تنظر للأزمة في السودان على أنها غير مؤثرة على سوق اللحوم في الأردن ولا على سوق الحيوانات الحية كون السودان لا يعتبر مصدرا رئيسيا من مصادر اللحوم في الأسواق الأردنية؛ وبالتالي المناشئ الأخرى المتاحة لـ الأردن تغطي حاجة السوق وتفوقه.
وأضاف أن الأسواق الرئيسية للأردن هي رومانيا وتأتي بعدها وأستراليا وهنغاريا وإسبانيا ، مبيناً أن 90% من اللحوم يستورده الأردن من رومانيا، ويبلغ عدد الخراف الحية في الأردن نحو 4.3 مليون رأس تصدر المملكة منها نصف مليون رأس سنويا، لافتا أن الوزارة تركز في استيرادها على اللحوم الحية مع "تناقص الرغبة في استيراد اللحوم المبردة" وخلال العام الحالي، لم يستورد الأردن لحوما مبردة من السودان