الأنباط -
رعى رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مساد افتتاح فعاليات المؤتمر العلمي الثالث لكلية الصيدلة "الاتجاهات الحديثة في الأبحاث الصيدلانية"، الذي يشارك فيه نخبة من الأكاديميين والخبراء والمختصين وممثلين من القطاعات الشريكة كوزارة الصحة، والخدمات الطبية الملكية، ونقابة الصيادلة الأردنيين، والمؤسسة العامة للغذاء والدواء، ومؤسسة الحسين للسرطان.
وقال مسّاد إن ما يمكن كلية الصيدلة من أن تكون في مصاف كليات الصيدلة ليس على مستوى كليات الصيدلة في الجامعات الأردنية فحسب وإنما على مستوى المنطقة هو التشبيك بين الباحثين من مختلف الكليات وفتح أبواب التعاون البحثي بين أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الصيدلة مع الباحثين من مختلف الكليات الصحية والتكنولوجية الأخرى داخل الجامعة وخارجها من أجل إجراء بحوث علمية نوعية رصينة تحقق الرؤية الحديثة في الاتجاهات الصيدلانية.
وتابع: إن البحث العلمي في كلية الصيدلة يسير بالإتجاه الصحيح حيث ان البحوث العلمية التي يجريها أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية لا تبقى ثابتة عند نوع واحد من البحث العلمي وإنما تتغير وتتطور حسب احتياجات البحث العلمي واتجاهاته العالمية، كما ان هذه البحوث التي يتم إجرائها إما لغايات الترقية او النشر العلمي تراعي الاتجاهات الحديثة في البحث العلمي الصيدلاني والصناعات الدوائية.
وشدد على أهمية التعاون الدائم بين العاملين في المجال الصيدلاني مع العاملين في القطاع الصحي بمختلف مجالاته بهدف تحقيق الرفعة لهذا القطاع وتقديم الخدمات الصحية الفضلى.
وأشاد مسّاد بالمستوى العلمي والبحثي المتميز لكلية الصيدلة في الجامعة التي تواكب على الدوام التطورات العلمية المختلفة في العلوم الصيدلانية والصناعات الدوائية مما يمكنها من تخريج جيل من الشباب الواعد ورفد القطاع الصيدلاني داخل الأردن وخارجه بصيادلة مؤهلين ومدربين وقادرين على خدمة وتطوير هذا القطاع.
عميدة كلية الصيدلة الدكتورة ميرفت الصوص أكدت في كلمتها التي ألقتها خلال الافتتاح على أن جامعة اليرموك كانت على الدوام الحاضنة لكل ما يسهم في تطوير القدرات، وتعزيز المهارات، ورعاية الانسان العربي الذي يتوق للتغيير من بوابة العلم الرصين والاستقصاء والبحث الدائم، مثمنة الدعم الدائم الذي توليه إدارة الجامعة لكلية الصيدلة فيها مما يمكنها من خلال كادرها الإداري والتدريسي المتميز من أداء دورها في خدمة المجتمع بجانبيه الإنساني والعلمي.
وقالت الصوص إن الإيقاع السريع وتفجر المعرفة وآفاقها المتسارعة في الزمن الحاضر يتطلب منا مواكبة كل ما هو جديد في الصناعة الدوائية والابحاث الصيدلانية بمختلف اتجاهاتها الحديثة التي تعنى بتحسين حياة الانسان من خلال التجربة والابتكار والسؤال والبحث الدائمين.
وأكدت أن نجاح الجامعات في تأدية رسالتها العلمية والأكاديمية كفيل في تعزيز مجتمعاتنا والارتقاء بها سيما وأن الجامعات الحاضنة الأولى للبحث والباحثين، لافتة إلى أن انعقاد هذا المؤتمر بمشاركة وتفاعل كفاءات من الباحثين في القطاع الأكاديمي الصيدلاني والصناعة الدوائية يأتي لنتشارك الخبرات والمعارف التي نقلت الصناعة الدوائية الى مراحل متقدمة، مؤكدة أن النجاحات والسمعة والانتشار للدواء الاردني ما هو إلا دليل على خبرات تراكمت وصنعت الفارق بأيدي وعقول عربية اردنية خالصة.
وأشارت إلى ان كلية الصيدلة عملت على تطوير بيئتها التعليمية من خلال الايفاء بمتطلبات الاعتمادية الامريكية والتي حصلت عليها خلال شهر كانون الثاني من هذا العام والتي رافقها تحديث للمختبرات، وزيادة لعدد الكادر التدريسي، وعدد المبتعثين، وتطوير الخطة الدراسية من حيث المحتوى والمضمون، ومراجعة للأنظمة والتعليمات والداخلية وبما يوازي المعمول به في أرقى الجامعات العالمية.
وأضافت أن الكلية ومنذ إنشائها أبرمت العديد من الاتفاقيات مع المؤسسات الصيدلانية مما أسهم في توفير الفرص التدريبية لطلبة الكلية، كما نظمت الحملات التوعوية والأيام الطبية والعلمية، وعقدت ورش العمل وبناء قدرات للكادر الأكاديمي والإداري، وحرصت على توظيف أحدث التقنيات وكل ما يدعم الرؤية المستقبلية لرفد الوطن بنخبة متميزة من الخريجين المؤهلين لسوق العمل.
وخلال فعاليات افتتاح المؤتمر قدمت مديرة الشؤون السريرية مديرة برنامج الإقامة في الصيدلة في مركز الحسين للسرطان الدكتورة لما ناظر عرضا تقديميا حول البحث العلمي الصيدلاني في مركز الحسين للسرطان، استعرضت فيه مدى تقدم البحث العلمي في قسم الصيدلة في المركز، والأنشطة البحثية الرئيسية في القسم، والأهداف الاستراتيجية المستقبلية لتوسيع نطاق الأبحاث الصيدلانية.
وأوضحت ناظر أن الصيادلة إما يتوجهون للعمل في القطاع الصحي لتقديم الرعاية الصحية للمرضى، وإنما للعمل الأكاديمي وإجراء البحوث العلمي التي بالنهاية تقودنا نحو تقديم الخدمات العلاجية للمرضى، مؤكدة ضرورة تطوير المهارات والمعرفة البحثية وخلق ثقافة البحث لدى الصيادلة لتوسيع نطاق البحث الصيدلي.
وأشارت إلى أن رحلة البحث العلمي في مركز الحسين للسرطان هي رحلة نمو مليئة بالتحديات حيث كانت المهارات والمعرفة غير الكافية بين الصيادلة الممارسين لإجراء البحوث، وعدد الموجهين والمدربين في مجال البحث العلمي محدود، وعدم كفاية الوقت لإجراء البحوث وموارد التمويل غير الكافية، مستعرضة مراحل تقدم البحث العلمي في المجال الصيدلاني بالمركز منذ عام 2009 حيث كان هناك عدد قليل من الصيادلة ممن يعملون على البحث العلمي، وصولا إلى عام 2019 حيث أصبح كافة العاملين في الصيدلة مشاركين في العملية البحثية، وأصبح هناك تطوير مرشدين للبحث العلمي، وتنظيم ورش عمل وفعاليات تدريبية منظمة وتحسين جودة البحث من خلال مراكز متخصصة في هذا المجال، وتوفير فرص الدعم للبحوث العلمية.
وقالت ناظر إن ما يمكن البحث العلمي في المركز من الاستمرارية هو التميز في رعاية المرضى، والتطوير المهني وتطوير مهارات التفكير النقدي القائم على الأدلة، مؤكدة حرص المركز على تطوير العملية البحثية فيه من خلال تطوير قدرات الباحثين وإنتاجية البحث والجودة، وتوفير المنح الداخلية الخارجية.
وعلى هامش فعاليات الافتتاح جال مسّاد في معرض لعدد من شركات ومستودعات الأدوية الداعمة والمشاركة في المؤتمر.
وتتضمن فعاليات المؤتمر جلسات علمية تتناول موضوعات علم الأدوية والصيدلة السريرية، والصيدلانيات والتكنولوجية النانونية، والكيمياء الطبية والعقاقير.