الأنباط -
حسين الجغبير
من أبرز الحقائق التي لمسناها في زيارة الوفد الاعلامي الى العراق الأسبوع الحالي ان هناك اجماعا رسميا من مختلف القيادات العراقية على امرين مهمين..
الاول يكمن في تأكيد واضح من جميع القيادات التي التقيناها على مدار يومين بدءا من رئيس الجمهورية مرورا برئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس القضاء الاعلى ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي وقيادات اخرى، تأكيد
ان هناك مصلحة عراقية عليا بالمضي قدما في تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي مع الاردن لاعتبارات عديدة أبرزها بالنسبة للعراق ان المملكة صاحبة فضل، ومن جانب اخر لأنها الرئة التي يتنفس منها العراق.
اما الامر الاخر الذي يتفق عليه الجميع هو ان هناك تحديا كبيرا امام تحقيق ذلك ويتمثل بالأعلام العراقي الذي يفسر هذه الرغبة بطريقة تشحن الناس، فمثلا يقول الاعلام هناك ان خط انبوب نفط البصرة العقبة ستستفيد منه اسرائيل، وايضا يقولون ان الاردن يريد ان يأخذ النفط مجانا.
في الواقع القيادات العراقية تدرك ان ذلك غير حقيقي، وان الاردن يملك ما يحتاجه العراق من كهرباء أدوية وخبرات ادارية غيرها من الاحتياجات التي يمكن أن يوفرها للعراق،
اي ان تعزيز العلاقات بين البلدين ليس مصلحة اردنية فقط وانما عراقية أيضا وبشكل كبير.
في الواقع هناك مسؤولون عراقيون يتخوفون من المضي قدما في الاتفاقيات مع الاردن بسبب تحشيد بعض المؤسسات الاعلامية العراقية للشارع. وعند السؤال عن حل ذلك أكدوا انهم يعولون على دور الاعلام العراقي المهني، ونظيره الاردني لبيان الحقيقة وتبديد المخاوف. حتى ان أحد هذه القيادات قال "ادوا هذه المهمة، وسنمضي فورا في تنفيذ الاتفاقيات". ويعني بذلك مهمة شرح المنفعة المتبادلة للدولتين، وان العراق بحاجة لما يملك الاردن من مقومات، بأهمية حاجة عمان لنفط العراق.
بعضهم أكد ايضا ان العراق يحتاج للثقل السياسي الاردني الذي يتمتع به جلالة الملك لمساعدته، وقد أكدوا ان الملك لم يخذلهم في أكثر من موقف في هذا الاتجاه.
كأعلام سنقوم بدورنا، لكن ايضا على المسؤول الاردني إدراك هذه الحقيقة والعمل على ايجاد حلول لها لأنها على ما يبدو معضلة كبيرة امام تحقيق تقدم في معظم الملفات، ويبدو اننا بحاجة الى تسويق ما نملكه في العراق.