فن

من مخيم اللاجئين إلى وجه على أشهر أغلفة المجلات العالمية.. عارضة الأزياء الصوماليّة “حليمة عدن” التي تخلت عن النجومية للحفاظ على حجابها!

{clean_title}
الأنباط -


تُعتبر الصومالية حليمة عدن، أول عارضة أزياء مُسلمة تُصبح رائدة في عالم الموضة العالمية، على الرغم من ارتدائها للحجاب، وهو الأمر الذي فتح عينيها على الكثير من الأمور في عالم الشهرة التي تتنافى مع قيمها الإسلامية، الأمر الذي دفعها إلى الاعتزال لفترة مؤقتة، قبل العودة بشروطها الخاصة.

 

ما هي قصّة حليمة عدن؟ كيف وصلت إلى الشهرة؟ وما الذي دفعها للاعتزال ومن ثمّ العودة إلى عالم الموضة والأزياء؟

 

عارضة الأزياء حليمة عدن.. قصّة حياتها وبدايتها المهنية

ولدت حليمة عدن في سبتمبر/أيلول 1997، في كاكوما، وهو مخيم للاجئين في كينيا، بعد أن فرّت عائلتها من الحرب الأهلية في الصومال.

 

عاشت هناك لمدة سبع سنوات مع والديها، قبل أن تسافر إلى الولايات المتحدة وتستقر في ولاية مينيسوتا.

 

على الرغم من أنها كانت تتحدث الصومالية والسواحلية، فإنَّ حليمة دخلت في نظام مدرسي يتحدث الإنجليزية فقط، وعلى الرغم من هذا وجدت حليمة نفسها سريعاً موجودة في فصول متقدمة للغة الإنجليزية في المدرسة الثانوية، متفوقةً على زملائها في الفصل.

 

لم يكن تعلمها المبهر للإنجليزية هو الشيء المميز الوحيد في مراهقتها، وإنما فوزها أيضاً بجائزة تقيمها المدارس الأمريكية مع بداية كل سنة دراسية جديدة، ويطلق عليها اسم "ملكة العودة إلى المدرسة"، لتصبح أول مسلمة في مدرستها تفوز بهذه الجائزة.

 

وتقول عدن عن تلك اللحظة، وفقاً لما نقلته أكاديمية "IMG Academy": "لم يسبق أن تم ترشيح أي طالب مثلي من قبل للفوز بهذه الجائزة".

 

بالطبع، بدأ حضورها المُلهم فقط في مدرستها الثانوية في سانت كلاود، مينيسوتا.

 

المشاركة في مسابقة ملكة جمال مينيسوتا في الولايات المتحدة الأمريكية

تصدرت حليمة عناوين الصحف، لأول مرة، بعد مشاركتها في مسابقة ملكة جمال مينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 2016 وهي ترتدي الحجاب والبوركيني، في جزء ملابس السباحة من المسابقة، لأول مرة في تاريخ الحدث البالغ 65 عاماً حينها.

 

لقد أنهت المسابقة وهي من بين أفضل 15 متأهلاً للتصفيات النهائية، لكنها فازت بجائزة أكبر بشكل عام.

 

الدخول إلى عالم الموضة من أوسع أبوابه

لفت أداء حليمة أنظار صحفية الأزياء والموضة الفرنسية كارين رويتفيلد (رئيسة التحرير السابقة لفوغ باريس)، التي جعلتها تظهر في أول افتتاحية لها في مسيرتها، وذلك من خلال ظهورها على غلافCR Fashion Book.

 

 

بعد ذلك تم اكتشافها لتكون عارضة أزياء، لتوقع معها شركة IMG Models إحدى أكبر وكالات عرض الأزياء في العالم، وتضمَّن عقدها بنداً كشرط أساسي غير قابل للتفاوض حول "حجابها"، ما جعل "IMG" توافق على أنها لن تضطر أبداً إلى إزالة حجابها، فهو "يعني لها العالم".

 

منذ ذلك الحين، بدأت حليمة بالظهور على عدّة مجلات عالمية من بينها Allure Magazine، التي وصفتها حينها بأنها "ذات جمال أمريكي"، وهو اعتراف بالغ الأهمية للمجتمع المسلم في أمريكا.

 

كما ظهرت حليمة أيضاً في عدّة مجلات أخرى مثلHarper's Bazaar and Glamour، وعلى غلاف مجلة "فوغ" البريطانية وAlberta Ferretti وMax Mara.

 

إضافة إلى ذلك، ظهرت ضمن الحملة الترويجية للفنانة ريهانا "Fenty Beauty"، وضمن حملة "Yeezy" لكاني ويست، وأصبحت أول شخص يرتدي الحجاب على غلافSports Illustrated.

 

 

حليمة ترفض المساومة على حجابها ولو بملايين الدولارات

لكن خلال فترة وباء كورونا، بدأت حليمة في إعادة تقييم حياتها المهنية، وأدركت في النهاية أنها لم تعد ترغب في عرض الأزياء، وعبّرت عن عدم ارتياحها في هذا المجال عبر منشور على إنستغرام أشارت فيه إلى أنها الآن تفضل "الدين على الدنيا"، معلنة اعتزالها في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 من أجل التمسك بتعاليم دينها، حسب قولها.

 

كما تحدثت العارضة الصومالية، عن كيف قلل قبول صناعة الأزياء من قيمها الإسلامية في السنوات الأولى من حياتها المهنية.

 

وقالت حليمة، وفقاً لما ذكرته صحيفةTeleghraphالبريطانية، إن مجال الموضة يستغل البشر، ويجردهم من إنسانيتهم، مؤكدة أن الله فتح بصيرتها على هذه الحقيقة قبل فوات الأوان.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن حليمة أعلنت أنها لن "تقدم عروض أزياء مرة أخرى، لأنّها "لم تعد روحياً تطمئن لذلك"، ولن تسافر لحضور أسابيع الموضة نصف السنوية في باريس أو لندن أو ميلان أو نيويورك، لأن هذه الوجهات كانت "مصدر كل الطاقة السلبية".

 

وأضافت: "حتى إن عرضوا عليّ 10 ملايين دولار فلن أساوم على حجابي مرة أخرى".

 

وفي العام الأخير من حياتها المهنية، أصبح حجابها يبرز رقبتها وصدرها، وفي بعض الأحيان، بدلاً من الحجاب، كانت تلف الجينز أو الأقمشة الملونة حول رأسها.

 

لذلك كتبت حليمة فور قرار الاعتزال: "أتمنى لو لم أتوقف أبداً عن ارتداء حجابي الأسود".

 

مبينة أنها بكت ذات مرة بعد التصوير عندما تمت مساومتها على قيمها، حيث تشرح قائلة: "لا يمكنني إلا أن ألوم نفسي بسبب سذاجتي وتمردي، وألوم صناعة الأزياء لعدم وجود مصممات أزياء من النساء المسلمات".

 

وتتذكر حليمة، وفقاً لما ذكرته مجلةelleالفرنسية، عدة حالات عندما شاهدت عارضات إسلاميات أخرى أقل شهرة منها، يتم التعامل معهن بشكل غير عادل في موقع التصوير، وإجبارهن على خلع ملابسهن في الأماكن العامة، على الرغم من أن هذه التصرفات تتعارض مع تعاليم الإسلام.

 

بينما لعب الترهيب والخوف دوراً على ما يبدو في إسكات العارضات المسلمات من التحدث علناً ضد الظلم، مؤكدة أن العديد منهن يشعرن بالعجز عن القيام بذلك لأنهن معيلات لأسرهن.

 

عادت إلى عالم الموضة ولكن بشروطها الخاصة!

بعد نحو 10 أشهر من اعتزالها عالم الموضة والأزياء، أعلنت عارضة الأزياء الصومالية عودتها إلى العمل، ولكن بشروطها الخاصة.

 

وأكدت، خلال مؤتمر صحفي جرى في مدينة إسطنبول التركية، أنها ستبدأ التعاون مع علامة أزياء المحجبات التركية الناشئة "مودانيسا" (Modanisa)، لتصبح سفيرة للعلامة التجارية لها، حيث ستصمم مجموعتين جديدتين، وتكون جزءاً من جهود التسويق للأزياء المحتشمة.

 

ووفقاً لما ذكره موقع "الجزيرة نت" فإن موقع مودانيسا، هو أول بوابة إلكترونية لملابس المحجبات في تركيا والعالم، حيث يستقطب 16 مليون زائر كل شهر منذ 2011.

 

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )