كتب محمود الدباس.. أخاطب "إللي على راسه ريشة"..
- تاريخ النشر :
الثلاثاء - am 12:00 | 2023-01-17
الأنباط -
معظمنا يعرف قصة الرجل الذي اشتكى لمختار القرية عن سرقة ديكه الجميل.. فجمع المختار اهل القرية في الساحة.. وخاطبهم قائلا..
لقد سرق احدنا ديك فلان.. والان عرفت من هو.. واطلب منه ان يأتيني لوحده بعد هذا الاجتماع.. وستكون عقوبته بسيطة..
فقال احدهم.. وكيف عرفته الان؟!..
فرد عليه المختار.. للاسف نسي ان يزيل ريشة الدجاج عن رأسه..
فما كان من السارق الا ان وضع يده على رأسه وبدأ يتحسسه حتى يزيل الريشة.. وذهبت مثلا..
كلامي اليوم هو نوعا ما مختلف.. لانه يتعلق بي وبكتاباتي..
فحتى يعلم الجميع انني اكتب في كثير من المجالات.. وكلها وليدة اللحظة.. فعندما اسمع او اشاهد امرا ما.. واعلم انني استطيع ايصال الرسالة عنه.. واسلط الضوء عليه.. فامسك هاتفي واكتب.. ولا اتردد في ذلك..
ومن المستثنين ممن اقصد.. المسؤولون الذين اكتب عنهم او عن مؤسساتهم.. فانا اوجه الحديث لهم مباشرة.. ولامانة الحديث.. الكثير منهم يبادر بالاتصال معي.. إما معاتبا لان الصورة مختلفة نوعا ما عن التي كتبتها.. او غاضبا لانني سلطت الضوء عليه وعلى مؤسسته.. او شاكرا لانني نبهته على ذلك الامر..
اما ما دفعني كتابة هذا الموضوع فهو عندما اكتب في شأن اجتماعي.. وعن حادثة في المجتمع.. فيظن احدهم انني اقصده هو او من يخصه..
فبالعودة الى مقال لي سابق عن حراس العمارات.. اتصل بي أحد معارفي وقال لي.. "يعني ما في داعي تذكر اللي صار مع زوجتي على الملأ".. فقلت له.. وكيف ذلك؟!.. فقال "ان زوجته لم تستطع اكمال الطبخة بسبب اسطوانة الغاز.. ولم تقم بسحب الاسطوانة من مكان التخزين.. فطلبت من حارس العمارة ذلك.. وعندما ارشدته الى مكان الاسطوانة.. استغل ظرف وجودها لوحدها وتحرش بها.. وما كان منها الا ان تعاركت معه.. وفزعت الجارة لها وانهالت بالضرب عليه.. وحين سألنا الجارة عن هذا الغل والذي ظهر في اسلوب تعاملها.. قالت بانه حاول معها نفس الشيء.. ولكن لم افعل شيء سوى منعه من دخول البيت ثانية.. ولم اعد اطلب منه اي شيء.. حتى لا اتصل معه لاخذ النفتيات.. فهو يأتي وياخذا من امام الباب..
قلت له.. والله لم اعلم ان هذا حدث معك.. ولكن انا اكتب حتى يأخذ الناس حذرهم.. وعدم الاطمئنان لامثال هؤلاء..
واليوم اتصل بي صديق ايضا وفي صوته ونبرته عتاب على مقالي الذي تحدثت فيه عن بعض الاطباء وافعالهم المشينة.. وتبين ان زوجته ايضا تعرضت لشيء من الاذى والانتهاك لها اثناء اجراء الفحوصات وإحدى العمليات في دولة ما.. وكان ابطالها الطبيب ومساعدوه.. ولم تستطع اثبات الواقعة.. لان الممرضات وقفن مدافعات عن الطبيب..
في الختام اسمحولي ان اقول.. بانني اكتب او اتحدث او اسولف ما اعلم انه حقيقي ويمس السلم المجتمعي.. من باب قرع الجرس في رأس من يعقلون ويفهمون.. فبدل ان نتعامل بكل بساطة وحتى سذاجة مع اي امر او شخص.. علينا التعامل بحذر وانتباه.. وذلك لان الزمن والمبادئ والاخلاق تغيرت كثيرا.. واصبحت الغاية تبرر الوسيلة.. واصبحت المصلحة الشخصية هي الاساس.. وتحقيق الرغبات دون النظر الى قيم او عادات.. واصبح الاستدراج للضحايا باحتراف وعلى نار هادئة..
هنا نقول علينا ان نضع ثوب االثقة الزائدة مع امثال هؤلاء جانبا.. ونأخذ باسباب الحيطة.. فلا ندري في اي لحظة ستسول لهم انفسهم عملا او قولا سيئا او حتى ارسال رسالة تسبب تلوثا سمعيا او بصريا لعين واذن محترمتين.. وفي هذا المقام لا استثني جنسا دون جنس.. او عُمْرا دون عمر.. او عملا دون عمل.. او خدمة دون خدمة..
ولنأخذ بقول السلف الصالح "لست بالخُب.. ولا الخُب يخدعني"..
وكذلك المثل "حَرِّص ولا تخَوِّن"..
ابو الليث..